ما هي انواع الهموم
انواع الهموم ثلاثة
توجد ثلاثة أنواع من الهموم والأحوال، الأولى هي عندما يكون للفرد هم ويقوم بالعمل، ويحصل على مكافأة عند القيام به، والثانية هي الهموم التي تحمل الخير والحسنى ويقوم الفرد بتنفيذها، ويحصل على أجر يفوقها بسبعمائة ضعف. أما النوع الثالث فهو الهم المرتبط بالتساهل والتهاون والكسل والسلبية، ولا ينتج عنه أي نتائج.
الهم بالسيئة هو النوع الثالث من الهموم ويتمثل في ترك الفرد لفعل السيئة من أجل الله سبحانه وتعالى، ويحصل على أجر الحسنة بسبب إرضاء الله سبحانه وتعالى. يأتي ذلك استجابة لحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “تركها من جَرَّائي فإذا هم بها ثم تركها من أجل الله؛ صار له أجر، فإنْ عملها صار عليه وزرها.
ينطبق هذا الأمر أيضًا على الحسنات، إذا كانت نية الشخص هي القيام بالحسنة، فإنه سيحصل على أجرها حتى لو لم يقم بها، وإذا قام بها فإنه سيحصل على حسنات مضاعفة من عشرة حسنات إلى أكثر من سبعمائة حسنة.
ما سبب كثرة الهموم
لقد سمعنا الكثير عن قصص تخفيف الهموم بالاستغفار للأشخاص الذين يعانون من الهموم والأحزان، وكل فرد يختلف عن الآخر في مقدار إيمانه كما تختلف أسباب الهموم وفقا لما يلي:
الهموم بسبب الديون
الديون هي هموم الليل ومذلة النهار، وقد عاني الكثير من الصالحين من الديون والهموم، وقد اشتكى من الديون الزبير بن العوام عندما دعا ولده وقال له: وإن من أكبر همي لديني، أفترى يُبقي دَيننا من مالنا شيئا؟ يا بني بع ما لنا فاقض ديني. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الديون.
الديون تكون هما على أصحابها، لأنها تظل معلقة في رقبتهم حتى يتم سدادها، وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى يغفر للشهيد كل شيء إلا الديون، لذلك يهتم كل مسلم بسداد ديونه وذلك يوضح الفرق بين الحزن والهم والغم
الهموم بسبب المستقبل
يفكر الفرد منا في المستقبل، وخاصة الآباء والأمهات، حيث يشعرون بالقلق على أبنائهم بعد وفاتهم، خاصة إذا كانت الذرية ضعيفة ولا يوجد ما يتركه الآباء لأبنائهم، وكان النبي يقول لزوجاته: `إن أمركن مما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون`.
الهموم بسبب التهم الباطلة
في حالة تعرض الفرد للظلم وهو بريء وتهمته باطلة، يتسبب ذلك في شعوره بالحزن والهم. فقد كان الأنبياء والرسل يعانون من الهم والحزن والضيق عندما يتم تكذيبهم واتهامهم بتهم زائفة مثل السحر والكذب وغيرها من الأمور. وقد قال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: `قد نعلم إنه يحزنك ما يقولون، فإنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين يجحدون آيات الله` (الأنعام: 33).
وقد اتهم إخوة يوسف نبينا يوسف عليه السلام بالباطل، واعتبروه سارق فأصيب بالحزن والهم، ويتضح ذلك في سورة يوسف: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} (يوسف:77).
هموم الداعية عندما يدعو قومه
الدعوة إلى الله هي إحدى الأمور التي تهدي الناس إلى خالقهم، ويعتبر الداعي إلى الله من الأشخاص المحظوظين الذين اختصهم الله تعالى بنصر دينه. ومحمد صلى الله عليه وسلم هو داع إلى الله، وقد قال الله تعالى له: “لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين”، وهذا يعني أنه يحزن لأنهم يعرضون عن الإيمان.
ويتضح ذلك جليًا في موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما ظل بجانب عمه أبي طالب يقوم بدعوته إلى الإيمان بالله، شاعرًا بالهموم وراغبًا في نجاته من جهنم، ولم يكن هذا الأمر فقط مع الأقارب وإنما كان مع الجميع، حيث ذهب النبي للطائف حتى يدعو من فيها إلى الإيمان بالله بدون أن يرغب في دينار أو درهم، ولكن لم يجيب عليه أي أحد.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: أنطلقت وأنا مهموم على وجهي، ولم أستيقظ إلا حتى وجدت نفسي في قرن الثعالب، ورفعت رأسي لأجد نفسي في سحابةٍ أظلتني، وعندما نظرت وجدت جبريل فيها
الهموم بسبب المصائب والابتلاءات
لا يمكن لحياةالإنسان أن تخلو من المحن والابتلاءات، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نواجهها، ونسأل الله تعالى أن يفرج هموم المسلمين ويحقق لهم ما يتمنونه.
علاج الهموم والمشاكل
لعلاج المشاكل والأحزان المختلفة، يجب اللجوء فورا إلى العلاجات الروحية، مثل الاستغفار وذكر الله عز وجل، وكثيرا ما نسمع عن فوائد رائعة لترديد الحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله)، والتي تساعد في تخفيف الهموم والأحزان والاستفادة من معجزاتها التي لا تخطر على بال أي شخص.
- يجب أن تحرص على أن تكون الإيمان بالله في قلبك ، حيث إن القلب الذي يكون متمتعًا بالإيمان يتمتع بالقوة ويمكنه مواجهة الآلام بالشجاعة والصبر.
- ينبغي للشخص أن يخصص الوقت والجهد لاكتساب المعرفة الشرعية النافعة، والنظر إلى العلماء وتحليل أسباب نجاحهم وقوتهم، والنظر إلى طموحاتهم وجهدهم في السعي للتعلم وتعليم الآخرين، ودعوتهم للاستمرار في طلب العلم من خلال العمل الجاد.
- يجب تقطيع جميع أوراق الماضي وعدم الانشغال بآلامه، والنظر دائمًا إلى المستقبل، لأن العيش في الماضي لن يفيد بأي شيء ولا يجب العيش على الآلام المرتبطة به، بل يجب استخدام الماضي كدافع للطموح والأمل والسعادة.
- يجب أن تحاول تجاوز أخطاء الآخرين التي ارتكبوها ضدك، حتى يصبح قلبك نقياً ولا يهتم بطريق الشيطان.
- تذكر دائما أن الله تعالى يأمرنا ببر الوالدين في كل وقت، وقد قال الله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) لقمان/14، 1.
- يجب علينا أن ندرك أن لا حول ولا قوة إلا بالله لتخفيف الهم، وأن نسعى لذكر الله في كل وقت وتكرار التسبيح “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
- يجب تجنب مقارنة نفسك بالآخرين أو الأشخاص الأفضل منك في الوقت الحالي، والنظر إلى الأشخاص الأقل منك في المستوى لتعرف دائمًا فضل الله عليك.
- اهتم بقراءة قصص الأنبياه وقصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع اتخاذه قدوة في جميع الأمور، حيث كانت طفولته ممتلئة بالأحزان والهموم وقد وُلد فقير ويتيم ومات جده وهو صغير، وعلى الرغم من ذلك أصبح إمام للمسلمين، ويقوم بقيادة الجيوش وفتح البلدان وقام بنصر المظلومين وتعليم الجاهلين.
- يجب الحرص الدائم على ترديد الدعاء المخصص للهم والحزن، وهو الدعاء الذي كان يتكرره النبي وهو: (اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا).
- السعي لمخالطة ومصاحبة الأشخاص الذين يتمتعون بالهمم العالية والأشخاص النافعين، وقد يختلف تفسير رؤية المطر في المنام للمهموم