ادببوح القصيد

أبيات شعر في رثاء الرسول

رثاء النبي

أجمل ما قيل في رثاء النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – عندما رثاه أصحابه بعد وفاته، ويعد هذا النوع من الشعر نتاجا لأفضل القصائد التي قالها الشعراء عبر العصور .

أجمل قصائد رثاء الرسول بالفصحى

القصائد التي قيلت بالفصحى هي أبلغ قصائد الرثاء وأشدها بلاغة، وهي أبيات نعي النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ومن أشهر قصائد الرثاء وأجملها 

قصيدة يا عين بكي على صخر لأشجان

تقول الخنساء في رثاء الرسول:

يا عَينِ بَكّي على صَخْرٍ لأشْجانِ
وهاجِسٍ في ضَميرِ القَلْبِ خَزّانِ
إنّي ذكرتُ ندى صخرٍ فهيّجني
ذكرُ الحبيبِ على سقمٍ وأحزانِ
فأبكي أخاكِ لأيْتامٍ أضَرّ بِهِمْ
رَيْبُ الزّمانِ، وكلُّ الضَّرّ يِغشاني
وأبكي المعمَّمَ زينَ القائدينَ
إذا كانَ الرّماحُ لديهمْ خلجَ أشطانِ
وابنَ الشّريدِ فلمْ تُبْلَغْ أرومَتُهُ
عندَ الفَخارِ لَقَرْمٌ غيرُ مِهْجانِ
لوْ كانَ للدَّهرِ مالٌ عندَ متلدهِ
لكانَ للدَّهرِ صخرٌ مالُ فتيانِ
آبي الهضيمة آتٍ بالعظيمة
متلاف من الكريمة، لا يتأثر بالحرارة والبرودة
الحقيقَة بسّالُ الوَديقة مِعتاقُ الوسيقة
جلدٌ غيرُ ثنيانِ طَلاّعُ مَرْقَبَة مَنّاعُ
مَغْلَقَة وَرّادُ مَشْرَبَة قَطّاعُ أقْرَانِ
شَهّادُ أنْدِيَة حَمّالُ ألْوِيَة ٍ قطَّاعُ
أودية سرحانُ قيعانِ يَحْمي
الصِّحابَ إذا جَدَّ الضِّرابُ القائلينَ
إذا ما كيَّلَ الهاني ويَتْرُكُ القِرْنَ
مُصْفَرّاً أنامِلُهُ كَأنّ في رَيْطَتَيْهِ
نَضْحَ أُرْقانِ يعطيكَ ما لاتكادُ الَّنفسُ
تسلمهُ منْ التَّلادِ وهوبٌ غيرُ منَّانِ

قصيدة فقدنا عميد الحي فالركن خاشع

يقول أبو طالب عم الرسول:
فَقَدنا عَميدَ الحَيِّ فَالرُكنُ خاشِعٌ
أَبي عُثمانَ وَالبَيتُ وَالحِجرُ
وَكانَ هِشامُ بنُ المُغيرَةِ عِصمَةً
إِذا عَرَكَ الناسَ المَخاوِفُ وَالفَقرُ
بِأَبياتِهِ كانَت أَرامِلُ قَومِهِ تَلوذُ
وَأَيتامُ العَشيرَةِ وَالسفرُ
فَوَدَّت قُريشٌ لَو فَدَتهُ بِشَطرِها
وَقَلَّ لَعَمري لَو فَدَوهُ لَهُ الشَطرُ
نَقولُ لِعَمرٍو أَنتَ مِنهُ وَإِنَّنا لَنَرجوكَ
في جلِّ المُهِمّاتِ يا عَمرُو قصيدة

كل شيء سوى الإمام صغير

يقول مالك الأشتر:
كُلُّ شَيءٍ سَوَى الإِمَامِ صَغِيرُ
وَهَلاَكُ الإِمَامِ خَطبٌ كَبِيرُ
قَد أُصِبنَا وَقَد أُصِيبَ لَنَا اليَو
مَ رِجَالٌ بُزلٌ حُمَاةٌ صُقُورُ
وَاحِدٌ مِنهُمُ بِألفِ كَبِيرٍ
إنَّ ذَا مِن ثَوَابِهِ لَكَثِيرُ
إنَّ ذا الجَمعَ لاَ يَزَالُ
بِخَيرٍ فِيهِ نُعمَى وَنِعمَةٌ
وَسُرورُ مَن رَأى غُرَّةَ
الوَصِيِّ عَلِيٍّ إنَّهُ فِي دُجَى الحَنَادِسِ
نُورُ إنَّهُ والَّذِيي يَحُجُّ لَهُ النَّا
سُ سِرَاجٌ لَدَى الظَّلاَمِ مُنِيرُ
مَن رَضَاهُ إمَامُهُ دَخَلَ الجَنَّ
ةَ عَفواً وَذَنبُهُ مَغفُورُ
بَعدَ أَن يَقضِيَ الَّذِي أمَرَ الل
هُ بِهِ لَيسَ فِي الهُدَى تَخبِيرُ

أبلغ بيت رثاء

أبلغ بيت رثاء قاله أبو ذؤيب الهذلي وهو : 

عندما تنمو أظافر الموت، لن تكون الأموال مفيدة بمجرد أن تدفعها

فالعين بعدهم كأن حداقتها سُمِّلَت بشوك، فهي عور تدمع

لكن أفضل الأبيات على الإطلاق كانت في قصيدة الفرزدق في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم – .

شعر رثاء الرسول للمتنبي

للمتنبي شعر عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولديه أيضا قصائد رائعة في الرثاء، ومن أهم هذه القصائد قوله

إني أعلم والحكيم خبير بما كنت أظنه قبل دفنك في التراب
أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
كنتُ لا أتوقع أن أرى قبل وفاتك
رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ
خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ
والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ
والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ
وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَولَهُ
وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ
حتى أتَوا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
في قَلبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحفُورُ

يا أخت خير أخ يا بنت خير أب

يا أخت الخير، يا ابنة الخير
كِنايَةً بِهِما عَن أَشرَفِ النَسَبِ
أُجِلُّ قَدرَكِ أَن تُسمى مُؤَبَّنَةً
وَمَن يَصِفكِ فَقَد سَمّاكِ لِلعَرَبِ
لا يَملِكُ الطَرِبُ المحزونُ مَنطِقَهُ
وَدَمعَهُ وَهُما في قَبضَةِ الطَرَبِ
يا موت، كم أفنيت من العدد بخيانتك
بِمَن أَصَبتَ وكم أَسكَتَّ من لجبِ
وكم صَحِبتَ أَخاها في مُنازَلَةٍ
وكم سَأَلتَ فَلَم يَبخَلْ وَلَم تَخِبِ
طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ
فَزِعتُ فيهِ بآمالي إِلى الكَذِبِ
حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ
أَمَلًا شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ
بي تَعَثَّرَتْ بِهِ في الأَفواهِ أَلسُنُها
وَالبُرْدُ في الطُرْقِ وَالأَقلامُ
في الكُتُبِ كَأَنَّ فَعلَةَ لَم تَملَء مَواكِبُها
دِيارَ بَكرٍ وَلَم تَخلَع وَلَم تَهِبِ ولم تَرُدَّ حَياةً
بعد تَولِيَةٍ ولم تُغِث داعِيًا بالوَيلِ والحَرَبِ
أَرى العِراقَ طَويلَ اللَيلِ مُذ نُعِيَتْ
فَكَيفَ ليلُ فَتى الفِتيانِ في حلبِ
يَظُنُّ أَنّ فُؤادي غيرَ مُلتَهِبٍ
وأنَّ دَمعَ جُفوني غَيرُ مُنسَكِبِ
بَلى وَحُرمَةِ مَن كانَت مُراعِيَةً
لِحُرمَةِ المَجدِ وَالقُصّادِ وَالأَدَبِ
وَمَن مَضَت غَيرَ مَوروثٍ خَلائِقُها
وَإِن مَضَت يَدُها مَوروثَةَ النَشَبِ
وَهَمُّها في العُلا وَالمَجدِ ناشِئَةً
وَهَمُّ أَترابِها في اللَهوِ وَاللَعِبِ
يَعلَمنَ حينَ تُحَيّا حُسنَ مَبسِمِها
وَلَيسَ يَعلَمُ إِلّا اللَهُ بِالشَنَبِ مَسَرَّةٌ
في قُلوبِ الطيبِ مَفرِقُها وَحَسرَةٌ
في قُلوبِ البَيضِ وَاليَلَبِ إِذا رَأى
وَرَآها رَأسَ لابِسِهِ رَأى المَقانِعَ
أَعلى مِنهُ في الرُتَبِ وَإِن تَكُن
خُلِقَت أُنثى لَقَد خُلِقَت كَريمَةً
غَيرَ أُنثى العَقلِ وَالحَسَبِ
وَإِن تَكُن تَغلِبُ الغَلباءُ عُنصُرُها
فَإِنَّ في الخَمرِ مَعنى لَيسَ في العِنَبِ
يا ليت طالعا الشمسين يغيب ويا ليت غائبا الشمسين يظهر
لم تغبِ وليتَ عينُ الذي أبَّ النهارُ.

ماهو الرثاء النثري

الشعر هو أبلغ طريقة للتعبير عن مشاعر الإنسان الداخلية. يعتبر قصيدة النابغة الجعدي في مدح الرسول وأناشيد عنه مثالا جيدا على ذلك، بالإضافة إلى كلمات النثر الحزينة المسماة برثاء نثري، التي تعبر بشكل رائع عن الأحاسيس الحزينة التي يشعر بها الشاعر، ومن الأمثلة على ذلك

  • نذكر الموت في أي وقت، حتى نتعرض للتشويش واللهو واللعب في هذه الدنيا، وندعو الله بأن لا يحزننا بفقدان أحبابنا وأصدقائنا، وأن يجعل خواتيم أعمالنا خيرًا.
  • يُنعَى رجلٌ شامخٌ تَاركٌ ذِكرَه، بين الناسِ ولا يفيدُ البيانُ، خالدٌ ولن يجِدَ الزمانُ مثله، شجاعاً شريفاً وذِكرُه يُثيرُ الأحزان.
  • يعود شريط الذاكرة إلى المعاناة، ويتذكر غياب أحبابٍ من بيننا ومعنا، فليحذر غافل، فالموت يأتي فجأة، لذا دعنا نفكر فيما يمضي من الوقت، ونتقرب إلى الرحمن ونطلب منه العفو، فربما يغفر لنا المهيمن خطايانا.
  • يا أخي، هل جف دمعي وماء عيني، وهل في جنة الله التلاقي، أراك على الأرائك في نعيم، فنعم المهر يا نعم الصداق.
  • أين ذهب؟ توفي، ويعني ذلك أن الله اختاره ليكون بجواره في الجنة.
  • كان جدي جميلًا جدًا في روحه إلى درجة أن الأرض كانت غير قادرة على استيعابه، فخبأته داخلها.
  • أتمنى لو أستطيع أن أعود بعد وفاتي لفترة قصيرة، ليس لرؤية ما إذا تغيرت حياة أحد بعدي، ولكن لألقي نظرة سريعة على أموري وما إذا كان الأحياء يشاركونها.
  • ماذا سيفعل الناس في عزائي؟ سيشربون القهوة والشاي، وسيتحدثون عن غلاء الأسعار، وربما تسأل امرأةٌ عابرةٌ: أيهنّ التي ماتت؟.
  • عجّلوا بفعل الخيرات واسعَوا إليها قبل أن تتمنوا المهلة، فالحياة تمضي بسرعة ولا يمكن الاعتماد عليها، ففي الحياة يوجد شتات وفوضى، ولا يسمع سوى عن الأمراض والموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى