مفهوم منحنى السواء
في الإحصاء والرياضيات والاقتصاد والأعمال، يوجد العديد من المفاهيم والمعاني التي يمكن استخدامها لوصف حالة المجتمع أو تأثير الأنشطة أو إجراءات محددة بدقة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك الرسوم والأشكال البيانية ذات المعاني الواضحة التي تعكس الأحداث والمنتجات المختلفة، ومن هذه الأشكال البيانية منحنى السواء
ماهو منحنى السواء
منحنى السواء هو رسم بياني يقارن بين سلعتين أو منتجين والتي تحققت لديهما نفس درجة الرضا والاستحسان من قبل المستخدم. يشير إلى مجموعة سلع تحققت الشبع لدى المستخدم، وفي نفس الوقت يتم رسم النقاط المتعلقة ببعض السلع الأخرى التي تحقق نفس درجة الرضا عند مزجها مع السلع الأولى بأشكال وبدائل مختلفة .
مكتشف منحنى السواء
تم ابتكار منحنى السواء بواسطة الخبير الاقتصادي فرانسيس إدجورث في عام 1881م. استخدم هذا المنحنى لأول مرة في نظرية المقارنة والمقايضة لتوضيح إمكانية التبادل بين السلع التي تحقق نفس درجة الإشباع لدى المستهلكين. ثم قام الخبير الاقتصادي ليفريدو باريتو بذكر وتنقيح تلك النظرية في كتابه (الاقتصاد السياسي). تم استكمال جوانب منحنى السواء تماما في عام 1934م بواسطة مجموعة من خبراء الاقتصاد البريطانيين ألن وجوجن هكس
نظرية منحنيات السواء
تأتي تلك النظرية لتحل محل نظرية المنفعة التقليدية الكلاسيكية، التي كانت تعتمد على التقدير المعنوي فقط. فتمثل منحنيات السواء درجة الإشباع الخاصة بكل سلعة للمستخدم من خلال مجموعة من الأرقام والنقاط. وعلاوة على ذلك، يفضل المستهلك دائما مجموعة محددة من الخدمات والسلع ذات الأولوية، وتعكس تلك الأولوية أهمية ورضا العميل أو المستهلك على تلك السلع .
منحنى السواء و اقتصاديات الرفاهية
تم تطبيق منحنى السواء بشكل أكبر على الاقتصاديات الخاصة بالجانب الترفيهي في حياة الإنسان ، حتى يتم التوصل إلى تأثير عوامل الرفاهية المختلفة على جوانب حياة الإنسان من خلال رسم نقاط عبر نموذج رسم بياني ثنائي الأبعاد يمر بها منحنى أول خاص بالمنتج ذات الإشباع لدى المستهلك ، ثم رسم منحنى ثاني يمثل المنتج المتوقع أن يكون له نفس درجة الاستحسان لدى المستهلكين .
تعتمد فكرة التقدير هنا على منحنى الرضا، حيث يزداد رضى المستهلك عن المنتج ويزداد شعوره بالإشباع كلما ازدادت المسافة عن نقطة الصفر على المنحنى .
مثال نظري على منحنى السواء
إذا قمنا بإعطاء طفل صغير قصص مُسلية صغيرة ولعب أطفال ، فإن كل منهما يمثل نسبة إشباع لديه وهي نفس نسبة الإشباع إذا ما تم إعطاء قصتين ولعبة واحدة أو أربعة لعب وقصة واحدة وهكذا ، فإن درجة الرضا والإشباع لدى الطفل في الحالة الأولى سوف تكون هي نفسها مع البديل الثاني في الحالة الثانية وهكذا .
نموذج عملي لمنحنى السواء
عند مقارنة المنتج أ والمنتج ب لتحديد درجة الإشباع والتناسب بين كل منهما، يتم رسم منحنى السواء في شكل منحنى منحدر يعرض مزيجا من استخدام المنتجين وما هي نقاط الإشباع المتفق عليها عند المزج بين استخدام المنتجين بأكثر من طريقة تبادلية مختلفة لتحديد درجات إشباع كل منهما، كما هو موضح في الشكل التالي:
النموذج السابق لمنحنى التشبع، والذي يشبه حرف U، يوضح نتائج الجمع بين مجموعات مختلفة من المنتج أ والمنتج ب. يظهر هذا النموذج أن كل من المنتجين يحقق نفس درجة التشبع على مدار الوقت وعلى طول المنحنى، بينما تظل العوامل الأخرى ثابتة. وبالتالي، عند إعطاء المستهلك كميات مختلفة من المنتج الأول والمنتج الثاني والتبديل بينهما، فإنه بأي حال من الأحوال ستكون النتيجة نفسها وستحقق شعورا بالتشبع والرضا لدى المستهلك
خصائص منحنى السواء
يتميّز منحنى السواء بمجموعة من الصفات الفريدة، التي أشار إليها الخبراء على النحو التالي:
– دائما ما نجد أن منحنى السواء يميل من الجهة اليسرى إلى الجهة اليمنى ؛ وبالتالي ، فإن الميل الخاص بالمنحنى سيكون سالبا دائما. ونظرا لأن المستهلك يستخدم سلعا محددة وهذا يؤثر على معدل استهلاك السلع الأخرى ، فإن ذلك يشير إلى أنه إذا أراد المستهلك الحفاظ على مستوى الرضا لديه ، فيجب عليه زيادة معدل استهلاكه من سلعة وتقليل استهلاكه من سلعة أخرى. المهم دائما هو الحفاظ على نسبة الرضا لدى المستهلك من كل منتج .
عندما نرسم منحنى، يكون دائما منحنيا محدبا في الجانب المقابل لنقطة الأصل، وهذا يشير أيضا إلى خاصية هامة من خصائص المنحنى، وهي أن انخفاض استهلاك إحدى السلع يمكن تعويضه بزيادة استهلاك السلعة الأخرى لتحقيق مبدأ الإشباع، وبالتالي فإن ميل المنحنى يحدد الأهمية الحديثة للسلعة الواحدة على الأخرى
في نموذج منحنى السواء، يوجد منحنيان يتعلق كل منهما بسلعة محددة، ويشير الخبراء عند تفسير خواص هذا النموذج إلى أن المنحنى الأكثر انحرافًا عن نقطة البدء هو الذي يمثل أعلى مستوى من الرضا لدى المستهلك عند مزج السلعتين .
ومع ذلك، فإن منحنيات السواء أيضا لا تتقاطع، حيث يتنافى حدوث تقاطع بين المنحنيين تماما مع فكرة المنحنى، حيث سيعطي انطباعا بأن درجة الأشباع الخاصة بأحد المنحنيات والأقرب إلى النقطة الأصل ستكون أعلى، وهذا أمر خاطئ بالطبع، حيث يفترض وفقا لنظرية المنحنى السواء أن النقاط الأبعد عن النقطة الأصل هي التي تكون أعلى إشباعا لدى المستهلين .
-كما أن منحنى السواء ما هو إلا وسيلة بيانة سريعة ودقيقة تُساعد خبراء الاقتصاد في التعرف على ما إذا كان هناك بعض السلع التي تحقق درجات إشباع واحدة عن المزج بينه بعدة بدائل أم لا ومن ثًم الحرص على توفير نسب السلع والمنتجات التي تُساعد على الوصول بالمستهلك إلى أعلى درجة إشباع .
يعتمد العديد من خبراء التسويق دائما على منحنى الطلب الذي يسمى “منحنى السواء” لتحقيق أعلى درجة إشباع ممكنة للمستهلك، ومن ثم عمل عروض مميزة للشركات لجذب أكبر عدد من العملاء، وغالبا ما تستخدم المشاريع التي تقدم أكثر من سلعة أو منتج هذه النظرية للوصول إلى أفضل خطط البيع والعروض الجذابة
على الرغم من مرور سنوات طويلة على ابتكار نظرية المنحنى السوي، إلا أن هذا النموذج الإحصائي الدقيق لا يزال يحتفظ بقوته ويستخدم على نطاق واسع في العديد من الحقول الاقتصادية في مختلف بلدان العالم .