اهم شعراء الزهد
شعر الزهد
يعد شعر الزهد فنًا من فنون الأدب، يركز على الروحانيات ويدعو لنبذ الدنيا وزينتها، والتركيز على أنها فانية وزائلة، ويحث على الاهتمام بالآخرة الباقية، ويستند إلى النصح والمواعظ والقرآن الكريم وسيرة النبي والحكم فيه له أثر كبير.
أشهر وأهم شعراء الزهد
أبو العتاهية
أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م ، ومن أشهر نماذج شعره :
- المَرءُ آفَتُهُ هَوى الدُنيا وَالمَرءُ يَطغى كُلَّما اِستَغنى
- تركت ما أحببته بسبب ما رأيته من نتائج الحياة
- فَكَّرتُ في الدُنيا وَجِدَّتِها فَإِذا جَميعُ جَديدِها يَبلى
- وَإِذا جَميعُ أُمورِها عُقَبٌ بَينَ البَرِيَّةِ قَلَّما تَبقى
- وَبَلَوتُ أَكثَرَ أَهلِها فَإِذا كُلُّ امرِئٍ في شَأنِهِ يَسعى
- وَلَقَد بَلَوتُ فَلَم أَجِد سَبَباً بِأَعَزَّ مِن قَنَعٍ وَلا أَعلى .
أبو النواس
هو أبو نُوَاس أو الحسن بن هانئ الحكمي الميلاد: 756 م الوفاة: 814 م ، ومن شعر أبو نواس :
- يا إلهنا، ما أعدلك مليك كل ما ملك
- إليك يا الله، إليك يا الله، إن الحمد لله
- وحدك للملك، لا شريك لك، ولليل إذا حلك
- وَالسَّابِحَاتُ فِي الْفَلَكْ عَلَى مَجَارِي الْمُنْسَلَكْ
- مَا خَابَ عَبْدٌ أَمَّلَكْ أَنْتَ لَهُ حَيْثُ سَلَكْ
- لَولاكَ يَا رَبِّ هَلَكْ كُلُّ نَبِيٍّ وَمَلَكْ
- وَكُلُّ مَنْ أَهَلَّ لَكْ سَبَّحَ أَوْ لَبَّى فَلَكْ
- يَا مُخْطِئًا مَا أَغْفَلَكْ عَجِّلْ وَبَادِرْ أَجَلَكْ
- وَاخْتِمْ بِخَيْرٍ أَجَلَكْ وَالْعِزّ لاَ شَرِيكَ لَكْ
رابعة العدوية
هي رابعة بنت إسماعيل العدوي، ولدت في مدينة البصرة، ويعتقد أنها وُلدت حوالي عام 100 هـ / 717 م، واشتهرت بقصيدتها المشهورة
- راحتي يا أخوتي في خلوتي
- وحبيبي دائماً في حضرتي
- لم أجد لي عن هواه عوضاً
- وهواه في البرايا محنتي
- حيثما كنت أشاهد حسنه
- فهو محرابي إليه قبلتي
- إن أمت وجداً وماثم رضا
- والعناني في الورى وشقوتي
- يا طبيب القلب يا كل المنى
- جد بوصل منك يشفي مهجتي
- يا سروري وحياتي دائماً
- نشأتي منك وأيضاً نشوتي
- قد هجرت الخلق جميعاً ارتجي
- منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي
الإمام الشافعي
الإمام الشافعي رحمه الله هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ ثالث الأئمة الأربعة وصاحب المذهب الشافعي ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث ولد في 28 أغسطس 767 م، غزة وتوفي في 20 يناير 820 م ، ومن أشهر نماذج شعره:
- أحب الصالحين ولست منهم، عسى أن أحظى بشفاعتهم
- أنا أكره من تجارته المعاصي، حتى لو كنا متساوين في المنتجات
- رأيت القناعة رأس الغنى، لذلك أمسكت بها بقوة
- فلا يراني عند بابه، ولا يراني مشغولا بهم
- فصرتُ غَنِيّاً بِلا دِرْهَم ** أمرُّ على النَّاسِ شِبهَ الملِكْ
عبد الله بن المبارك
عبد الله بن المبارك المروزي كان عالمًا في العلوم الدينية ولد عام 726 م وتوفي عام 797 م، واشتهر بقصيدته الشهيرة
- أيها العابد للحرمين إن رأيتنا لعلمت أنك تلعب في العبادة
- مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ
- أو كان يُتْعِبُ خيلَهُ في باطلٍ فخيولُنا يومَ الصَّبِيْحَةِ تَتْعبُ
- رِيْحُ العَبِيْرِ لكمْ ونحنُ عبيرُنا رَهْجُ السَّنابكِ والغبارُ الأطْيبُ
- ولقدأتانا مِنْ مَقالِ نبيِّنا قَوْلٌ صحيحٌ صادقٌ لا يُكْذَبُ
- لا يَسْتَوِي وغُبارُ خَيْلِ اللهِ في أَنْفِ امرئٍ ودُخَانُ نارٍ تَلْهَبُ
- هذا كتابُ اللهِ ينطِقُ بَيْنَنا ليس الشَّهيدُ بميِّتٍ لا يُكْذَبُ
علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي ابن عم الرسول محمد بن عبد الله وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين، ومن أقواله رضي الله عنه عن زهد الدنيا ومعرفة حقيقتها وفنائها قيل حدثنا أبو أسامة قال حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال : حدثني أبي قال : قيل لعلي : ما شأنك يا أبا حسن ؟ جاورت المقبرة ؟ قال : إني أجدهم جيران صدق ، يكفون السيئة ويذكرون الآخرة ومن اقوال علي بن ابي طالب:
- الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
- النفس والأرواح متشابهة، والأعضاء الأكبر التي خُلقت فيها
- إن أمهات الناس هن وعاء مستودع والآباء محاسبون
- إذا كان لديهم شرفٌ يفاخرون به من أصلهم، فسيكون التراب والماء كافيين
- ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ
- وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ اسماءُ
- كل إنسان يقاوم ما يجهله، والجهلة أعداء لأهل العلم
أهم شعراء الزهد في عصر الضعف
الزهد في عصر الضعف هو نتيجة للانحلال الذي حدث في العصر العباسي، والذي كان يتضمن تأثيرا سلبيا للمجون ومجالس الخمر والزينة والترف. وكانت نتيجة هذا الوضع ظهور تيار الزهد، والذي كان يهدف إلى إصلاح ما فسد، وكان يستوحي آيات القرآن والحكم والمواعظ وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وكان من أبرز شعراء هذا العصر ابن نباتة وابن العربي. والأخير هو محمد بن علي بن محمد بن عربي، الملقب بـ “محيي الدين بن عربي”، والذي كان من أصل المغاربة، ولكنه عاش في الأندلس.
ابن العربي
هو واحد من أشهر الشعراء في عصر الضعف ومن أشهر قصائده:
- أتاك الشتاءُ عقيبَ الخريفِ
- وجاء الربيعُ يليه المصيفُ
- ودار الزمانُ بأبنائه
- فمن دوره كان دورُ الرغيف
- سرى في الجسومِ بأحكامِهِ
- تغذى اللطيف به والكثير
- عجبتُ لهمْ جهلوا قدرهم
- ويسعى القويُّ له والضعيف
- فأصبح كالماء في قدره
- لديهمْ وفي الماء سرٌّ لطيفْ
ابن نباته
هو محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري، الملقب أبو بكر، جمال الدين، ابن نُباتة، ولد في أبريل 1287 وتوفي عام 1366 م. وقال ابن نباتة:
- يا من له في طريق زهد
- حال وفي المشكلات كشف
- قل لي ما مبهم جلي
- وفيه للواصفين خلف
- يعدّ حرفان حين يملى
- بغير شدّ وقيل حرف
- وهو كما قد ترى خفيف
- وفيه لطف وفيه ظرف
شعراء الزهد في العصر الأموي
في العصر الأموي، كان للزهد تأثيرا من العوامل البيئية المتعلقة بالحياة، سواء في السياسة والاقتصاد أو في التفاعل بين المسلمين والأشخاص الآخرين الذين فتحوا بلادهم. وكان لهذا تأثير قوي على شعر الزهد، حيث كانت لكل بلد تقاليدها الخاصة في الزهد، ولكن العامل الأكثر تأثيرا كان التأثر بالقرآن الكريم والسنة. لذلك، كان التركيز الأكبر خلال العصر الأموي على الزهد في الدنيا والتأثير الذي لعبته الزهد في العصر العباسي، وتميزت هذه الفترة ببساطة الشعر والتأثر بالإسلام. ومن أبرز شعراء هذه الفترة كانوا أبو الأسود الدؤلي وعبد الله البربري وعروة بن أذينة
أبو الأسود الدؤلي
هو ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني (16 ق. هـ/69 هـ) ، ومن نماذج شعر أبو الأسود الدؤلي:
- لَعَمري لَقَد أَفشَيتُ يَوماً فَخانَني
- إِلى بَعضِ مَن لَم أَخشَ سِرّاً مُمَنَّعا
- فَمَزَّقَهُ مَزقَ العَما وَهوَ غافِلٌ
- وَنادى بِما أَخفَيتُ مِنهُ فَأَسمَعا
- فَقُلتُ وَلَم أَفحَش لَعاً لَكَ عالياً
- وَقَد يَعثرُ الساعي إِذا كانَ مُسرِعاً
- فَلَستُ بِجازيكَ المَلامَةَ إِنَني
- أَرى العَفوَ أَدنى لِلسَّداد وَأَوسَعا
- وَلَكِن تَعلَّم إِنها عَهدُ بَينِنا
- فَبِن غَيرِ مَذمومٍ وَلَكِن مودَّعا
- حَديثاً أَضَعناهُ كِلانا فَلَن أُرى
- وَأَنتَ نَجيّاً آخِرَ الدَهرِ أَجمَعا
- وَكُنتَ إِذا ضَيَّعتَ سِرَّك لَم تَجِد
- سِواكَ لَهُ إِلّا أَشَتَّ وَأَضيَعا
عبد الله البربري
سابق البربري هو أبو عبد الله، أو أبو أمية، ويقال أبو المهاجر، أو أبو سعيد ، ومن نماذج شعره :
- فلم يستطع إذ جاءه الموت بغت
- فرارا ولا منه بقوته امتنع
- تبكيه النساء مقنعا أصبح
- ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع
- وقرب من لحد فصار مقيله و
- وفارق ما كان جمعًا في الأمس قد تبدّل
- فلا يترك الموت الغني لماله
- ولا معدما في المال ذا حاجة يدع
عروة بن أذينة
هو أبو عامر عروة بن أذينة الليثي الكناني ومن أقوله:
- أَرقتُ فَما أَنامُ وَلا أُنيمُ
- وَجاءَ بِحُزنِيَ اللَيلُ البَهيمُ
- وَأَصبَحَ عامِرٌ قَد هَدَّ رُكني
- وَفارَقَني بِهِ اللَطِفُ الحَميمُ
- فَكانَ ثِمالَنا تَأوي إِلَيهِ
- أَرامِلُنا وَعائِلُنا اليَتيمُ
- وَمَدرَهَ خَصمِنا في كُلِّ أَمرٍ
- لَهُ تَجذو عَلى الرُكَبِ الخُصومِ
- وَقَيِّمَنا عَلى الجُلّي بِجِدٍّ
- إِذا ما الكَربُ أَفظَعَ مَن يَقومُ
- أَتى الرُكبانُ بِالأَخبارِ تَهوي
- بِها وَبِهِم حَراجيجٌ هُجومُ
- فَقالوا قَد تَرَكناهُ سَقيماً
- فَما صَدَقوا وَلا صَحَّ السَقيمُ