مواقف بكى فيها النبي
بكاء النبي صلى الله عليه وسلم
البكاء هو فطرة بشرية خلقت من قبل الله سبحانه وتعالى، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خير من بكى وأبكى. في السيرة النبوية، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يكون البكاء بالقلب والعين، دون الجزع والصراخ وشق الجيوب وغيرها من الأعمال التي نهانا عنها الرسول .
في البحث عن السيرة النبوية، تبين أن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان يبكي في كثير من الأحيان، سواء في صلاته أو دعائه، خوفا من رب العالمين، وهو أعظم أنواع البكاء، وكان يتعجب من رحمة الله عند قراءة القرآن الكريم، وكان يبكي عند وفاة أحد أصحابه على فراقه، وفي العديد من المواقف الأخرى، فمن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ذو قلب رحيم ولين، وسوف نتطرق في هذه المقالة عن سبب بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم
مواقف أبكت النبي صلى الله عليه وسلم
نشاطات الرسول اليومية تتضمن الصلاة، والتعبد، وتوجيه النصائح للمسلمين في الأمور الدينية والدنيوية. كان هناك العديد من المواقف التي أبكت النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، قبل هجرته وبعدها
بكاء النبي على أمته
يحكى أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، أقبل على أسامة بن زيد فنصحه وقال له ؛ أن يسلك طريق الجنة ، ويتجنب أي شيء غيره ، فسأله أسامه ، عن أسرع شيء يقطع به طريق الجنة ، فأجابه رسول الله وقال له ، أن يحكم نفسه عن لذة النساء ، ويظمأ في الهواجر ، وأن الصيام يقرب المسلم إلى الله
وما أحب إلى الله من رائحة فم الصائم، وأن يترك الطعام والشراب لله، فإن استطاع أن يموت وهو جائع وعطشان، فسيحظى بشرف المنازل في الآخرة، وسيكون في الجنة مع النبيين، وسيصلي عليه الله عز وجل. ثم نهى الرسول صلى الله عليه وسلم وحذره من كل كبد جائعة ستشكو إليك يوم القيامة، ودعاء العباد الذين أذابوا لحومهم وحرقوا جلودهم بالجوع والعطش، وجففوا الكبد حتى أغشيت أعينهم
فإذا نظر الله إلى هؤلاء الأشخاص، يسر بوجودهم الملائكة، وتحدث بهم الزلازل والفتن. بكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى اشتد بكاؤه، وشاهد الناس ذلك ورغبوا في التحدث إليه، لأنهم اعتقدوا أنه تلقى رسالة من السماء تتعلق بهم. ثم سكت وقال: `ويل لهذه الأمة ما يلقى منهم من أولئك الذين يطيعون ربهم، كيف يقتلونه ويكذبونه؟`. النبي صلى الله عليه وسلم بكى خوفا على أمة الإسلام واستغرابا من أفعالهم، وهم مسلمون، والله رب الكون حقا موجود ومطلع.
بكاء النبي عند سماع القرآن الكريم
يتداول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ سورة الفرائض، فقرأ بن مسعود سورة النساء، حتى وصل إلى الآية الكريمة: `فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا`
فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى عبدالله بن مسعود أن يتوقف ، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بكى أكثر ، ثم طلب منه أن يعيد قراءتها من البداية ، وعندما بلغ هذه الآية بكى النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ، وتوقف عبد الله عن القراءة ، وحدث هذا الأمر ثلاث مرات ، وفي هذه اللحظة كان نبينا الكريم يبكي خشية من رب العالمين ، وخوفا على قومه ، صلى الله عليه وسلم.
بكاء النبي عند قبر أمه
كان للرسول الكريم العديد من المواقف التي توضح مدى محبته لأصحابه، فعندما عاد من غزوة تبوك وأدى العمرة، أمر أصحابه بالانتظار عند العقبة حتى يعود إليهم، ووقف عند قبر أمه وناجى ربه لفترة طويلة، ثم بكى وشدد بكائه، وبكوا معه أصحابه
رجع رسول الله إليهم عندما بكوا، وسألهم لماذا يبكون، فأجابهم بأنهم يبكون لبكائهم، وسألوه إذا حدث شيء في أمته لا يطاق، فأجابهم رسول الله بأنه نزل عند قبر أمه وسأل الله تعالى أن يأذن له في شفاعتها يوم القيامة، فأبى الله أن يأذن له وهي أمه، فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم دعا رسول الله إلى رب العالمين أن يرفع عن أمته الرجم من السماء والغرق من الأرض، وأن لا يلبسهم شيعة، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض، وأبى الله أن يرفع عنهم القتل والهرج، فاشتد بكاء النبي على أمته، يا حبيبي يا رسول الله.
بكاء النبي من أمته
يقال أن الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة، ثم نزل جبريل عليه السلام وأخبر النبي أن أمته ستقتل الحسين بعده. فبكى النبي الكريم واحتضنه، ثم أخذ قليلا من التراب وسمعته يقول: `يحكرب ويحبلاء`. وأخبرت أم سلمة أن هذا التراب مؤتمن عندها، فإذا تحول إلى دم فاعلمي أن ابنها قد قتل. وضعت أم سلمة هذا التراب في قارورة وكانت تنظر إليها كل يوم وتقول إنه اليوم الذي سيتحول فيه إلى دم ليوم العظيم.
بكاء النبي وجبريل
يحكى أنه ذات يوم دخل جبريل عليه السلام ، على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فسأله الرسول مائه متغير لونه ، فأجابه جبريل عليه السلام ، أن الله عز وجل أمر بمفاتيح النار ، فطلب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يصف له النار ، فأخبره جبريل ؛ ” إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام ، حتى احمرت
ثم أمر بإشعال النار عليها لمدة ألف عام حتى اسودت، فأصبحت سوداء ومظلمة، ولم يتمكن أحد من إطفاء لهيبها، فخشى رسول الله النار وجهنم، وقال لجبريل: `حسبي يا جبريل، لا ينبض قلبي وأموت`. فنظر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى جبريل، فوجده يبكي من خوفه أن يكون من أهل النار وهو ملك، فخاف أن يتعرض لمصير مشابه لما حدث لهاروت وماروت، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام، وظلوا يبكيان حتى نوديا: `يا جبريل، ويا محمد، إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصيا`.