خصائص الشعر الملحمي
تعريف الملحمة
تُعرَّف الملحمة جيدًا على أنها قصة طويلة في الشعر تدور حول موضوع مهم بأسلوب ولغة أكثر أناقة ، وفقًا لقاموس Webster’s New World الملحمة هي قصيدة سردية طويلة بأسلوب محترم حول أفعال البطل أو الأبطال التقليديين أو التاريخيين ، وعادة تكون قصيدة مثل الإلياذة أو الأوديسة بخصائص شكلية معينة ، والملحمة تشبه إلى حد كبير القصة في جميع ميزاتها ، ولكن الشيء الوحيد الذي يميز الملحمة عن القصة هو طولها.
خصائص الملحمة
هناك عدة خصائص للملحمة تميزها عن غيرها من أشكال الشعر وهي:
- السمة الرئيسية والأهم للملحمة هي حجمها الكبير، فهي قصة شعرية طويلة ومفصلة، وعادةً ما يتم تقسيم كل ملحمة إلى عدة أجزاء، على سبيل المثال، تم تقسيم ملحمات هوميروس إلى 24 جزءًا، وكذلك تم تقسيم كتاب جون ميلتون “الفردوس المفقود” إلى 12 جزءًا.
- تمتاز الملحمة بميزة أساسية أخرى وهي تناولها إنجازات الأبطال التاريخيين أو التقليديين، أو الشخصيات ذات الأهمية الوطنية أو الدولية، فكل ملحمة تمجد الشجاعة والبسالة والأفعال والشخصية للشخص الذي يتمتع بصفات جسدية وعقلية لا تصدق.
- تُعد المبالغة أيضًا جزءًا أساسيًا من الشعر الأسطوري، حيث يستخدم الشاعر المبالغة لإظهار براعة البطل، ولا يتردد في استخدام المبالغة لإثارة إعجاب الجمهور.
- يعتبر وجود العناصر الخارقة للطبيعة أمرا ضروريا في كل ملحمة، فبدون استخدام عناصر خارقة للطبيعة، لن تتمكن الملحمة من إثارة الرعب والدهشة. وبالتأكيد، يتم استخدام القوى الخارقة للطبيعة في جميع الملحمات، مثل “بارادايس لوست” لـ ميلتون و “إلياذة” لـ هوميروس و “بيوولف” و “فائري كوين” لـ سبنسر، وجميعها تحتوي على العناصر الخارقة للطبيعة.
- الأخلاق هي السمة الرئيسية للملحمة ، والهدف الأول للشاعر من كتابة ملحمة هو إعطاء درس أخلاقي لقرائه على سبيل المثال ، يعتبر فيلم Paradise Lost لجوهان ميلتون مثالاً ممتازًا في هذا الصدد ، فكان يريد الشاعر تبرير طرق الله للإنسان من خلال قصة آدم هذا هو الموضوع الأكثر تعليميًا في الملحمة.
- إن موضوع كل ملحمة سامية وأنيقة ولها أهمية عالمية ، وقد لا يكون موضوعًا ضئيلًا ، يقتصر فقط على شخصية الشاعر أو مكانته ، إنه يتعامل مع البشرية جمعاء ، وتعد الجنة المفقودة لجون ميلتون مثالًا رائعًا على هذه الميزة ومن المؤكد أن موضوع هذه الملحمة 1ذو أهمية كبيرة ويتعامل مع الإنسانية بأكملها إنها تبرير طرق الله للإنسان.
- تتميز كل ملحمة بعظمتها وأناقتها ونبلها، ولا يستخدم فيها لغة تافهة أو شائعة أو عامية، بل يحاول الشاعر استخدام كلمات سامية لوصف الأحداث.
- تهدف الملاحم إلى ربط الأحداث التاريخية ، غالبًا من حقبة بعيدة ، في محاولة لتعريف التراث الثقافي أو نقل القيم المجتمعية ، ويحدث التاريخ الذي يروي قصة ملحمية على نطاق واسع ، غالبًا على مدار سنوات ، وتصور الإلياذة حرب طروادة التي استمرت عقدًا من الزمان ، وهو حدث حقيقي اكتسب أهمية أسطورية.
نشأة الملحمة
الشعر الملحمي يعود إلى بعض أقدم الحضارات الإنسانية، ومثال على ذلك ملحمة جلجامش التي يعتبرها بعض العلماء أقدم الأمثلة الباقية للأدب العظيم، ويعتقد أن القصيدة كتبت حوالي عام 2100 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين القديمة، وتتحدث عن الملك القديم كلكامش، وهو سليل الآلهة، الذي سافر في رحلة لاكتشاف سر الخلود
لماذا لم ينتشر الشعر الملحمي عند العرب
- يتميز الشعر الملحمي بالاطالة، وكان العرب يحبون الإيجاز في شعرهم، مما جعل الشعر الملحمي غير منتشر بين العرب.
- يعتمد وزن الشعر في الشعر الملحمي على النثر، بالمقابل، فإن الشعر العربي يميل إلى الاعتماد على الوزن المنضبط.
- العرب كانوا يفضلون القصائد، لذلك كان استخدام الملاحم قليلًا جدًا.
- بعد ظهور الإسلام، تجنب العرب استخدام الأساطير والخرافات التي تتعارض مع دينهم.
أشهر الملاحم العربية
- سيرة ألف ليلة وليلة
- سيرة عنترة بن شداد
- سيرة الظاهر بيبرس
- تغريبة بني هلال
- سيرة سيف بن ذي يزن
- سيرة الأمير حمزة البهلوان
- سيرة علي الزيبق
- سيرة سيف التيجان
- قصة الشاطر حسن
- قصة عدي بن ربيعة
- مجنون ليلى
- قصة بياض ورياض
- تاريخ الهند والسند
- فتوح الشام
انواع الملاحم
الملحمة الشعبية
الملحمة الشعبية هي شكل قديم من الملحمة الذي كان في الأصل شفهيا، ومع مرور الوقت، حاول أحد المؤلفين أو مؤلفون متعددون توثيقها بالكتابة. وبالتالي، لا يعرف أحد بالضبط من قام بتأليف الملحمات الشعبية، وتختلف الملحمة الشعبية عن الملحمة الفنية أو الأدبية في معانيها الأساسية؛ حيث تستند الملحمة الشعبية على الأساطير المحددة، بينما يقوم صانع الملحمة الفني بابتكار القصة، بينما تعتبر الملحمة الشعبية نتاجا للأساطير المتداولة في المنطقة. وتكون الملحمة الشعبية في الأساس شفهية، بينما تتمتع الملحمة الفنية أو الأدبية بالكتابة، ويكون لدى صانع الملحمة الأدبية هوية معروفة، بينما يمكن أن يكون صانع الملحمة الشعبية شخصا عاديا.
الملحمة الأدبية
تعرف الملحمة الأدبية عادة باسم ملحمة الفن، إنها ملحمة تحاكي أعراف الملحمة الشعبية لكنها تعطيها شكلا مكتوبا. فهي على النقيض تماما من الملحمة الشعبية التي وصلتنا من خلال التقاليد الشفوية، وتميل الملحمة الأدبية إلى أن تكون أكثر تماسكا وصقلا من حيث البنية والأسلوب عند مقارنتها بالملحمة الشعبية. فالملحمة الأدبية هي نتاج عبقرية الشاعر.
الشعر الملحمي اليوناني
تم اكتشاف الشعر الملحمي في الأدب اليوناني القديم منذ فترة طويلة قبل انتشار أشكال أخرى من الشعر والكتابة. وعلى وجه الخصوص ، تعتبر الإلياذة والأوديسة في مركز الأدب اليوناني القديم وهما أشهر قصيدتين ملحميتين. يعتبر هوميروس المؤلف المشهور لهاتين القصيدتين وأحد أشهر الكتاب في جميع أنحاء اليونان القديمة.
على الرغم من ذلك، فإن هوميروس شخصية غامضة وهناك بعض الجدل حول ما إذا كان حقيقيًا أم لا، ويعتقد بعض العلماء أن هوميروس كان شخصًا حقيقيًا، في حين يصر البعض الآخر على أن هوميروس هو الاسم الذي يطلق على عدد من الشعراء الذين ساهموا جميعًا في تأليف الإلياذة والأوديسة مع مرور الوقت.
كان هسيود شاعرًا ملحميًا شهيرًا آخر، وعلى عكس هوميروس، يذكر نفسه بالفعل في أعماله، مما يترك القليل من الأسئلة حوله، وقد كتب هسيود أعمال Works and Days وTheogony وكلاهما كان له تأثير على ثقافة اليونان القديمة.
وكان للشعر الملحمي مكانة مهمة في اليونان القديمة لم تكن مجرد شكل من أشكال الترفيه والمتعة للناس ، ولكن يعتقد الكثيرون أن أعمال هوميروس وهسيود شكلت أساس الديانة اليونانية القديمة في ذلك الوقت ، وكانت العديد من القصص المتعلقة الأساطير اليونانية نشأت في إلياذة هوميروس، أوديسي، و Theogony.