تعليمتعليم لغات

تعريف الازدواجية اللغوية

معنى الازدواجية اللغوية

يتم تعريف ازدواجية اللغة في المعجم باستخدام اللغة الفصيحة واللغة الدارجة .

تعني الكود-switching استخدام طريقتين من نفس اللغة في نفس الوقت، ويتم استخدامهم في ظروف مختلفة داخل المجتمع وبواسطة نفس المتحدثين، وهذا يعني استخدام شكلين مختلفين من نفس اللغة أو لهجتان بواسطة جميع أفراد المجتمع وفي ظل ظروف مختلفة .

استخدام طريقة للكتابة وطريقة مختلفة للتحدث يندرجان تحت نفس اللغة .

تاريخ الازدواجية اللغوية

يُعد مصطلح الازدواجية اللغوية مصطلحًا قديمًا نسبيًا، إذ أنه تحدث عنه دانتي أليغيري (1265-1321)، ويُعتقد أنه أول شخص يذكر فكرة ازدواج اللغة في أدبه، وتم ذلك في عمله “De vulgari eloquentia

لقد أدرك دانتي هذه الظاهرة في كل من إيطاليا واليونان عندما زارهما، لكنه لم يذكرها باسم `ازدواجية اللغة`، بل أشار إليها كـ `ثنائي اللسان` بالنسبة للإيطاليين، وبالنسبة لليونانيين أطلق عليها `اللغة النحوية`، وذلك لأن عدد المتحدثين بها وفهم قواعدها قليل، ويستغرق دراستها وقتا أطول من اللغة العامية المستخدمة في الحياة اليومية .

تحدث الألماني كارل كرومباخر (1902) والفرنسي ويليام مارسيه (1930) عن هذه الظاهرة، وركزوا بشكل خاص على ازدواجية اللغة اليونانية والازدواجية اللغوية في اللغة العربية، وحاول مارسيه تعريف ازدواجية اللغة في النظرية اللغوية الفرنسية كـ `التنافس بين اللغة المكتوبة واللغة العامية` .

ويعتبر شارلز فيرغسون هو أول من بدأ مصطلح ازدواج اللغة ونشره عالميًا ولقد عرف هذا المصطلح في سنة 1959 على أنه فئتان من نفس اللغة أحدهما high ويرمز له بالرمز H والأخرى Low ويرمز لها بالرمز L ومصطلح ازدواجية اللغة Diglossia  يأتي من الكلمة اليونانية dio بمعنى أثنين و glossia التي تعني لغة , في اليونانية διγλωσσία .

الازدواجية اللغوية بين H و L

يختلف الفرق بين فئة L وفئة H في العديد من السمات، وليس فقط في القواعد وعلم الأصوات والمفردات، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالوظيفة والمكانة الاجتماعية والتراث الأدبي وطريقة الحصول على اللغة واستخدامه .

  • تعني الفئة L اللغة العامية الدارجة التي يتم اكتسابها في البيت كلغة أم وتستمر في استخدامها طوال الحياة بطريقة مألوفة في المحادثات اليومية، مثل لغة الأسرة والشوارع والأسواق .
  • فئة H تُدرَّس في المدارس وترتبط بمؤسسات خارج المنزل ومجالات محددة، وتشبه اللغة الفصحى التي تُستخدم في المؤسسات الرسمية ويتم استخدامها عمومًا في الخطب، والمحاضرات الجامعية، والنشرات الإخبارية .

يمكن لشخص متعدد اللغات استخدام الفئتين معًا لقراءة الصحيفة بصوت عالٍ بتنسيق H ومناقشة محتوياتها باستخدام L وفهم المحتوى بسهولة دون أي مشاكل .

يمكن أن تختلف أهمية وتقدير هذه الفئات حسب المجتمع ونظرته لها، فمعظم المجتمعات تعتبر الحرف العالية (H) أفضل من الحرف الدنيا (L) لأسباب عديدة، من بينها أن الحرف العالي هو اللغة الرسمية للكتابة وهي التي يستخدمها الشخص في الخطاب الرسمي ومعظم الوظائف الرسمية

يمكن اعتبار اللغة الأصلية التي لم يتم تحريفها كنسخة حقيقية وتتطلب دراسة ومعرفة أعمق من اللغات السهلة مثل “L” التي يمكن للجميع الوصول إليها .

الدول ذات الازدواجية اللغوية

تستخدم العديد من الدول الازدواجية اللغوية، وقد ذكر فيرغسون أربع مناطق هي الأكثر استخدامًا لها وتشمل:

  • اليونان .
  • هاييتي .
  • سويسرا .
  • الدول الناطقة باللغة العربية .

صفات الازدواجية اللغوية

تتكون الازدواجية اللغوية من خليط بين اللغة الفصحى واللغة العامية، ويمكن أن يتضمن هذا الخليط:

  • ينتقل بين الأجيال بشكل مجهول.
  • تحدث نتيجة الفجوة الزمنية الكبيرة بين أصل اللغة وتطورها.
  • لا تمثل النصوص شيئًا ثابتًا، ويمكننا ملاحظة اختلافًا كبيرًا في الصياغة بين الكتابة والنطق عند نقل نفس النص.
  • تتألف من لغة غير موحدة تسمى لغة مختلطة .

نظريات الازدواجية اللغوية

النظرية الكلاسيكية للازدواجية اللغوية في اللغة اليونانية

يرون الكلاسيكيون أو الأصوليون أو المحافظون أن استخدام اللغة اليونانية القديمة أو اللهجة العليا – وهي لغة سقراط وأفلاطون – ضروري في الحياة العامة

يدعي الكلاسيكيون أنه لا يمكن تحقيق تجديد الأمة اليونانية أو إحياء الثقافة اليونانية القديمة ومجدها إلا من خلال استخدام اللغة بطريقة منهجية، ليس فقط كوسيلة مكتوبة ولكن أيضا كلغة مطروقة. بالنسبة لهم، يجب أن تعكس اللغة الرسمية للدولة اليونانية الحديثة اللغة اليونانية القديمة ومجدها في الماضي البيزنطي، وأي محاولة لتغيير ذلك تعتبر تهديدا للغة والدولة .

نظرية الديموطيون للازدواجية اللغوية في اللغة اليونانية

ينتمي المتحمسون للغة الشعبية والذين يعتبرون اليونانية القديمة لغة غير مفهومة، إما إلى الديموقراطيين أو الليبراليين أو المبتدئين. وهؤلاء يحاولون استخدام اللغة العامية ليس فقط في التحدث بل أيضًا في الكتابة بشكل رسمي، باعتبارها امتيازًا للجماهير وليس امتيازًا للنخب القليلة

يرون بعض الأفراد أن اللغة يجب أن تنشأ من المتحدثين أنفسهم، وأن اللغة الفصحى صعبة جدًا فيما يتعلق بالقواعد والمفردات والإملاء، ويمكن أن تمثل عائقًا أمام التعليم الأساسي بين الجمهور. ويرون الديمقراطيون أن استخدام اللغة القديمة هو وسيلة أخرى للإبقاء على العبودية .

النظرية الوسطية للازدواجية اللغوية

قدم Adamántios Koraís حلًا وسطًا بين الكلاسيكيين والديمقراطيين، وذلك بإستخدام المصطلحات اللغوية القديمة التي ما زالت منتشرة بين ناطقي اللغة، بالإضافة إلى إستخدام المصطلحات الجديدة المستمدة من أصول لغوية قديمة .

أسباب انتشار ازدواجية اللغة بين المتحدثين

  • تطوير اللغة على جميع المستويات .
  • تتمثل مشكلات الصوت في مستواه وتباينه وتحريف بعض الأصوات عن مواضع النطق .
  • تظهر صيغ جديدة غير مسموعة في اللهجات القديمة، وتستمد بعضها من الترجمة .
  • تتمثل المشكلة النحوية في عدم مراعاة التصريف أثناء التحدث والجمع بين الجمل، على سبيل المثال .
  • يتعلق الأمر بدلالات ومعاني الكلمات والصيغ، والتغييرات التي يمكن حدوثها فيها لأسباب نفسية أو اجتماعية أو غيرها .
  • تميل القبائل والطوائف الدينية والجماعات غير القانونية لخلق لغة خاصة بهم لا يفهمها الآخرون، ولا يمكن فك شفرتها، وغالبًا ما تستند إلى اللغة الأصلية .
  • تؤدي الاختلافات الطبقية بين طبقات المجتمع إلى ظهور لهجات مختلفة، حيث تحاول كل طبقة إيجاد لغتها الخاصة التي تختلف عن لغات الطبقات الأخرى.
  • يحدث التداخل اللغوي بين اللغات ويؤدي إلى ظهور لغات جديدة .
  • تفقد اللهجات التي فقدت بعض خصائصها وصفاتها الأصلية تدريجيًا ميزات اللغة الأم وتنحدر بعيدًا عنها .
  • تلعب البيئات المختلفة داخل نفس المجتمع دورًا مهمًا في ظهور الاختلافات اللغوية، فعلى سبيل المثال، يتحدث الأبناء في الريف بلهجة مختلفة عن تلك التي يتحدث بها أهل المدن، وتختلف هذه اللهجات عن لهجة أبناء الصحراء .

أدى كل ذلك إلى ظهور اختلافات في النطق بين المتحدثين باللغة، وأدى إلى ظهور الكلمات العامية وانتشارها بين المتحدثين .

طرق المحافظة على اللغة الأصلية

تحاول العديد من الدول الحفاظ على تراثها اللغوي وحمايته من الإندثار، ومن طرق المحافظة المستخدمة هي:

  •  تسعى إلى تبسيط قواعد اللغة الكلاسيكية وتسهيل طرق تدريسها.
  • التركيز على إستخدام اللغة الفصحى الأساسية.
  • يتم اعتماد اللغة الفصحى الحديثة لإنتاج وتبادل البرامج الثقافية والاجتماعية والصوتية، وخاصة برامج الأطفال المرئية .
  • ينبغي استخدام المصطلحات والتعبيرات الأكثر شيوعًا والتي يستخدمها شعراء الأغاني والمسرحيات وصناع ومؤلفي قصص الأطفال بشكل تكراري.
  •  استخدام اللغة القياسية في البرامج والندوات على المحطات التلفزيونية.
  • إلغاء جميع اللهجات في مختلف مناطق البلاد تحت إشراف البحث العلمي والمؤسسات والمراكز.
  •  تبسيط الخطاب السياسي العام الموجه للأغلبية العظمى من الناس.
  • محو الأمية بين المواطنين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى