نظرية منحنيات السواء وأشكالها
ما هو منحنى السواء
تعد منحنيات السواء أداة تحليلية تستخدم في نظرية المنفعة الحديثة لوصف سلوك المستهلك، وتوضح منحنى السواء المجموعات المختلفة من سلعتين التي توفر درجات إشباع متساوية للجمهور.
لشرح منحنى السواء، يفترض أن الجدول التالي يوضح تفضيلات المستهلكين بين سلعتين، مثل التفاح والبرتقال، والتي تمنح المستهلك نفس مستوى الشبع أو الفائدة الكلية
المجموعات السلع ية | (A) | (B) | (C) | (D) |
التفاح | 1 | 2 | 3 | 4 |
البرتقال | 12 | 9 | 7 | 6 |
منحنى السواء هو رسم بياني يمكن من خلاله مقارنة سلعتين تحققان نفس مستوى الرضا والإعجاب من المستهلكين، حيث يطبق هذا المنحنى على مجموعة من المنتجات التي حققت نسبة مماثلة من إشباع رغبات المستهلكين ومقارنتها بمجموعة سلعية أخرى تمثلها نقطة على نفس المنحنى.
نظرية منحنيات السواء
واجه تحليل سلوك المستهلك عن طريق نظرية المنفعة الكثير من الانتقادات والتي كان من أهمها أن النظرية تستند أنه من الصعب إلى إخضاع المنفعة للقياس إذ أن تحليل المنفعة يقوم على أن المستهلك يمكن أن يتعرف على مقدار المنفعة التي يستخلصها من كل سلعة يستهلكها وهو أمر غير واقعي ولا يمكن تعميمه، مما دفع الاقتصاديين الرأسماليين في تطوير المفهوم القديم والنظرية القديمة الخاصة بالمنفعة، وتم تقديم نموذج تحليل لسلوك المستهلك لا يقوم على مبدأ المنفعة الحدية القابلة للقياس كمياص وإنما على أساس نظام من الأفضليات بين مجموعات مختلفة من السلع، بحيث يمكن للمستلك أن يحدد أن مجموعة من السلع قد تعطيه إشباع أكبر من غيرها من مجموعة من السلع الأخرى، أو أنه لا يرى فرق بينهم، وبفضل عالم الاقتصاد الإنجليزي هيكس تم إنشاء نظرية محنيات السواء.
نظرية منحنيات السواء تعني أن المستهلك ينظم المجموعات السلعية ويصنفها وفقا لاحتياجاته وأهميتها النسبية، حيث يعطي بعض المجموعات أولوية أعلى ويعطي بعضها الآخر أولوية أدنى. تعرف أيضا بأنها مجموعة نقاط تمثل الكميات من السلعتين التي تعطي المستهلك نفس مستوى الرضا عن احتياجاته. وتعتمد فكرة منحنيات السواء على أن المستهلك يمكنه أن يعبر عن تفضيله لسلعتين مقابل مجموعة أخرى من السلع.
خصائص منحنيات السواء
هناك مجموعة من الخصائص التي تتسم بها منحنيات السواء، وتتمثل في:
- منحنيات السواء لا يمكن أن تتقاطع.
بمعنى أن أي نقطة على منحنى السواء تحقق نفس مستوى الإشباع، وأي نقطة على منحنى سواء أعلى تحقق مستوى إشباع أكبر، فإذا ما تقاطعت منحنيات السواء مع بعضها حصلنا على نتائج متناقضة باعتبار أن المستهلك سوف تحصل عند نقطة التقاطع على مقدارين مختلفين من المنفعة باستهلاك توليفة سلعية واحدة.
- منحنيات السواء سالبة الميل
منحنى السواء ينحدر من الأعلى اليسار إلى الأسفل اليمين، وهذا يعني أن منحنى السواء له ميل سالب؛ حيث يتزايد عدد وحدات سلعة X يقابله عدد أقل من وحدات سلعة Y. إذا أراد المستهلك الحفاظ على نفس مستوى الإشباع، فيجب عليه تقليل كمية سلعة X وزيادة كمية سلعة Y. يطلق على المعدل الذي يستبدل فيه المستهلك سلعة X بدلا من سلعة Y اسم الإحلال الحدي.
- منحنيات السواء محدبة اتجاه نقطة الأصل
يعني الانتقال من منحنى السواء المستقيم من الأعلى إلى الأسفل زيادة كمية استهلاك السلعة بوحدة واحدة مقابل تناقص كمية استهلاك السلعة Y، وهذا يعني أنه كلما تناقص ميل منحنى السواء كلما انتقلنا من المجموعة A إلى المجموعة B ثم C أو D.
- تنحدر جميع منحنيات السواء من الأعلى إلى الأسفل من الجهة اليمنى وتكون محدبة نحو نقطة الأصل.
- يتم تسمية الشكل الذي يحتوي على مجموعة من منحنيات السواء بخريطة منحنيات السواء.
- في خريطة المنحنيات السوية، كلما ابتعدنا عن نقطة الأصل، زاد الإشباع. فمنحنيات السوية التي تقع بعيدًا عن نقطة الأصل تمثل مستوى إشباعٍ أعلى من المنحنيات التي تقع قريبًا من نقطة الأصل.
خريطة السواء
تعرف خريطة السواء بأنها مجموعة من منحنيات السواء التي تناظر مستويات مختلفة من الإشباع، حيث يعتبر كل منحنى منها وفقا للفائدة التي يمكن للمستهلك الحصول عليها من استهلاك تركيبات سلعية مختلفة، ويمكن التعبير عن خريطة السواء من خلال الشكل البياني التالي:
أشكال منحنيات السواء
هناك نوعان من منحنيات السواء، وهما شدة الميل وشدة التقعر
- تعتبر شدة ميل منحنيات السواء علامة على ذوق المستهلك وتفضيله النسبي لإحدى السلعتين من الناحية الاقتصادية.
- تشير منحنيات العرض والطلب إلى العلاقة التبادلية بين السلع، ويعكس تقعر هذه المنحنيات الوضع الاقتصادي الضعيف أو القوي، وتتحول هذه العلاقة إلى علاقة إحلالية أو استبدالية بين المنتجات الاستهلاكية، وتتمثل العلاقة الإحلالية القوية في التقعر الطفيف، في حين تكون العلاقة الإحلالية الضعيفة في التقعر الشديد.
هناك حالات غير مرغوبة ولا يقبل عليها الجماهير وتتمثل في، عندما يوازي منحني السواء محور سلعة ما فالمستهلك لا يرغب في شراء هذه السلعة، بمعنى أن منحنى السواء حين يكون مستقيم يوازي محور X فحينها الجمهور يفضل X ولا يفضل Y، وحبنما يكون منحنى السواء مستقيم يازي محور Y، فمعناها أن الجمهور يفضل X ولا يفضل Y.
معدل الإحلال الحدي
يعرف معدل الإحلال الحدي بأنه تناقص عدد الوحدات التي يكون المستهلك مستعدا للتنازل عنها من إحدى السلعتين مقابل الحصول على وحدة إضافية واحدة من السلعة الأخرى (Y،X)، وذلك للحفاظ على نفس المستوى من الإشباع ويرمز له بالرمز TMSxy.
عند الانتقال من أعلى منحنى الطلب للسلعة X إلى أسفله، يزيد استهلاك كمية السلعة X ويقل استهلاك كمية السلعة Y، فعند الانتقال من المجموعة A إلى المجموعة B يحدث ذلك
- تزيد استهلاك السلعة X بمقدار X∆=XA-XB
- إذا زاد استهلاك السلعة Y بالمقدار يعني YA-YB = Y∆
توازن المستهلك حسب منحنيات السواء وخط الميزانية
يبين دخل المستهلك قدرته على شراء السلعتين ونمنحيات السواء تبين رغبة وتفضيل المستهلكي، والفرضية الأساسية تتمثل في أن المستهلك يحاول تحقيق أقصى منفعة على دخله وأنه سيختار أفضل مجموعة من السلعتين على منحنى السواء الذي يتوافق مع دخله وتتمثل الحالة على نقطة التماس بين تحدب منحنى السواء وخط الميزانية.
إذا تغير دخل المستهلك وظلت أسعار السلعة X و Y ثابتة، فإن خط الميزانية سيرتحل إما لأعلى في حالة زيادة الدخل أو لأسفل في حالة انخفاض الدخل، وسيكون الخط الجديد موازيا للخط الأصلي. يتم تحديد نقطة التوازن الجديدة عن طريق تحديد النقاط المتتالية على الخط المتصل بين النقطتين الثابتتين. يختلف شكل خط استهلاك الدخل تبعا لطبيعة العلاقة بين السلعتين والدخل، مع الأخذ في الاعتبار استقرار جميع العوامل الأخرى
- إذا كانت السلعة X والسلعة Y من السلع العادية، فإن خط استهلاك الدخل سيظهر لها أن أي تغيير في دخلهما يتبعه تغيير في الكمية المطلوبة من كل منهما بنفس الاتجاه.
- إذا كانت إحدى السلعتين عادية والأخرى رديئة، فإن شكل خط استهلاك الدخل سيختلف، حيث يترافق كل زيادة في الدخل مع انخفاض في الكمية المطلوبة من السلعة الرديئة.
- إذا كانت الكمية المطلوبة من إحدى السلعتين غير قابلة للتغيير بسهولة مع التغيرات في الدخل، فإن خط استهلاك الدخل
سيتم تمثيل هذه السلعة غير المرنة بشكل عمودي على محور الكمية.