بحث عن التطوع
التطوع والعطاء هما وجهان لعملة واحدة، ولا يوجد شخص لا يحتاجهما، سواء كان له نفوذ وسلطة كبيرة، حيث أن فائدتهما لا تعود فقط عليه، بل تعود على المجتمع بأكمله، وهذا ما يجعل التعاون وتقديم الخير قدر المستطاع واجبا على كل فرد من أفراد المجتمع. ومن خلال البحث عن العمل التطوعي، يمكن التعرف على مفهومه وأهميته.
مفهوم التطوع
التطوع في اللغة مشتق من مصدر فعل تطوع، حيث يقال (قام بالتطوع بالمال من أجل مساعدة الأيتام)، وهذا يعني أنه قد قدم المال اختيارا وطواعية دون أن يكون مجبورا على ذلك. أما في الاصطلاح، فإنه يشير إلى الجهود التي يبذلها الشخص بناء على مهاراته وخبراته، حيث يكون لديه الرغبة في تقديمها وبذلها دون أن ينتظر مقابل مادي، ويكون الهدف هو أداء الواجب. وقد قام العديد من الباحثين بتقديم تعريفات للتطوع، حيث قال باركر أنه هو (الحركات التي ينفذها أفراد أو جماعات بدون أن يتوقعوا مقابل مادي، وذلك لتقديم خدمات إنسانية خارج إطار المؤسسات الحكومية). وقدم حماد التعريف التالي للتطوع (الجهد الذي يبذله الأفراد وفقا لسياساتهم واعتقاداتهم بفكرة أو مبدأ معين بدون مقابل مادي أو حافز مادي، بل هو خدمة عامة للمجتمع)
أهمية العمل التطوعي
لا تقتصر أهمية العمل التطوعي على المجتمعات العربية فقط بل في جميع أنحاء العالم ويعرف في الإنجليزية بـ(Culture of Volunteerism) فهو أحد مكونات الثقافة المدنية للمجتمعات حيث يمثل أحد أهم الخدمات الاجتماعية كذلك تعد ثقافة التطوع من الوسائل ذات الفائدة من أجل تنمية شخصية الأفراد عن طريق ما يساهمون به في تدعيم التنشئات الثقافية حيث يسعى التطوع إلى تحقيق العديد من المعارف والمهارات والقيم المرتبطة بأفعال الخير التي يتم تقديمها لتوفير كافة الخدمات للمجتمع.
وقد حصلت الأعمال التطوعية على أهمية كبيرة في المجتمعات، وتزداد أهميتها مع تقدم المجتمعات. فقد أدى التطور الحاصل في الحياة المعاصرة إلى تحول الأعمال الفردية إلى أعمال جماعية منظمة في العديد من المجالات التي تهدف إلى خدمة المجتمع وتنميته. وقد قامت الأعمال التطوعية بثلاثة أدوار رئيسية في المجتمعات، وهي: تقديم خدمات حديثة تصعب توفيرها للحكومات في بعض الأحيان، وتوسيع وتحسين الخدمات واستكمال الأعمال الحكومية، وإنجاز بعض المهام التي قد لا تتمكن الدولة من تنفيذها.
ثمار التطوع
بالنسبة لأهمية العمل التطوعي، تعود ذلك إلى العديد من العوامل، بما في ذلك ما يلي:
- بناء علاقات إيجابية بين الأفراد المختلفين وتقدير الفرد لنفسه.
- تغيير الاتجاهات يمكن أن يعرقل عمليات التنمية.
- رفع فعالية وكفاءة الأعمال الحكومية وتدعيمها.
- تتمثل الفكرة في توجيه الطاقات البشرية والمادية إلى المكان الصحيح وتحويلها إلى أعمال جماعية.
- توطيد العلاقات بين الأفراد والجماعات.
- يهدف التطوير التلقائي للمجتمع إلى المحافظة على التوازن خلال عملية التطور.
خصائص العمل التطوعي
تتميز الأعمال التطوعية بالعديد من الخصائص منها الآتي:
- تدعيم التعاون فيما بين الأفراد بالمجتمعات.
- يتمثل الجهد في تحقيق الأهداف الإنسانية والعمل على تحقيقها.
- المشاركة في تقديم الرعاية العامة للأفراد يساهم في دعم التنمية الاجتماعية.
- التعاون والمشاركة مع المؤسسات التطوعية في تقديم الخدمات المجتمعية المطلوبة.
- يتم تنفيذ العديد من الأنشطة الاجتماعية التي تقدم خدمات مختلفة للمجتمع دون توقع أي عائد مادي.
- الاعتماد على الخبرات والمهارات للمتطوعين.
أهداف العمل التطوعي
توجد أقسام مختلفة لأهداف الأعمال التطوعية التي يسعى إليها، ومن بين هذه الأهداف العامة التي يهدف إلى تحقيقها لتطوير المجتمع والخير، وتشمل بعض هذه الأهداف:
- يهدف إنهاء المشكلات التي قد تؤدي إلى تعطيل تقدم المجتمع وتهديد استقراره.
- يتم تعويض عدد قليل من العاملين في المؤسسات والمنشآت بالاعتماد على المتطوعين ذوي الخبرة في مختلف التخصصات.
- تطوير الاستعداد للمشاركة في العمل الاجتماعي والعمل على مواجهة الآثار السلبية.
- يجب المشاركة في تنفيذ الأهداف المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
تمثل الأهدافالخاصة للعمل التطوعي المقصود بها الأهداف التي يتم توفيرها للأفراد ضمن برامج ومشروعات تطوعية، وتشمل ما يلي:
- المشاركة في المشاريع العامة من أجل استغلال وقت المتطوعين الفاضل وجهودهم.
- تحقيق التفاعل بين الشباب المتطوعين فيما يتعلق بالأهداف الاجتماعية.
- تشجيع المتطوعين على تنفيذ الخدمة الاجتماعية بشكل فردي.
- تفعيل قدرات المتطوع ومساعدته على تطوير مهاراته العلمية والعملية.
- تفعيل الانتماء بين المتطوعين لمجتمعهم ووطنهم.
مبادئ الأعمال التطوعية
تعتمد الأعمال التطوعية على العديد من المبادئ الأساسية، ومن أهم هذه المبادئ:
- العمل التطوعي يساهم في دعم المساواة والحفاظ على حقوق الإنسان.
- يعتمد العمل التطوعي على احترام كرامة الأفراد في المجتمع.
- هناك علاقة وثيقة بين الأعمال التطوعية والقطاعات التي لا تهدف إلى تحقيق الأرباح.
- يمثل العمل التطوعي وسيلة للأفراد والجماعات لتلبية الاحتياجات الإنسانية والبيئية والاجتماعية.
- يُعَد العمل التطوعي عملاً قانونياً يمكن لجميع الأفراد المساهمة فيه عن طريق الأنشطة الاجتماعية.
- يتم اختيار العمل التطوعي طواعيةً وليس اجبارًا، حيث لا يتوقع المتطوع الحصول على أجرٍ مقابل ما يقوم به.
أنواع العمل التطوعي
يوجد نوعان من العمل التطوعي، بما في ذلك العمل التطوعي الفردي الفردي، والعمل التطوعي المؤسسي:
- العمل التطوعي الفردي: يشير هذا الرقم إلى السلوك الاجتماعي الذي يعتمد على المبادئ الاجتماعية والأخلاقية، ويتم تطبيقه من قبل مجموعة من الأفراد تلقائيا دون توفير مردود مادي لهم.
- العمل التطوعي المؤسسي: العمل التطوعي الذي يتطلب التطور الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية هو أكثر تطورا من العمل التطوعي الفردي، ويشارك في بناء صورة واضحة للفئات الاجتماعية داخل المجتمع، وذلك لتلبية الاحتياجات الأساسية لجميع الفئات الاجتماعية. لذلك، تولي المؤسسات الخيرية اهتماما بالعمل التطوعي، ويعتبر دعمه من الأمور الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها في جميع البيئات الاجتماعية.
مجالات العمل التطوعي
تتعدد المجالات التي تخص العمل التطوعي والتي تتمثل في الآتي:
- المجال التربوي والتعليمي: الحرص يشمل العديد من الأمور، بما في ذلك محو الأمية، والتعليم المنزلي، وتقديم البرامج التي تواجه صعوبات التعلم مع وضع حلول لها، بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى.
- المجال الاجتماعي: وهو خدمة متعددة المجالات تقدمها في العديد من المجالات، ومن بينها الإرشاد النفسي والصحي، وتوفير الرعاية الصحية مثل خدمة المرضى ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
- المجال البيئي: يتضمن ذلك النطاق الحفاظ على المنتزهات، الغابات، مكافحة التلوث، الشواطئ، التصحر، والعديد من الأمور الأخرى.