مقال عن الطفولة
تعتبر فترة الطفولة من أهم مراحل نمو الفرد، وخاصة لأنها المرحلة التي ينمو فيها الطفل بشكل سريع ويتطور مهاراته. فهي فترة لاكتساب المعرفة واكتشاف الحياة وتعلم مهارات جديدة. وفي مراحله الأولى، لا يستطيع الطفل تدبير أموره الحياتية ويعتمد بشكل كبير على والديه، وخاصة الأم التي تمثل العائلة الأولى للطفل وحمايته من تحديات الحياة.
مرحلة الطفولة
في الواقع، فإن الطفولة تعد مرحلة حيوية في تكوين الإنسان، حيث يتشكل معرفيا الطفل ويكتسب أهم المهارات، وتنمو شخصيته. لذا، يجب أن نولي اهتماما كبيرا لهذه المرحلة ونطور الأطفال بشكل سليم. فقد يعتقد البعض أن احتياجات الطفل تقتصر على الطعام والشراب، ولكن الواقع يشير إلى أن الطفل يحتاج إلى أكثر من ذلك. إنه يحتاج إلى فهم واحترام، ويحتاج إلى رعاية وغرس المبادئ والقيم. كما يجب أن يكون لديه قدوة صالحة حتى يتربى على خلق ودين. وبالأخص، هناك حقوق للطفل يجب أن نقف عندها ونعرفها بشكل صحيح حتى لا نسيء معاملة الأطفال.
ما هي مراحل الطفولة
لم تكن الطفولة مرحلة واحدة، بل هي عدة مراحل يمر بها كل إنسان، لكل مرحلة منهم خصائصها وطرق التعامل معها، كما أن لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل الفكر الذي يتطلب التعامل معها به، إذ أن مرحلة الطفولة في حياة الأشخاص هي أطول مرحلة يمر بها الإنسان، ويكتسب فيها مهارات ومعارف ومعلومات ومبادئ تستمر معه مدى الحياة، فكثيراً ما يشبه أطباء النفس الإنسان في مراحله المبكرة الاسفنجة القابلة لامتصاص أي شيء، عكس الكبر الذي يصعب فيه التعلم، واكتساب أشياء ومهارات جديدة، كما أن مراحل الطفولة تنقسم إلى ثلاث مراحل وهم:
- الطفولة المبكرة: وتبدأ من عمر يوم إلى خمس سنوات، وهي مرحلة من التعرف واكتساب المهارات الحياتية، فيكون فيها الطفل يتعرف على الأشياء لأول مرة، من خلال التلامس والسماع، لذا يحاول دوماً مسك الأشياء، وتذوقها حتى لو لم تكن للأكل، ولكنها يتعرف على الأشياء بهذه الطريقة، كما يبدأ في هذا السنوات بتعلم الكلام تدريجياً وتعلم المشي، حيث تتكون كل الأمور لديه للمرة الأولى.
- مرحلة الطفولة المتأخرة أو التالية: هي المرحلة التي يتراوح عمر الطفل فيها بين ست سنوات واثنتي عشرة سنة، وتعد هذه المرحلة فرصة مهمة للتعلم وتكوين صداقات جديدة. ويجب أن تكون حقوق الطفل في التعليم مضمونة في هذه المرحلة، حتى يتمكن كل طفل من الاستفادة من فرصة التعلم وتحقيق طموحاته، ويصبح من الأطباء والمهندسين والإعلاميين والثوار والأحرار، ويساهم في بناء مجتمع مثقف وواع
- مرحلة المراهقة: تمثل هذه المرحلة الأخيرة في مرحلة الطفولة، حيث يبدأ الأطفال فيها بالشعور بالمسؤولية عن أنفسهم وعدم قبول أي شيء يفرض عليهم، وهي في الواقع أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان، وتشكل عبئا على الآباء والأمهات وتكون مزعجة للغاية، لأن التعامل مع الأطفال يجب أن يتغير ويأخذ شكلا مختلفا تماما. وتنتهي هذه المرحلة ببلوغ سن الرشد، أي عندما يبلغ الشخص الحادية والعشرين عاما.
أهداف حماية الطفل في الدول العربية
تهتم الدول العربية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ومصر بحماية الطفل، حيث إن الدين الإسلامي الحنيف دين السماحة والرعاية، وصى بأن ترعى الأطفال وتنشأ على الدين والسنة، ولا سيما أن الطفولة من أهم المراحل الإنسانية، التي تستوجب رعاية وحنان واهتمام بالغ، وفيما يلي أهم أهداف حماية الطفل في الوطن العربي:
- يعد عدم تعرض الطفل لأي أذى لفظي أو جسدي أو معنوي واحداً من أهم أهداف حمايته، سواء في المدرسة أو في الحي الذي يسكنه أو حتى في المنزل.
- تهتم جمعيات حقوق الأطفال بتعريف الأسر بحقوق وواجبات أطفالها وتساعد في منع انتهاك حقوقهم والحفاظ عليها.
- تهتم جمعيات حقوق الطفل دائمًا بحماية الأمن والسلامة للأطفال، وهو أكثر ما يحتاجه الطفل في مراحله الأولى.
- يتم العمل على مراقبة أي معلومات عن إيذاء الأطفال، سواء داخل الأسرة أو في أي مكان يتواجد به الطفل، أو في دور الأيتام وغيرها، للحد من العنف ضد الأطفال وردع جميع التصرفات غير المقبولة.
- تهدف إلى مساعدة الأطفال في الحصول على الراحة والسعادة في بيئتهم والحد من القهر والظلم.
- يشمل تطبيق الشريعة الإسلامية والالتزامات الدولية حماية الأطفال ورعايتهم، ويجرم أي عمل عنيف يتعرضون له.
- يتم تثقيف الأطفال في مرحلة مبكرة عن كيفية تجنب الأذى، وذلك من خلال المشاهد المعروضة عبر وسائل الإعلام، والتي تم تجهيزها خصيصًا لهذا الغرض.
- تتخذ جميع الإجراءات الوقائية لحماية الأطفال من الأذى، وتعاقب أي شخص يتسبب في سلوك غير لائق تجاه أي طفل.
- وصدرت قائمة تنفيذية لجمعية حقوق الطفل لحماية جميع حقوقه، والتي تشمل عدم تعرضه للعنف الجسدي، ولا الإيذاء البدني، وعدم التحرش الجنسي، سواء كان الطفل ذكرا أم أنثى، وعدم الإضرار النفسي، وعدم التعرض للسب والإهانة، بالإضافة إلى عدم إهمال حقوق الطفل أو تجاوزها، وعدم استغلال الطفل بأي طريقة.
ما هي حقوق الطفل
توجد مجموعة من الحقوق التي يجب احترامها لأي طفل، لكي ينمو بشكل سليم وصحي، وتتضمن هذه الحقوق ما يلي والتي يتم تأكيدها في الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل:
- حقوق الطفل في التربية السوية السليمة: وذلك عن طريق تربية الأطفال على الأخلاق السليمة وتعريفهم بتعاليم الدين وأساسيات التعامل الاجتماعي وتوعيتهم بأهمية صلة الرحم وتكوين العلاقات الاجتماعية وجعلهم يندمجون مع المجتمع.
- حق الطفل في التعليم: يحق لكل طفل الحصول على فرصة تعليمية مثالية، حيث يجب على كل إنسان أن يكون قادرًا على القراءة والكتابة وتعلم جميع العلوم، لينمو ذهنه ويصبح فردًا مؤثرًا وواعًا في المجتمع.
- حفظ طفولة الأطفال وعدم تعرضهم للاستنزاف أو الاعتداء على براءتهم يتم تحقيقها من خلال جعل العمالة للأطفال تحت سن العمل القانوني غير قانونية، ومن يوظف الأطفال سواءً كانوا من أفراد الأسرة أو من جهة العمل يعاقب قانونيًا.
- حماية الطفل من الأذى الجسدي او الجنسي: يجب حماية الأطفال من الإيذاء الجسدي وذلك بعدم ضربهم وعدم تعريض أجسادهم الصغيرة للخوف والرعب والألم، وعدم تعريضهم للاعتداء الجنسي مثل التحرش أو الاغتصاب، ويجب معاقبة بشدة كل من يسيء للأطفال وينتهك حرمتهم ويضر بأجسادهم الصغيرة.
- حق الطفل في العيش دون عنصرية أو تمييز: يجب عدم انتهاك حرية الأفراد وعدم التنمر على الطفل، وعدم التعامل معه بناءً على العرق أو اللون أو الجنس أو الدين، حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات، ويجب على الجميع احترام الفرد وخصوصيته.
- حفظ كافة الحقوق القانونية أو المدنية: تتشابه حقوق الأطفال القانونية والمدنية في مختلف البلدان وتشمل منح الطفل اسمًا وتسجيله في سجلات الدولة ومنحه الجنسية التابعة لها وحق الرعاية الصحية والتطعيمات وتسجيله في المدارس التابعة للددولة.
- رعاية الصحة من أهم حقوق الطفل أن يحرص على صحته، وأن لا يكون عرضة للأمراض التي تهدد صحته، كما أن تطعيم الأطفال ضد الأمراض المحتملة أمر مهم ومتبع في جميع البلدان، خاصة أن الكشف المنتظم هو أحد الأمور الهامة.
تولي الكثير من الدول اهتماما خاصا لتنظيم حفلات ومناسبات للاحتفال بالأطفال، ويعد اليوم العالمي للطفل الذي بدأ الاحتفال به للمرة الأولى في عام 1954 بتوصيات من الأمم المتحدة، وذلك لجعله عيدا للطفل، من أهم اللفتات الإنسانية. ويحتفل بهذا اليوم في كافة البلدان بالطريقة التي تناسبها، سواء في المدارس أو دور الأيتام أو كافة الأماكن التي ترعى الأطفال، ويتميز هذا اليوم بتقديم الاحتفالات والعروض والهدايا للأطفال.
حقوق الطفل في الإسلام
على الرغم من أن جميع الدول تولي اهتماماً بحقوق الأطفال، وبخاصة إذا كانت هناك جمعيات متخصصة في العناية بهم وحمايتهم، إلا أن الدين الإسلامي الحنيف كان الأول والأكثر اهتماماً بحقوق الأطفال، حيث يعتبر الإسلام الحنيف دستوراً مضموناً يضمن حقوق الأطفال وواجباتهم
- تعليم الطفل: يعد تعليم الأطفال واحدًا من أهم حقوقهم، حيث أن الدين الإسلامي يفرض على الآباء والأمهات تعليم أولادهم، وأهم ما يجب تعليمه للطفل هو القرآن الكريم، فهو المعلم الأول والدستور الدائم للحياة.
- غرس المبادئ والأخلاق: جاءت الشريعة الإسلامية بضمان حق الأطفال في التربية على المثل الأعلى، لكي لا يتم التنمر عليهم أو الاستهانة بهم من قبل المجتمع، فالأخلاق الحميدة التي يتبناها الوالدين يورثها الأطفال.
- حق الطفل في اللعب والمرح: ينبغي عدم تقييد حرية الأطفال في اللعب والترفيه، فالإسلام يشجع الآباء على مرافقة أطفالهم في اللعب والتسلية طوال السبع سنوات الأولى من حياتهم.
- تتمثل المساواة والعدل بين الأطفال في دين الإسلام، حيث يعتبر العدل والرحمة جزءًا من ديننا، ونحن نرفض التمييز والكراهية والتفرقة بين الأطفال.
- حضانة الطفل: منح الدين الإسلامي الحنيف للأطفال حق العيش في حياة سوية بين والديهم، وتنشئة كل طفل في بيئة سوية وسليمة عقليًا.
- رعاية الطفل اليتيم والتكفل به: يوفر الدين الإسلامي كافة الحقوق للطفل اليتيم ويجعله يعيش حياة سوية، وينشأ في رعاية المسلمين دون الشعور بالنقص، وذلك بتمتعه بحقوق الكفالة والحنان.
- الحفاظ على أموال الأطفال: يحث الدين الإسلامي على حفظ حقوق الطفل في الميراث والاهتمام به حتى يصل إلى سن الرشد.
- يضمن الدين للطفل حق الإنفاق من قِبَل والده، والرضاعة الطبيعية من أمه أو مرضعة إذا كان هناك صعوبة في الرضاعة من الأم.
- حق الطفل في إثبات نسبه: وذلك عن طريق جعل الزواج الشرعي هو السبيل الوحيد الشرعي لإنجاب الأطفال.