لماذا سمي بئر هداج بهذا الاسم
سبب تسمية بئر هداج بهذا الاسم
تختلف آراء المؤرخين حول سبب تسمية بئر هداج بهذا الاسم. أوضح الخبير الآثاري السعودي، الدكتور عبد الرحمن الأنصاري، أن التسمية تعود إلى ارتباط كلمة `هداج` بكلمة `هددو` أو `أدد`. وتشير هذه الكلمة إلى إله الماء لدى الساميين، وتحديدا لدى الأراميين الذين كانوا يعيشون في مدينة تيماء في الألفية الأولى قبل الميلاد. وهذا هو الرأي الشائع بين علماء الآثار.
وفقًا للمؤرخ سليمان الدخيل، يأتي لفظ “هداج” على وزن “شداد” ويشتق من “الهدج”، ويهدف اللفظ إلى مقارنة سرعة الخطوة في السير والإسراع، ويدل ذلك على سرعة تدفق ماء البئر وكثرة تدفقه.
تُعد بئر هداج واحدة من أشهر الآبار الطبيعية في شبه الجزيرة العربية، وهي أقدم من بئر زمزم، وأطلق العرب عليها لقب `شيخ الآبار` نسبةً لكرمها وعطائها الغير متناهي.
بئر هداج مضرب المثل والأشعار
تقع بئر هداج في تيماء، التابعة لمنطقة تبوك، واشتهرت بسمعتها بالكرم والعطاء، حيث كانت تشبه الأشخاص الكرماء. ذُكرت بئر هداج في العديد من القصائد العربية، حيث كانت موضوعًا شائعًا فيها
قال الحاكم الصموئيل بن عاديات، الذي حكم تيماء في القرن الخامس الميلادي: `بنيت في عاديًا حصنًا صلبًا وبئرًا، يمكنني من استخدامه كلما شئت`.
ينعى الأمير بن عبد المحسن والدَه بكلمات الرثاء والحزن
وطيب الذكر يكفيه لا قيل مرحـوم
مرحـوم يا ريـف الأرامل والأيتام
ياللي رفيقك دوم مكـرم ومحشـوم
هداج تيما.. وإن زما الضد لطام
وكذلك يقول صاحب السمو ، الامير بدر بن عبد المحسن :
مدري الزمان اللي زبد ثم عربد
ولعبت بك أمواجه معاليق وحجاج
أو هو الحبيب الذي رحل عنك وابتعد
ولك حاجة به ونت ما قلت محتاج
أو أن الجسم يجب أن يتعرق ويبرد
دور لنفسك ساعة الضعف مخراج
يا ضارب في الصخر بذراع أجرد
بين بياض العظم ما فاض هداج
في هذه الأبيات الشعرية، نشهد عظمة شخصية بئر هداج، حيث يروي شربة الماء للمزارعين في القِدن، ويروي عطش الإبل، ويرعى البساتين والنخيل في تيماء.
تاريخ انشاء بئر هداج
بئر هداج هو واحد من أبرز المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في مدينة تيماء شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهو مكان تغنى به الشعراء واستخدم كمثال للكرم والعطاء.
تم بناء هذا البئر في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، ويحمل في طياته الكثير من الحكايات والأساطير، وما زال هذا البئر العظيم ينبع منه الماء العذب والنقي بعد مرور ما يقارب 2500 عام، ولهذه الأسباب وغيرها، يعد بئر هداج أشهر الآبار في الجزيرة العربية
سبب شهرة بئر هداج
كما ذُكر، لبئر هداج تاريخ طويل يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وقد قدم العديد من الخدمات وأظهر الكثير من الكرم للقدماء والمحدثين من سكان المنطقة عندما كان يزوِّدُهم بالماء في الماضي ويواصل ذلك في الوقت الحالي.
تم بناء بئر هداج من الحجارة المصقولة بطريقة تشبه بناء المعالم الأثرية الخاصة بالعهد البابلي في شمال السعودية، مثل قصور الرضم والسور والحمراء.
كانت هذه المنطقة صحراء سابقًا، ولكنها أصبحت الآن مليئة بأشجار النخيل والبساتين والمزارع، التي تعتمد بشكل كامل على المياه القادمة من بئر هداج.
يتميز هذا البئر بتصميمه العتيق، وفتحة الفوعة المربعة الكبيرة التي تعد الأكبر بين فتحات الآبار الأخرى، حيث يصل محيطها إلى حوالي خمسين وستين مترًا، بينما يبلغ عمقه حوالي اثني عشر مترًا.
كان يتم رفع المياه من البئر في الماضي باستخدام الجمال والسواني، حيث يسحب حوالي 77 جملًا المياه من البئر في 31 حاملة
اهم آثار مدينة تيماء
مدينة تيماء السعودية ، التي تقع في اتجاه الجنوب الشرقي لمنطقة تبوك ، والتي تعد واحدة من إحدى المناطق الأثرية ، والتاريخية ، التي يعود تاريخها إلى ما قبل ظهور الاسلام ، حيث تضم في طياتها العديد من المواقع الأثرية ، والمعالم السياحية ، التاريخية ، والعديد من النقوش الحجرية التي تدل على حضارات عريقة.
كانت تيماء مركزًا تجاريًا واقتصاديًا كبيرًا، حيث تمتعت بصفات تربوية خاصة وتوفر المياه ونقائها ومناخ معتدل، مما جعلها واحدة من أهم المدن في شمال شبه الجزيرة العربية.
ذُكر اسم تيماء في الكتابات المسمارية الآشورية والبابلية والآرامية، وكذلك الكتابات النبطية، وكان يزيد بن أبي سفيان يحكمها أثناء عهد رسول الله، وكانت تيماء منطلقًا للفتوحات الإسلامية.
أصبحت تيماء مشهورة وظهرت في العديد من الأماكن الأثرية، بما في ذلك
- بئر هداج هو بئرٌ عمره يقاربُ 2500 عام، وما زالت مياهُه النقية والعذبة تنبعُ منه.
- يعد السور الخارجي واحدًا من أطول الأسوار المذكورة على مر التاريخ، حيث يبلغ طوله أكثر من عشرة كيلومترات، ويرتفع إلى أكثر من عشرة أمتار، ويتراوح عرضه بين متر ومترين.
- يشمل قصر الرضم حصنًا يتضمن بئرًا من الحجارة المصقولة في وسطه، ويعود تاريخ وجود القصر إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد.