اللغة العربيةتعليم

تاريخ اللغة العربية في تركيا

شهدت اللغة العربية إقبال كبير من قبل الأتراك مؤخرا وذلك لارتباط اللغة العربية باللغة التركية منذ القرن العاشر على مدار ٩٠٠ عام ، ويرجع ذلك للفتوحات الإسلامية واعتناق الكثير من الأتراك الدين الإسلامي ، فكان الدافع الأساسي لتعلم اللغة العربية قراءة القرآن وفهم الدين الإسلامي وارتبطت تركيا باللغة العربية منذ عدة عصور .

اللغة العربية في العصر العثماني

هل تعلم أن في الدولة العثمانية، كانت اللغة العربية تستخدم في الحديث اليومي بجانب كتابة اللغة العثمانية بالحروف العربية؟ ومن أجل مواكبة التطورات في القرن الخامس عشر، اقتبست اللغة العثمانية من اللغتين العربية والفارسية، ونتيجة لذلك أصبحت اللغة التركية مزيجا من عدة لغات .

الانقلاب اللغوي في تركيا

فيما يتعلق بتاريخ اللغة العربية، شهدت تركيا تحولا لغويا بعد تولي كمال اتاتورك حكم الجمهورية التركية. كان اتاتورك معجبا بالثقافة الغربية ومتأثرا بالتفوق الأوروبي، وعمل على إقصاء اللغة العربية من خلال إصدار بعض القوانين

  • استبدال الأحرف العربية بالأحرف اللاتينية .
  • تتم تعليم حروف اللغة في المدارس والجامعات، ويتم تطبيقها وجعلها محور التواصل .
  •  يتم حظر نشر المصحف باللغة العربية وتدريسها .
  • أمر بمنع الأذان باللغة العربية وجعله مخالفاً للقانون حتى استلام (عدنان مندريس) الحكم الذي ساعد في إعادة تعزيز اللغة العربية في تركيا، حيث فتح مراكز لتعليم اللغة العربية ومؤسسات دينية مثل كليات الإلهيات ومدارس الأئمة والخطباء .

انتشار اللغة العربية في جامعات تركيا

كان تدريس اللغة العربية محصورا في بعض الجمعيات وبعض الأقسام في عدد قليل من الجامعات، ولكن بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكم وبدأ تقرب تركيا مع المنطقة العربية، ظهر اهتمام بتعلم اللغة العربية فقاموا:

  • بتأسيس مراكز لتعليم اللغة العربية .
  • تم تطوير بعض المراكز لتحويلها إلى أكاديميات تعليم اللغة العربية لضمان حصول المتعلمين على شهادة جامعية .
  • تم تعيين دراسة اللغة العربية في المرحلة الابتدائية بعد أن كانت مادة اختيارية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وذلك بدءًا من سبتمبر عام ٢٠١٦ حيث بدأ تدريس اللغة العربية في المدارس الحكومية .
  • عند النظر إلى خريطة تركيا، لاحظنا توسع أقسام اللغة العربية في الجامعات بالبلاد .
  • تأسيس مؤسسات دينية تدرس أصول الدين باللغة العربية .

انتشار اللغة العربية في شوارع تركيا

انتشرت اللغة العربية بشكل ملحوظ ، فظهرت في الشوارع في اللافتات والمعارض العربية ، وانتشار للمترجمين العرب ، حاملين اللغتين العربية والتركية في الدوائر الحكومية والمؤسسات الثقافية والتجارية والسياحية والاقتصادية فأصبحت المعاهد تقدم دورات مجانية لدراسة اللغة العربية مثل المعاهد التابعة لبلدة ايسمك .

عوامل انتشار تعلم اللغة العربية في تركيا

  • قيام المشاريع الأجنبية وزيادة الاستثمارات المختلفة أدت إلى تفضيل العرب لتركيا وزيادة العلاقات بينهم فزار حوالي ٤٠ مليون زائر من العرب تركيا سنويا من إجمالي ٤٢ مليون زائر سنويا ، والحركة التجارية التي تمر بها تركيا من استثمارات وسياحة وغيرها حيث رغب الشباب في تعلم اللغة العربية للعمل في مجالات الترجمة والشركات التي بدأت تعمل على نطاق واسع .
  • يعتبر العرب ثالث أكبر عرق من حيث عدد السكان في تركيا، ويتميزون بالروابط التي تجمعهم من خلال التاريخ واللغة والدين. ويبلغ عدد العرب المقيمين في تركيا حوالي ثمانية ملايين، ويتزايد تدفق العرب في تركيا، خاصة السوريين، وينتشرون على نطاق واسع جدًا .
  • زاد إقبال الأتراك على تعلم اللغة العربية بسبب انتشار مراكز تعلم اللغة العربية التي أسسها العرب وجدوا في هذا المجال فرصة جيدةللعمل .
  • يعود سبب اهتمام الأتراك باللغة العربية إلى أن العديد منهم لديهم أصول عربية، وينتمون لمناطق قريبة من سوريا والعراق والأناضول وجنوب شرق تركيا. إذا، كان الأجداد والآباء يجيدون اللغة العربية، ولكن مع تطور الأجيال، تراجع استخدام اللغة العربية رغم أنها كانت مستخدمة في المنازل حيث يتحدث سكانها اللغتين العربية والتركية. وبالتالي، سعوا لاكتساب وسائل لتعلمها .
  • يعود سبب رغبة الكثير من المسلمين غير العرب في تعلم القرآن وتعاليم الإسلام بلغتهم الأصلية التي نزل بها الدين، إلى الأسباب الدينية والثقافية واللغوية .

معارضين اللغة العربية في تركيا

رغم وجود عدد كبير من الراغبين في تعلم اللغة العربية والداعمين لها إلا أن يوجد أيضا معارضين لوجودهم وتطبيقها وظهر مؤخرا حزب المعارضين ، والتي كانت من ضمنهم مرشحة حزب الصالح المعارضين في بلدية الفاتح والتي انتقدت وجود لافتات على واجهات محلات في حي الفاتح ، وقامت بتأكيد موقف الحزب الرافض لوجود السوريين الذى أدى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي والثقافي في المنطقة ولكن بجانب المعارضين يوجد داعمين واهمهم الرئيس أردوغان الذي رد بحزم على مرشحة حزم المعارضين الصالح ووصفها بـ عديمة التربية على رفضها لوجود لافتة باللغة العربية ، وقال مستنكرا (لا ينتقدون اللافتات المكتوبة باللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية ولكنهم يمتعضون عندما يتعلق الأمر باللغة العربية ) .

أقوال الأتراك عن اللغة العربية ودفاعهم عنها

أعرب الرئيس أردوغان، الذي يدعم اللغة العربية ويعبر عن رغبته الملحة في استعادة الأمجاد العثمانية المكتوبة بالأحرف العربية، عن عزمه وحكومته على إدراج اللغة العثمانية في المناهج الدراسية الرسمية، وأشار إلى ذلك في إحدى تصريحاته حول اللغة العربية

  • أسألكم، إذا سلبتم لغة مجتمع ما، فقد سلبتم حضارته وذاكرته. ونحن كأمة دفعنا ثمنًا باهظًا لسلبنا لغتنا. لذلك، الاعتداء على لغة مجتمع ما يعتبر اعتداءً على دينه وثقافته وفنونه وآدابه .
  • هل هناك شعب في العالم لا يستطيع أبناؤه قراءة لغة أجدادهم التي كتبت قبل ١٠٠ عام فقط؟
  • وقال بيرام ماوكلي وهو مدير مدرسة من المدارس الثانوية التركية : يأتي القرار ضمن إصلاحات سياسية لتمكين الشعب التركي من الوصول إلى تاريخه المكتوب باللغة العربية والتواصل معه .
  •  وأشار إلى أن تاريخ العلاقة بين اللغة العربية وتركيا قديم وتعود إلى الدوافع الدينية والثقافية، حيث يتعلم الأتراك اللغة العربية لربط حاضرهم بماضيهم
  • يقول خبراء تربويون أن بعد زوال الإمبراطورية العثمانية بسبب مؤسس الجمهورية التركية الحديثة أتاتورك ، الذي منع الكتابة باللغة العربية في عام ١٩٢٥ وبعد القرار الجديد تعود اللغة العربية إلى تركيا مرة أخرى وأن الحكومة تعمل على إدراج في مناهجها الدراسية ليست فقط مجرد تعلم لغة .
  • أعلنت تركيا أن اللغة العربية تعتبر أمًا لأكثر من ٣٥٠ مليون شخص في ٢٢ دولة، وتُعتبر إحدى اللغات الرسمية الستة المعترف بها في الأمم المتحدة .

خطوات تعليم اللغة العربية في تركيا

  •  في الثمانينات من القرن الماضي قبل فترة التنمية والعدالة في عهد تورغوت أوزال، تم بدء أول خطوات تعلم اللغة العربية، وتم إنشاء قسم اللغة العربية في جامعة غازي عام 1985 بأنقرة، وكان الهدف من ذلك تدريب معلمي اللغة العربية في المدارس الثانوية للأئمة والخطباء وتدريسها لطلاب الجامعات .
  •  تم إنشاء مؤسسات خاصة لتعليم اللغة العربية ومن ضمن هذه المؤسسات (اكاديمية اسطنبول للغات) التي بدأت في عام ٢٠٠٦ والتي كان مديرها (محمد آغير أكجه) ، قامت هذه الأكاديمية بعمل اتفاقية مع جامعة أوروبا الإسلامية لكي تتمكن الفتيات بالالتحاق بالجامعة التركية فتحولت الأكاديمية من ممثل للجامعة الأوروبية إلى مركز لغات .
  • إلى جانب وجود الكثير من المؤسسات والمراكز الموجودة في تركيا لتعلم اللغة العربية قامت بعض الدول بإنشاء مراكز رسمية معترف بها لدراسة اللغة العربية منها مصر ، التي قامت بإطلاق مبادرة لتعلم اللغة العربية للمواطنين الأتراك من قبل (المركز الثقافي المصري للعلاقات الثقافية والتعليمية التابع لوزارة التعليم العالي ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى