بماذا تشتهر تيماء
ما تشتهر به مدينة تيماء
تشتهر محافظة تيماء بالطابع الزراعي، حيث تحتوي أرضها على مجموعة مميزة من النخيل والحمضيات، ويهتم أهلها كثيرا بالعمل الزراعي، وكانت تحتوي قديما على بئر هداج، رغم اختفائه قديما، إلا أنه تم اكتشافه، وهناك العديد ممن يتساءلون لماذا سمي بئر هداج بهذا الاسم
تعتبر عنب تيماء من بين أجود الأنواع التي يتم إنتاجها وبيعها في مخازن الأطعمة بجدة، ويعود السبب في ذلك إلى الوضع التاريخي لتلك المنطقة الذي ساعد على إنتاج فواكه وعنب وتمور عالية الجودة وتفوقها على المدن الأخرى في هذا المجال.
فواكهكانت دائمًا مغلفة منذ الأزل، والفواكه التي نأكلها تشبه تلك التي كان يأكلها الأنبياء وعظام الأباطرة الذين كانوا ينتمون إلى حضارات متنوعة مثل البابلية والرومانية والثمودية والعربية. تذكر الفواكه بتاريخ الإنسان وأطعمته الشهية .
تم عقد مهرجان الزراعة في تيماء من قبل لجنة تنمية السياحة في تلك المحافظة، ويهدف هذا البرنامج إلى التعريف بمنتجات المحافظة الزراعية، ويعد الأول من نوعه في المنطقة .
يمكن أن يساهم هذا المهرجان بشكلكبير في تحسين الكفاءة الزراعية لدى المزارعين وتعزيز الثقافة الزراعية لديهم، وتم عقد العديد من اللقاءات الهامة لتعريفهم بمنتجات الزراعة، مما يؤدي إلى إنتاج محاصيل زراعية جيدة .
يمكن أن يؤدي هذا المهرجان إلى إنتاج عدد من الأطعمة الصحية التي تنتج عن الزراعة، حيث يتم وضع عدد من الحلول لمكافحة سوسة النخيل التي تنتشر بصورة واسعة في نيماء .
الآثار في تيماء
تحتوي محافظة تيماء على مجموعة كبيرة من الآثار التاريخية، وتعتبر مصدرا للحضارات التاريخية القديمة من خلال آثارها، ويعرف ذلك جميع الحضارات الإنسانية التي نشأت في شبه الجزيرة العربية .
يولي الناس في جميع أنحاء العالم اهتمامًا بكنوز تلك المحافظة، بسبب قدم تاريخها، حيث تعود تلك الآثار إلى أكثر من 85 ألف عام، وقد اهتمت السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية بتلك الآثار وفقًا لرؤيتها المستقبلية 2030 .
وضع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله برنامجًا للعناية بجميع التراث الحضاري في المملكة، وتقع تلك المحافظة في شمال غرب المملكة العربية السعودية وتتبع لمنطقة تبوك، وتبعد عنها بمسافة تصل إلى 265 كم في الاتجاه الجنوب الشرقي .
تقع هذه المنطقة في الاتجاه الشرقي وتمتد خطوط الطول بين 32 و38 درجة، وتتميز بخطوط العرض التي تتراوح بين 27 و28 درجة في الاتجاه الشمالي، وتحتفظ بمجموعات كبيرة من المعالم والمواقع التاريخية والآثرية .
تحتوي المنطقة على عدد كبير من النقوش الحجرية التي تمتد جذورها إلى أعماق الجزيرة العربية، وتشهد تعاقبًا للحضارات المختلفة. كما أنها تعد نقطة تقاء للطرق التجارية القديمة، وتتمتع بأهمية تجارية واقتصادية كبيرة .
ساعدت تيماء على تعاقب الحضارات عليها بفضل المناخ الجيد والمياه النقية وخصوبة التربة الموجودة فيها، وتاريخياً بدأ ذلك منذ الألف الرابع قبل الميلاد وحتى العصور الحجرية الحديثة .
مرت تيماء في تاريخها بالعصر البرونزي في الألف الثالثة قبل الميلاد والعصر الحديدي في الألف الثانية قبل الميلاد، وفي تلك الفترة شهدت تيماء ازدهارًا كبيرًا مما جعلها واحدة من أهم المدن في شبه جزيرة العرب في الشمال .
وتم ذكر اسمها في عدد من الكتب المسمارية البابلية والآشورية والنبطية والآرامية، وكانت مركزًا هامًا في العصر البابلي .
في العصر الإسلامي، احتلت سيدنا يزيد بن أبي سفيان الحكم في مدينة دمشق، وشهدت المدينة العديدمن الفتوحات الإسلامية الهامة، واستمرت تاريخيًا حتى وصلت إلى عهد دولة السعودية .
في ذلك الزمن، نمت تيماء وازدهرت بشكل كبير وتوجد فيها العديد من الشواهد والمعالم التاريخية، ومن الأمثلة العملية على ذلك السور الخارجي الذي يعتبر أحد أطول الأسوار في شبه الجزيرة العربية، ويبلغ طوله أكثر من 10 كيلومترات وارتفاعه المتبقي أكثر من 10 أمتار وهو محصن بشكل كامل .
يبلغ عرض الجدار المشيد بين السور، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد، عرضًا يتراوح بين 2 متر، ويتألف من أجزاء مبنية من الحجر وأخرى مبنية من الطين واللبن .
تحتوي المحافظة على قصر الرضم الذي يضم أشهر الآبار في الجزيرة العربية، بما في ذلك بئر مشيد من الحجارة.
تاريخ محافظة تيماء
تتمتع محافظة تيماء بعمق تاريخي كبير، حيث تعاقبت عليها مجموعة كبيرة من الحضارات، ويعود أصلها لعصر ما قبل الميلاد. كما شهدت تاريخيا أهمية سياسية في عهد الملك الآشوري تيجلات 547- 727 قبل الميلاد، وتم ذكرها في سيرة الحضارة الآشورية في عهد غير الملك .
ذُكرت اسمها في مجموعة من النصوص المسمارية، وذلك في عهد الملك البابلي نيوتيد في الفترة بين 555 و 539 قبل الميلاد، حيث احتل الملك المدينة لمدة تصل إلى عشر سنوات .
لقد تباينت الآراء التاريخية حول سبب احتلال هذا الملك لهذا المكان، حيث يعتقد بعضهم أنه كان يهدف إلى السيطرة على الطريق التجاري، ولكن هذا الرأي ضعيف لأنه كان بإمكانه السيطرة على المناطق الأخرى المرتبطة به والتي تبعد بعيد عن تلك المحافظة .
ويعتقد الرأي الثاني أنه كان يهدف من خلال ذلك إلى تعزيز جيشه لمواجهة الفرس وإعادة المجد للإمبراطورية الآشورية، ولكن هذا الرأي ضعيف أيضًا لأنه تسبب في سفك الكثير من الدماء عندما احتل المملكة وقام بقتل ملكها .
وثالث الرأي هو أنه فر بنفسه وترك التماثيل الخاصة به لأن العلاقة بينه وبين كهنة بابل تدهورت، ويبدو هذا الرأي هو الأقرب للصواب لأن هذا الملك كان من أسرة دينية وكان يفتخر بها دائمًا .
توجد عدة أحداث تاريخية وقعت في الماضي تتعلق بالسمؤال، مثل ما حدث بين الحارث الغساني وتحصن السمؤال منه، كما أن للأمرء قيس قصة مشهورة تتعلق بالسمؤال بن عاديا أيضًا .
قصر الحمراء في تيماء
تحتوي المحافظة على قصر الحمراء الذي يتألف من ثلاثة أجزاء، حيث يعد معبدا وسكنا، وكانت بدايته كمعبد ثم تم إضافة القصر في وقت لاحق .
تم اكتشاف الجزء الجنوبي من القصر في فترة لاحقة عام 1979م، ومن الآثار الموجودة فيه المسلة التي تحمل النص الأرميا والحجر المكعب الذي يحتوي على رموز ومشاهد مختلفة .
تعتبر عملية التنقيب الأثري للتل الذي يعتقد أنه امتداد لنهاية سور تيماء الكبير من أهم العمليات الأثرية. تم اكتشاف هذا القصر كبداية جيدة للوصول إلى عدد كبير من المعالم الأثرية الأخرى والنقوش الآرامية والتماثيل والآثار الدينية الأخرى .
تم اكتشاف هذا القصر بعد عملية تنقيب عليه، وتم تحديد الأبعاد المعمارية للقصر واستخدام بعض أجزائه للأنشطة الدينية، وجزء آخر منه تم إعادة تأهيله للسكن، وتشير العينات المأخوذة منه إلى أن تاريخه قد يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد .