أنواع صلاة التطوع بالأمثلة
أنواع صلاة التطوع
في اللغة، صلاة التطوع هي تأدية الشخص لصلاة النافلة كتبرع بشيء منه، وتسمى بصلاة التطوع.
في المصطلح الشرعي، التطوع هو الاسم الذي يشير إلى العمل الإضافي المتعلق بالدين بعد الواجبات والفروض، ويوضح الفرق بين الأحكام المتعلقة بالفرائض والنوافل. فالفرائض تعتبر مسؤولية واجبة ويعاقب على تركها، بينما التطوع أو النوافل ليست مسؤولية واجبة
تُنقسم أنواع صلاة التطوع التي يُقيمها العبد بنفسه إلى:
- صلاة يصح تأديتها في جماعة.
- صلاة لا يصح فيها الجماعة.
- صلاة تابعة للفرض.
- صلاة ليست تابع للفرض.
- صلاة مؤقتة.
- صلاة مقيدة بسبب.
- صلاة ليست مؤقتة ولا مقيد بسبب.
- صلاة مؤكدة.
- صلاة ليست بمؤكدة.
هذه التقسيمات التي قدمها علماء الشريعة للناس كانت نتيجة اهتمامهم بالبحث عن صلاة التطوع، سواء لأغراض الدراسة أو التطبيق، ويمكن تفصيلها على النحو التالي:
صلاة الكسوف
وهي تصلى إذا شهد الناس كسوف الشمس ، حيث وقع كسوف في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، وخرج ليصلي مع الناس صلاة الكسوف ويوضح لهم كيفية أدائها ، وذلك استنادا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، قالت : في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حدث انخساف للشمس فخرج إلى المسجد وصف الناس خلفه ثم تكبير فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاوة طويلة ثم تكبير فركع ركعة طويلة ، ثم قال “سمع الله لمن حمده” ثم قام ولم يسجد وقرأ تلاوة طويلة أقل من القراءة الأولى ، ثم تكبير وركع ركعة طويلة أقل من الركعة الأولى ، ثم قال “سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد” ثم سجد ، ثم في الركعة الثانية مثل ذلك ، فأكمل أربع ركعات في أربع سجدات ، وانجلت الشمس قبل أن ينهي ، ثم قام وأثنى على الله بما يستحق ، ثم قال : هذان آية من آيات الله ، لا تخسفان لأجل موت أحد ولا لأجل حياته ، فإذا رأيتما هاتين الآيتين فأسرعوا إلى الصلاة.
صلاة الاستسقاء
يصلى في حالات احتياج الناس للمطر، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما احتاج المسلمون للمطر، خرج بشكل متواضع ومتضرع إلى الله. وقال ابن عباس: `خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بتواضع وتضرع، حتى وصل إلى المصلى، وصعد المنبر ولم يخطب لكم خطبتكم المعتادة، ولكنه استمر في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلى في العيد`. (رواه أبو داود والترمذي والنسائي).
صلاة القيام في رمضان
وهي ما يطلق عليها أيضا اسم صلاة التراويح، ووقتها محدود في ليالي شهر رمضان، وتؤدى سواء جماعة أو فرادى في المسجد أو المنزل، وتتألف من ثماني ركعات تكمل بركعتي الشفع وركعة الوتر. وفي الصحيحين، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في إحدى الليالي الوسطى من الليل وأدى الصلاة في المسجد، وصلى بعض الرجال وفق صلاته. وبعد الفجر، اجتمع الناس وتحدثوا عن ذلك، فازداد عددهم في الليلة التالية وصلوا معه. وفي الليلة الثالثة، زاد عدد أهل المسجد أكثر، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأدى الصلاة وصلوا معه. وفي الليلة الرابعة، كانت الجموعة في المسجد بها أكبر حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم لأداء صلاة الصبح. وبعد أن أنهى الصلاة، توجه إلى الناس وشهد ثم قال: “أما بعد، فإنني لم أتردد في بقائكم هنا، ولكن خشيت أن تفرض عليكم وتصعب عليكم. فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم والأمر كان على هذا الحال. ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووجد المصلين متفرقين في المسجد، فجمعهم تحت إمام واحد.
صلاة الاستخارة
هي صلاة تؤدى في حالة الإقدام على أمر ما ، فيها يقوم العبد بكامل التسليم إلى علم الله وقدرته وداعيا ربه أن يهيئ له ما فيه خيره، أخرج البخاري، والترمذي وغيرهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وأجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، (أو قال: عاجل أمري وآجله) فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ، قال: ويسمى حاجته ، أي يقول الحاجة التي من أجلها صلى صلاة الاستخارة ، وذلك في موضع ملمة أمر ، أي يستبدلها بها.
السنن الرواتب
- صلاة أربع ركعات بعد الظهر.
- صلاة ركعتين بعد الظهر.
- ركعتي سنة الفجر.
- سنة راتبة في الصلاة يوم الجمعة.
- ركعتين بعد المغرب.
- ركعتين بعد العشاء.
- صلاة الضحى
- كصلاة الوتر.
تحية المسجد
هناك ركعتان يصلى بهما مباشرة بعد دخول المسجد، وقبل الحديث أو فعل أي شيء داخل المسجد، للمصلين الذين دخلوا المسجد بطهارة، ويمكن للمصلي أن يجلس أو يصلي كما يشاء بعد الركعتين.
ركعتي الوضوء
يصلي المسلم ركعتان في أي وقت بعد الوضوء، ويُستحب أداءهما مباشرة بعد الوضوء.
صلاة التطوع المطلق
صلاة التطوع المطلق هي صلاة بلا سبب مفروض لها ، ولا تحدد بعدد معين من الركعات، وللمسلم الذي يصلي صلاة تطوع نية يضعها مسبقا في قلبه أو ينوي بها عدد محدد للركعات ، وله عكس ذلك أن يبدأها بدون تحديد عدد الركعات، ويكتفي فقط بنيته أنه يصلي مطلق ، وذلك يكفيه فيه حتى ركعة واحدة ، أو عشر لا فرق بينهما.
يمكن أداء صلاة النافلة في أي وقت خلال الليل وفترات النهار، ما عدا الأوقات التي منع فيها الصلاة، ويعتبر التطوع للصلاة في جوف الليل هو أفضل وقت للصلاة بين بقية أوقات اليوم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» ). هذا و هناك حتى في الليل وقت له الأفضلية في الصلاة وهو آخر الليل ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له» ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه قال: سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: ( «أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم»
فضل صلاة التطوع
عندما يتعلق الأمر بالأعمال التطوعية في البر والخير والطاعات، فإن لها فضلًا عند الله سبحانه وتعالى، ويرزق اللهالعبد بخير وفير، ومن أفضال الصلوات التطوعية:
- جبر النقص في الفريضة يعني تعويض النقص في الفرائض، وهذا يوضح العلاقة بين التطوع والفرائض، وقد يحاسب الإنسان في يوم القيامة على النقص في فريضته بسبب سوء الحالة الصحية أو لأي سبب آخر، ولكن يمكن جبر النقص في الفريضة من خلال التطوع. عندما أتى أنس بن حكيم الضبي إلى المدينة، التحق بأبي هريرة ليتعلم منه، فقال له أبو هريرة: “يا فتى، هل تريد أن أحدثك عن حديث قد ينفعك في المستقبل؟”، فقال أنس: “نعم، رحمك الله”. ثم قال أبو هريرة: “أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة هو الصلاة، ويقول الله سبحانه وتعالى للملائكة: “انظروا إلى صلاة عبدي، هل أتمها أم نقصها؟”، فإذا كانت تامة كتبت له تامة، وإذا كان هناك نقص فيها، يقول الله: “انظروا هل لعبدي تطوع؟”، فإذا كان لديه تطوع، يقول الله: “أتموا لعبدي فريضته من تطوعه”، ثم يحاسب الإنسان على أعماله
- التطوع يؤدي إلى كثرة السجود ، وكثرة السجود توصل إلى الجنة ،عن رَبيعةَ بن كعبٍ الأسلميِّ، قال: ((كنتُ أبيتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه، فقال لي: سلْ، فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجَنَّةِ، قال: أو غيرَ ذلك؟! قلتُ: هو ذاك! قال: فأعنِّي على نفْسِكَ بكثرةِ السُّجودِ )).
- تجعل صلاة التطوع العبد أقرب إلى ربه، وفي الحديث القدسي قال الله عز وجل: `وما يزالُ عبدي يتقرّب إليَّ بالنوافلِ حتَّى أُحبَّه.
- من المعروف أن درجات الجنة تعلو، وكل درجة ترفع المسلم في نعيمه أكثر من السابقة، وصلاة التطوع تزيد من درجات صاحبها. وروى مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: ((اسأل))، فقلت: أسألك أن تكون رفيقي في الجنة، فقال: ((أو غير ذلك))، فقلت: هو ذلك، فقال: ((فأعني على نفسك بكثرة السجود))؛ (مسلم – حديث: 489).
صلاة التطوع الغير مؤكدة
فيما يتعلق بالصلاة الغير مؤكدة من صلاة التطوع، فهي صلاة ركعتان تؤدي قبل صلاة المغرب، وتعتبر ركعتان غير مؤكدة، وفي المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي، يجوز صلاتها بناءً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتؤدي قبل الصلاة المفروضة للمغرب، أما في المذهب المالكي والحنفي، فيعتبران مكروهين.