من هو توماس إدوارد لورنس
أثناء قيام الثورة العربية الكبرى بتزعيم من الشريف حسين بن علي في عام 1916م، وتم الاتفاق عليها مع العراق وسوريا بهدف الاستقلال العربي، وكانت إنجلترا المحرك الرئيسي لهذه الثورة، وذلك بسبب محاولة بريطانيا للقضاء على الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وتم إرسال توماس إدوارد لورنس، الذي كان ضابطا في المخابرات البريطانية، للتعاون مع العرب في هذه الثورة، وقد قاتل العثمانيون إلى جانبهم، ومنحوه لقب “لورنس العرب.
معنى لورانس العرب
توماس إدوارد لورنس هو ضابط إنجليزي ولد في عام 1888م، وشارك في الثورة العربية الكبرى في عام 1916م ضد العثمانيين، وحصل على لقب “لورنس العرب“، وكان والده إنجليزيا ووالدته اسكتلندية، وكانت مربيته البريطانية تعلمه حتى التحق بمدرسة سان ماري، ولحظ والده اهتمامه بالآثار والتاريخ، وأخذه إلى باريس ليشاهد الحفريات، وفي عام 1908م التحق لورنس بجامعة أكسفورد، وكان لديه إعجاب شديد بالقائد نابليون بونابرت، ودراسته تركزت على الهندسة والاستراتيجيات العسكرية، وعندما انتهى من الدراسة عمل لورنس في محيطه.
طرح لورنس على أستاذه غارت فكرة زيارة الشرق المعروف بحضارته العريقة، ومن حماسه لهذه الرحلة قام بتعلم اللغة العربية حتى يستطيع التفاعل مع العرب، وبالفعل بدأ رحلته من بيروت، واستقر في طرابلس بالمدرسة التبشيرية الأمريكية، وعندما رآى القلاع الصليبية المنتشرة في أنحاء عديدة من الوطن العربي، قام بتأليف كتاب (القلاع الصليبية)، وبعد ذلك أصيب لورنس بمرض الدوسنتاريا، فقرر العودة إلى إنجلترا حتى يتم شفاؤه.
في فترة الحرب العالمية الأولى، أعلنت الدولة العثمانية الحرب على بريطانيا، وكان العرب في ذلك الوقت يكرهون الأتراك بسبب الجرائم التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضدهم. ولأن لورنس كان معروفا بأنه عالم آثار، استدعته إنجلترا إلى القاهرة لمساعدتهم في تحديد صحة الخرائط التي كانت بحوزتهم، ومن ثم تم تعيينه في قسم المخابرات السرية في القاهرة. وبسبب علاقته الجيدة مع العرب، أوهمهم بأنه ينوي مساعدتهم ضد الأتراك، وصدقوه بسبب معرفته الجيدة للغة العربية.
مذكرات لورنس العرب
كتب لورنس العرب مذكرات تضم تجاربه وحياته مع العرب، إذ كان له تاريخ أسطوري في الشرق الأوسط، مما جعل العالم يروج لشهرته. بناء على شهرته كعالم آثار، استدعته مخابرات بريطانيا إلى القاهرة لمساعدتهم في رسم الخرائط الخاصة بالمنطقة العربية. وبذلك، تحول من عالم آثار إلى ضابط مخابرات سري. وفيما يلي مقتطف واحد من مذكراته
كتاب أعمدة الحكمة السبعة
في هذا الكتاب، يتحدث لورنس العرب عن تجربته السياسية بعد سقوط الدولة العثمانية وتقسيمها بموجب اتفاقية سايكس بيكو، والتي قاد فيها نظم دول الشرق الأوسط. إن هذا الكتاب يعد من النوادر التي كتبها الإنسان في التاريخ الطويل للجزيرة العربية، حيث أثرت هذه الشخصية الاستشراقية بشكل كبير على الثقافة العربية، حيث يصف هذا الكتاب سيرته الذاتية خلال رحلته خلال الحرب العالمية الأولى في الصحراء العربية، والتي يمكن وصفها بأنها رحلة تجنيد العرب ضد الدولة العثمانية، وتتحدث هذه المذكرات بشكل خاص عن حياته مع القبائل العربية وحروبه مع الملك فيصل الأول، وأحد أفضل العبارات التي ذكرت في الكتاب هي: “يتبعك العربي إلى أقاصي الدنيا، ولو بذل في ذلك حياته، عندما يصدقك ويؤمن برسالتك.
من أقوال لورنس العرب
لتوماس إدوارد لورنس الملقب بلورنس العرب العديد من الأقوال التي سجلها التاريخ على لسان هذا الرجل الأسطوري، والتي أُخذ البعض منها من مذكراته التي كتبها نتيجة لرحلته الغريبة في الصحراء العربية، لورنس هذا الرجل الإنجليزي الذي تعلم اللغة العربية وأصبح يتحدثها بطلاقة حتى وثق العرب فيه، واتبعوه في الثورة على الدولة العثمانية، ومن أشهر أقواله التالي:
- بالنسبة لي، كان العمل غير الضروري أو الفاشل أو الخاطئ، ليس مجرد هدر، بل هو خطيئة.
- العقيدة.
وفاة لورانس العرب
في عام 1920م رجع لورنس إلى بريطانيا، وتلك الفترة كانت بداية تأليفه المذكرة الشهيرة (أعمدة الحكمة السبعة)، وفي العام 1925م كان قد اكتمل الكتاب، وقد التحق في طريقة سرية بسلاح الجو الملكي، وحينها كانت حياته صعبة، وبعد أن اكتشف العرب حقيقة عمله مع المخابرات اليريطانية، فأصبح المعارضين لثورة الشريف حسين يريدون الإمساك به، فجعلته كل هذه الأمور يعاني من ضغوط عصبية بعد عودته إلى إنجلترا، وفي عام 1934م حدث له انهيار عصبي، فقام سلاح الجو الملكي بإعفائه من الخدمة، وقد عاش الفترة المتبقية من حياته في شمال بوفينجتون بكوخ صغير، وفي سنة 1935م في مدينة اكسفورد سقط لورنس عن دراجتة النارية حينما كان يقودها بسرعة، وتوفي إثر ذلك الحادث عن عمر 46 عامًا، واعتقد البعض أنه هناك من افتعل الحادث ليتسبب في وفاة لورنس، وتم دفنه في مقبرة موريتون، وحضر مجموعة من الشخصيات العسكرية والسياسية المهمة جنازته، ومن ثم صُنع له تمثال نصفي، ووُضع بلندن أمام كاتدرائية القديس بول.