مفهوم الوعي الصحي وأهدافة
تقول الحكمة إن الوقاية خير من العلاج، وهذا هو الهدف الرئيسي لفكرة الوعي الصحي، حيث يهدف إلى تعزيز الوعي الذاتي لدى أفراد المجتمع بأهمية الحفاظ على الصحة بطرق مختلفة، مثل الوعي بأهمية التغذية السليمة، والذي يؤثر على المجتمع بشكل عام من حيث الجوانب الاقتصادية والبيئية.
مفهوم الوعي الصحي
يشير مصطلح الوعي الصحي إلى قدرة الإنسان على الوصول إلى المعلومات وفهمها وتحليلها بطريقة تساهم في تعزيز صحته وحفاظه عليها، ويتضمن هذا الوعي أفراد الأسرة أيضًا.
ومفهوم الوعي الصحي هو مفهوم حديث نسبيًا لذلك ربما نجد له العديد من التعريفات المختلفة، وهذا الوعي لا يقتصر على إمكانية الفرد على قراءة أو الوصول للنشرات الصحية أو تعليمات الأطباء أو غيرها من وسائل التوعية الصحية، وهو أيضًا لا يجب أن يكون موردًا شخصيًا يستفتي منه الفرد فقط بل يجب أن ترتفع مستوياته بين سكان المجتمع بوجه عام لأن ذلك سوف يعود بالنفع على المجتمع ككل.
أهداف الوعي الصحي
الوعي هو مفهوم يتم اكتسابه من خلال التثقيف الصحي. والتثقيف الصحي ليس مجرد إعطاء نصائح من قبل فرد ما أو الحصول عليها عبر مشاهدة فيديوهات على الإنترنت. إنه مجال اجتماعي يعتمد على العلوم النفسية والطبية والبيولوجية، ويستفيد من كل هذه العلوم لتحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض. ومن أهداف التثقيف الصحي
المساهمة في فهم السلوك الصحي من خلال البحث العلمي.
تهدف هذه الخطط التعليمية إلى الحفاظ على أعلى مستويات التميز الأكاديمي في تدريس وإعداد أخصائيي تعزيز الصحة في المستقبل على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا.
تشمل مسؤولية تطوير القادة الذين سيساهمون في نمو المهنة وتحقيق أهداف الصحة المجتمعية،ليكونوا مصدر تعزيز الصحة للمجتمع على المستوى الإقليمي والوطني.
تتضمن أهداف التوعية الصحية تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة، والتي لا تشمل هدفًا محددًا متعلقًا بالتوعية الصحية.
يمكن للأشخاص زيادة السيطرة على صحتهم، وتشمل هذه الفكرة مجموعة واسعة من التدخلات الاجتماعية والبيئية المصممة لحماية وتعزيز صحة الأفراد وجودة حياتهم، من خلال التركيز على علاج ومنع الأسباب الجذرية للاعتلال الصحي، بدلاً من التركيز فقط على العلاج والشفاء.
إزالة الفقر، كما ذكرنا سابقا، هدف الوعي هو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. يتمثل ذلك في أن الأفراد ذوي الوعي الصحي العالي يتبعون سلوكيات تساعدهم على حماية أسرهم ومجتمعهم من الأمراض التي تسبب الفقر بسبب عجز الأفراد عن أداء واجباتهم الوظيفية بسبب سوء الصحة. وهذا يؤدي بدوره إلى عجز الفرد عن تلبية الاحتياجات الشخصية واحتياجات أسرته، وبالتالي ينتشر الفقر في المجتمع. في الواقع، هناك علاقة عكسية بين الوعي الصحي والفقر، إذ كلما انتشر الفقر في المجتمع، قل الوعي الصحي في ذلك المجتمع.
أهمية الوعي الصحي
- تكلفة التوعية الصحية أقل بكثير من تكلفة تقديم الخدمات الصحية للأفراد.
- إن الوعي الصحي الذي يستند إلى أسس علمية يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في جميع جوانب المجتمع الأخرى.
- يُعد الوعي الصحي واحدًا من الخدمات الوقائية التي يمكنهامنع الإصابة بالعديد من الأمراض.
- إن تنشئة جيل واع ومدرك لخطورة المرض وأهمية الوقاية يساعد في التنمية المستقبلية.
- يمكن للوعي الصحي أن يساعد الناس على زيادة السيطرة على صحتهم وتحسينها.
- يجعل الوعي الصحي السكان يشاركون في سياق حياتهم اليومية ككل.
مراحل تطوير الوعي الصحي
يجب تنمية الوعي الصحي للأفراد في أي مجتمع على ثلاث مراحل مختلفة
مرحلة الإثارة
في هذه الحالة، يتم تحفيز الفرد على الاهتمام بصحته، حيث إن معظم الأمراض البشرية ناجمة عن سلوك الإنسان نفسه، مثل العادات الغير صحيحة في التغذية التي تسبب معظم الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
مرحلة التقبل
في هذه المرحلة، يتراكم المعرفة والمعلومات داخل أفراد المجتمع، مما يجعلهم يتقبلون فكرة الممارسات الصحية، على سبيل المثال، اليوم يدرك الكثيرون أهمية التغذية السليمة وأنواع فوائد الغذاء الصحي، ويستعدون لقضاء وقت أكثر في إعداده.
مرحلة التنفيذ
هذه المرحلة تبدأ بتطبيق المعارف التي اكتسبوها في الماضي، ومن أمثلة ذلك الحرص على تجهيز وجبات صحية حتى لو زادت تكلفتها، لأنهم يدركون تماما فوائدها على المدى القصير والطويل. كما يكونون واعين لعلامات تدل على صحة تغذيتهم، فيطلبون المساعدة في أقرب وقت قبل أن تتفاقم الحالة وتتسبب في أمراض سوء التغذية.
استيراتيجيات الوعي الصحي
يعتمد اختيار استراتيجيات الوعي الصحي ووسائل التثقيف التي تستخدمها المجتمعات لتثقيف أفرادها صحيًا على الفرد والمجتمع نفسه. ويُعَدُّ التثقيف الصحي مجرد استراتيجية من بين استراتيجيات نشر الوعي الصحي، ويجب دعمه بالأفعال والأعمال حتى يحقق نتائج إيجابية وتقدم ملموس في المجتمع.
وتتضمن استيراتيجيات الوعي الصحي:
- الاستراتيجيات التثقيف الصحي هي الطرق التي يتم بها إبلاغ الناس بما يمكنهم فعله للحفاظ على صحتهم الجيدة.
- معالجة الأشياء في المجتمع التي تؤثر على الصحة والرفاهية بشكل أكبر ، بحيث يمكن دعمها وتحسينها، وتهدف أنشطة تعزيز الصحة إلى تعزيز الصحة والوقاية من اعتلال الصحة بدلاً من التركيز على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض معينة، وهذه المعالجة تشمل وضع سياسة عامة للدولة تساعد في تطوير ودعم الوعي الصحي لدى الأفراد.
التثقيف الصحي
يجب أن تعزز أنشطة التثقيف الصحي الهدف العام لبرنامج تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، ويجب أن تكون المواد التي يتم تطويرها لبرامج التثقيف الصحي مناسبة ثقافيًا ومصممة خصيصًا للسكان المستهدفين لضمان الكفاءة الثقافية، وهذا يعني إذا كنت تهدف المجتمعات الريفية يجب معالجة الاختلافات الثقافية واللغوية ، ومعالجة العوائق المحتملة أمام تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض في المناطق الريفية.
يستخدم التثقيف الصحي أيضًا في التنسيق لإزالة العوائق التي تحول دون الحصول على الرعاية الصحية، والمعلم الصحي هو أحد أنواع منسقي الرعاية الذين يقدمون التعليم للأفراد والأسر والمجتمعات،
ومن طرق أو وسائل التثقيف الصحي:
- إلقاء المحاضرات
- عقد الدورات
- الندوات والندوات عبر الإنترنت
- تنظيم ورش عمل
- تشمل الفصول التوعوية عادة إلقاء دروس وعمل مسابقات أو كتابة تعبير عن الوعي الصحي وغيرها من الوسائل التعليمية.
ويجب أن تتضمن استيراتيجيات التثقيف الصحي ما يلي:
يجب تضمين السكان المستهدفين في تلك البرامج بدلاً من أي شخص آخر.
يجب تقييم احتياجات المجتمع وتحديد قدراته وموارده وأولوياته واحتياجاته قبل تنفيذ برامج التثقيف الصحي.
يجب تنفيذ برامج تعليمية متكاملة وعلى مناهج جيدة التخطيط في بيئة مناسبة للمشاركين.
يتم تقديم المعلومات بدعم سمعي بصري يعتمد على الكمبيوتر، مثل استخدام الشرائح وأجهزة العرض ومقاطع الفيديو والكتب الصحية والأقراص المضغوطة والملصقات والصور ومواقع الويب والبرامج، ويتم استخدام هذا الأسلوب في التثقيف وزيادة الوعي الصحي، وذلك لأنه يساعد على تحسين انتباه وتركيز الجمهور المستهدف، ويمكن في النهاية إجراء استبيان حول الوعي الصحي للتحقق من استفادة المتلقين وفهمهم للمعلومات بشكل كبير
يتم التأكد من كفاءة موظفي برنامج التثقيف من خلال تدريبهم بشكل جيد قبل بدء تنفيذ برنامج التثقيف الصحي، وذلك للحفاظ على مصداقية نموذج البرنامج.