ما يميز البن الخولاني عن باقي أنواع القهوة
ما هي القهوة الخولانية
البن الخولاني هو نوع من البن اليمني المنشأ ويعود اسمه إلى مدينة خولان في اليمن التي تعتبر المقر الرئيسي لزراعته، ويتم زراعته أيضا في جبال جيزان بجنوب السعودية، ويعد هذان المكانان المصدر الرئيسي للبن الخولاني في العالم، ويتميز بأنه لا يمكن زراعته إلا في ظروف معينة ويحتاج إلى عناية خاصة لتحقيق جودة عالية، ويتميز أيضا بطعمه المميز الذي يميزه عن أنواع القهوة الأخرى
إن حبات البن الخولاني هي عبارة عن حبوب من القهوة ذات اللون الأخضر، ومغطاة بطبقة زيتية خضراء اللون، كما أن لها رائحة معروفة ومميزة، بالتالي ليس من الممكن أن يتم التغيير في مكوناتها لأن لها مذاق مميز عن باقي أنواع القهوة سواء العربية أو غيرها، ويعتبر بني خولان في اليمن هما أول من قام بزراعة هذا البن حول العالم، متأثرين بالحبشة منذ قديم الزمان.
أهم ما يميز البن الخولاني عن باقي أنواع القهوة
يمكن اعتبار أن أهم ما يميز البن الخولاني عن باقي أنواع القهوة هو نكهته القوية والمميزة التي تجعل من الصعب نسيانها. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعتبر من أجود أنواع القهوة التي تتم زراعتها بعناية خاصة. ذكر الباحث السعودي في علم التاريخ يحيى المالكي أن الرحالة الأوروبيون في جنوب الجزيرة العربية أشاروا إلى البن والقهوة وتجارتها، وتعود تاريخ تجارتها إلى عام 1612، ومنهم الدنماركي نيبور الذي زارها عام 1962. وفقا للتاريخ، انتشر هذا النوع من البن في جميع جبال جنوب الجزيرة العربية منذ عام 615 هـ ـ 1218 م، وكان الشراب شائعا في جميع البيوت. انتقلت ثقافة القهوة إلى مكة عبر الحجاج، وانتشرت في المقاهي، ثم انتقلت إلى القاهرة والشام، ومنها إلى اسطنبول، حيث تم افتتاح أول مقهى فيها عام 962 هـ ـ 1554 م. وأطلق الأتراك عليها اسم “كهفيه kabveb”، ثم نقلها التجار الإيطاليون والجنويين باسم “coffe”، وشاعت في أوروبا وعرفت في فرنسا باسم “café”، وفي الهولندية باسم “koffie”، وفي الألمانية باسم “kaffee”، وفي الإنجليزية باسم “coffee”. وكان أول مقهى في لندن يفتح أبوابه في عام 1652. وكما يظهر جميع أسمائها، فإنها تأتي من الاسم العربي “قهوة
وأشار المالكي إلى أن: (الأشخاص المهتمين بزراعة البن وتجارته وتصديره في جنوب الجزيرة العربية عادوا إلى تسمية البن وتصنيفه وفقًا لأماكن زراعته، مثل البن الخولاني والعديني، أو حسب ثمرته، مثل الدوائري والتفاحي. ولهذا السبب أطلقوا على القهوة اسم “القهوة الخولانية”، حيث تختلف جودة المنتج وفقًا لبيئته الزراعية والمقومات الطبيعية المتاحة فيه. في جبال جازان، يُعرف البن باسم “البن الخولاني” الذي يتميز بأعلى جودة، وذلك نسبة لقبيلة خولان العريقة التي تنتمي إليها جميع القبائل في هذه الجبال. وتندرج كل هذه التسميات تحت نوع واحد وهو البن العربي (أرابيكا). وأشار إلى أن بعض الباحثين يربطون نشأة البن ببلاد الحبشة ببلدة “كافا”، ولكن لا توجد دلائل مادية أو منطقية تثبت ذلك. وقد قام بعض الرحالة الأوروبيين بزيارة الحبشة في وقت مبكر، لكنهم لم يذكروا القهوة كمشروب أو تجارة في تلك المناطق، على عكس ما حدث في جبال جنوب الجزيرة العربية. ويُعتبر محافظة الداير في المملكة العربية السعودية عاصمة البن الخولاني، حيث تنتج المحافظة 489,820 طنًا من البن من إجمالي 685,536 طنًا، وذلك من خلال 122,455 شجرة مثمرة من إجمالي 171,384 شجرة في منطقة جازان. وتمارس حوالي 919 مزرعة من إجمالي 1,596 مزرعة في المنطقة نشاط زراعة البن والحفاظ على هذا التراث الشعبي التقليدي، وذلك وفقًا لإحصاءات هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية.)
أنواع القهوة اليمنية
تتميز منطقة البحر الأحمر في اليمن بأفضل أنواع البن الفاخر في الخليج، وعلى الرغم من أن إنتاج البن اليمني قد قل في الفترة الأخيرة بسبب الظروف الحالية في اليمن، إلا أنه لا يزال الأفضل في المنطقة، ويتم زراعة القهوة في اليمن في المنطقة الجبلية المركزية في شبه الجزيرة العربية وفي المناطق الجنوبية، ويتم حصادها في فصل الخريف عندما تصبح المنطقة جافة، ثم يتم معالجة حبوب القهوة بالطرق التقليدية، وذلك عن طريق وضع ثمار القهوة فوق الحبوب على أسطح المنازل لتتعرض لأشعة الشمس المباشرة، مع الحرص الشديد على عدم إضاعة أي حبوب قهوة
تتميز القهوة اليمنية بأنها أصيلة على مر التاريخ، حيث إن المنطقة العربية هي مصدرها ومنتجها الرئيسي، وانتشرت القهوة من هناك إلى العالم بأسره، وتشمل الأنواع الرئيسية للقهوة اليمنية ستة أنواع، وهي على النحو التالي
القهوة الحرازية اليمنية
تزرع حبوب القهوة الحرازية على ارتفاع مذهل يتراوح من 3000 إلى 4500 متر، وتقع على جبال منطقة حراز غرب العاصمة اليمنية صنعاء، وسميت حراز نسبةً للمنطقة التي تنمو فيها، وتعتبر قهوة الحرازية واحدة من أجود أنواع القهوة في العالم فلقد نالت استحسان النقاد حول العالم، ويعتبر هذا النوع هو أشهر أنواع البن اليمني في الخارج، ويعتقد بعض العلماء أن قهوة الحرازي مأخوذة من بذور تيبيكا وبوربون والتي تعرف محليًا باسم تفاحي أو العديني، وتتميز قهوة الحرازي بمذاق حمضي وفاكهي في آنٍ واحد، وهذا النوع من القهوة مثالي لكي يتم فلترته ويشرب خفيفًا، كما أنه مثالي كقهوة باردة.
القهوة الكرزية اليمنية
القهوة الكرزية اليمنية هي نوع نادر من حبوب البن اليمني، وتعرف بالإنجليزية باسم (Peaberry) وبالإسبانية باسم (caracolillo). تزرع في منطقة حراز بالعاصمة صنعاء على ارتفاع يزيد عن 3000 متر. تعتبر هذه القهوة درجة أجود في المزرعة وتمثل 5% فقط من المحصول الكلي. يتم الحصول عليها من أكثر من 50 مزرعة مختلفة. تتميز الحبة بشكلها المستدير وليست مسطحة، وتشبه حبة البازلاء بشكلها البيضاوي. قد تحتوي الحبة النادرة على بذرتين تنموان في اتجاهين مسطحين، أو قد تحتوي على بذرة واحدة فقط
قهوة مطاري اليمنية
تنمو حبوب قهوة مطاري على ارتفاع هائل يبلغ طوله من 2500 إلى 3000 متر، وتنمو على الجبال العظيمة في أرض بني مطر، كما يعتقد البعض أن قهوة المطاري جاءت من بذور الموكا، وتعرف محليًا باسم قهوة الدويري أو العديني، وتعتبر قهوة المطاري قهوة معقدة قليلًا في نكهتها، وهي نكهة فريدة من نوعها تجعلها مميزة برائحتها فقط، ومن المعروف أنها أكثر أنواع القهوة حموضةً وتعقيدًا، كما تعتبر أنها أقوى نكهة بين جميع أنواع نكهات القهوة اليمنية.
قهوة حفاشي اليمنية
تنمو قهوة حفاشي اليمنية على الجبال المحيطة بمنطقة المحويت، وتقع على ارتفاع يتراوح بين 2000 إلى 2500 مترا. تعد قهوة حفاشي واحدة من أفخم أنواع القهوة العربية وأكثرها أناقة، ويطلق عليها السكان المحليون اسم قهوة الدويري. وتتميز قهوة الحفاشي بنكهة مميزة تمزج بين مزيج أشجار الفاكهة والتوابل المحيطة بها مثل الكرز
يتمتع البن اليمني بجودة عالية وأصالة تاريخية، وبالطبع ليس هذا هو النوع الوحيد بل هناك العديد من أنواع البن اليمني المختلفة تماما عن أنواع القهوة الأخرى في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، الفرق بين القهوة البرية والهررية والخولانية يكمن في اختلاف كل نكهة عن الأخرى بشكل كامل، ومن أبرز ميزات البن الخولاني طعمه الذي يعلق في الفم ولا يمكن نسيانه، وهذا هو ما يميز البن الخولاني عن باقي أنواع القهوة