كيفمنوعات

كيف تصبح صديق ” مثالي ؟ “

تعريف الصداقة

توجد العديد من التعريفات الأكاديمية والعلمية للصداقة، ومع ذلك، فإن المفهوم الحقيقي للصداقة يتمثل في معناها الحقيقي، حيث تمثل أكثر من مجرد كلمة أو مفهوم. يمكن لكل فرد أن يعرف الصداقة من وجهة نظره الخاصة واستنادًا إلى تجاربه وصداقاته.

من وجهة نظر الدين، فإن الصداقة هي من أهم الأمور التي ذكرت في السنة النبوية المباركة، حيث كان الرسول الكريم يولي الصداقة اهتماما خاصا ويوعي عن أهميتها وكيفية اختيار الأصدقاء والرفاق. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “من ليس له صديق فليعمل صداقة، فإن للصداقة في الله عز وجل رحمة وشفاء وبركة، ولا صداقة أفضل من صداقة الله.

وتعرف الصداقة من منظور علم النفس بأنها عطف يتبادله الأفراد، ويتمنى كل طرف للأخر الخير والسعادة، والصديق هو من يعيش مع صديقه كل أحواله، ويتحد معه في الذوق والرأي وتسره مسرات صديقه وتحزنه أحزانه،  ويتخلص التعريف بأن الصداقة لها مقومات أساسية، وهي المعاشرة والتشابه في الذوق والرأي والمشاركه الوجدانيه.

كيف أكون صديق مثالي

الكمال لا يعني أن يكون الشخص كمثل الصورة، بل الجميع بشر يمكن أن يخطئ ويتأذى، ولكن الكمال في الصداقة يعني أن يكون الشخص جيدا بالنسبة لصديقه، يكون له فائدة ويميزه في حياته، يعرف حقوق الصديق ومتطلبات العلاقة التي تجعله الصديق الوفي، الصدوق الذي يحتذى به.

ليكون الشخص صديقا مثاليا، يجب أن يتحلى بصفات الصديق الصالح، وتتمثل هذه الصفات في:

  • الصدق مع الرفاق

الصدق هو قيمة عظيمة لكل فرد، ويتعين على الشخص أن يكون صادقًا ليصبح شخصًا حقيقيًا، فالكاذبون لا يؤذون فقط رفاقهم ومحيطهم، بل يؤذون أنفسهم أولاً، ويشعر الكاذب بالاحتقار من داخله ثم من الآخرين، ولكي يكون الشخص صديقًا مثاليًا ومتوازنًا، يجب عليه أولًا أن يكون صادقًا مع أصدقائه.

فإن كلمة الصداقة كبيرة لا يمكن تحمل مسؤوليتها سوى الصادقين، كما أن صراحة الأصدقاء يمكنها دوماً أن تجعلهم أفضل، وتجعلهم يتقبلوا عيوبهم ويعالجوها، فلا خير في صديق يجامل صديقه دون أن يخبره بالحقيقة، ويجعله أفضل، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم”الصديق الصدوق من نصحك في عيبك، وحفظك في غيبك، وآثرك على نفسه”.

  • دعم الأصدقاء

يحتاج كل شخص في الحياة إلى الدعم، حتى ولو لفترة مؤقتة، وأفضل المدافعين عن الشخص هم رفقاؤه، الذين يشيرون على نقاط قوته ويخبرونه أنه قادر على تحقيق المستحيل وتجاوز الصعوبات، كما يطمئنونه بأنه قادر على تخطي تلك المرحلة وتحقيق هدفه. الدعم ليس مقتصرا على الدعم النفسي أو المعنوي الذي يتضمن الكلمات، بل يتضمن أيضا المساعدة في جميع الأمور التي يحتاجها الرفيق، وهذا الدعم حق من حقوق الأصدقاء على بعضهم البعض.

يقول الإمام الحسن بن علي، رضي الله عنهما: `اصحب من يجعلك تزدهر، وخدم من يحميك، ومن يريد مساعدتك فليكن لك عونا، وإذا قلت فليكن قولك صادقا، وإذا صليت فلتكن صلاتك متواصلة وقوية، وإذا مددت يدك لمساعدته بفضلك فلتكن كرمك سخيا، وإذا ظهرت لديك مشكلة فلتكن حلك قويا، وإذا رأيت فيه خيرا فقدره، وإذا طلبت منه شيئا فليعطيك، وإذا سكت عنه فليكن البدء منك`

  • الولاء وعدم التقلب

لا يوجد فائدة في صديق لا يظل مستمرا، ويتغير وفقا للظروف والمصالح، فالصديق الحقيقي لا يستطيع الاستغناء عن صديقه مهما حدث، وهذا هو الفرق بين الصداقة الحقيقية والصداقة المزيفة، والصديق الحقيقي يقف بجانب صديقه حتى تمر الأزمان ويزول الظلم، ويدافع عنه أمام الجميع، وهذا هو حق الصداقة، ودائما ما يقول الأجداد “الصديق وقت الضيق“، وهذه الكلمات على الرغم من بساطتها إلا أنها حقيقية ومناسبة لكل الأوقات، فلا يوجد فائدة في صديق يتخلى عن رفيقه في وقت الشدة أو الحاجة.

ما السلوك الذي يجعلني صديق جيد

هناك مجموعة من السلوكيات التي يتبعها الصديق الحقيقي، ويجب أن يتمسك بها وأن يحترم من وثق به، ومن بين أجمل الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصديق:

  • أن تكون جدير بالثقة

الصديق الحقيقي هو الذي يحفظ أسرار أصدقائه ولا يكشف عن عيوبهم. ولا يتحدث عنهم إلا بالخير، حتى في حال وقوع خلافات ومشاكل بينهم. وهذا أمر يحدث بين جميع الأشخاص والأصدقاء. فلا يوجد خير في صديق يتناول أصدقاءه بالسوء ويكشف أسرارهم وينتهك حرمتهم ويتجاوز حدود العلاقة الراقية التي يتسم بها النبل والإخلاص والصدق والثقة والشعور بالأمان والراحة.

الثقة لا تعني أن يحتفظ الشخص بسر صديقه ويتجنب التحدث عنه بالسوء، بل يجب عليه أن لا يخيب ثقة صديقه فيه، وأن يكون مخلصًا له وأن يتفادى الخيانة وأن لا يكون شخصسيئًا يصدم صديقه، بل يجب أن يكون صادقًا وأمينًا ورحيمًا وودودًا، فكلما زادت محاسن الفرد، زاد حب رفاقه والناس له، ويشعر الجميع بالراحة والأمان في علاقاتهم معه.

  • الاحترام المتبادل

من أهم عناصر العلاقات الناجحة في حياة الإنسان هو الاحترام. فإذا تخلى الشخص عن حيائه، فلن يحترمه أحد. لا يجوز التخلي عن الاحترام في أي جانب سواء كان دينيا، أخلاقيا، إنسانيا أو اجتماعيا بين الأفراد. يجب على الفرد أن يحترم صديقه، وأن يحترمه ليس فقط بعدم إساءة القول عنه، بل بأن يحترم حرمته وقراراته وطبائعه ودينه وعائلته.

يشمل الاحترام أيضًا سماع صديقك لمشاكله حتى الصغيرة دون إرهاق أو ملل، والأهم من ذلك دون السخرية أو التقليل من شأن مشاكله، لأن ذلك يؤثر سلبًا على العلاقة ويقلل من صداقتكما.

ما السلوك الذي ارغب في تعديله لاكون صديقا افضل

يجب أن يتطلع الشخص دائما لتحسين نفسه وتعديل سلوكه ليصبح أفضل ويتحقق من أعلى درجات الصداقة، لأن الناس يتجنبون الأشخاص السيئين ويحبون الأشخاص الخلوقين الودودين الكريمين والطيبين.

عادة، تعكس مصطلحات الصداقة ما يجب أن يتحلى به الشخص. يجب أن يكون الشخص رفيقا جيدا، صديقا محبا، وخليلا صادقا ولطيفا. ومن الأشياء التي يجب على الفرد تغييرها

  • السخرية من الآخرين

من غير أخلاقي أن يستهزئ الشخص بمن حوله، وقد يعتقد الناس أن هذا يجعله محبوبا ومرغوبا، ولكن الواقع هو العكس تماما. الناس لا تثق ولا تحب أولئك الذين يستهزئون بالآخرين، سواء كانوا يستهزئون منهم أو من غيرهم. لذا، يجب تجنب هذه الصفة تماما، فإن الدين الإسلامي في القرآن والسنة يحث بشدة على الابتعاد عنها ويحظرها بشكل قاطع.

  • التعالي والتكبر

الشخص المتكبر لا يحبه الناس ولا يحبه الله عز وجل، حيث لا يحب الله المتفاخرين والمتعالين والمتباهين بأنسابهم وأموالهم. فالتواضع من مكارم الأخلاق، ولا يجوز للشخص أن يتعالى على أصدقائه أو رفاقه حتى لو كان لديه ما لا يملكهم، حيث إن هناك شخصيات لا تصلح للصداقة، وأولها المتعالي.

  • البعد عن النفاق

ينبغي للشخص الابتعاد عن النفاق فيما يتعلق بأصدقائه والأشخاص المحيطين به، لأن النفاق لا يمثل ميزة أو مجاملة أو رقة قلب، بل هو سلوك غير أخلاقي، وأسوأ أنواع الأصدقاء هم المنافقون، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ”آيات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر.” لذلك، يجب على الشخص الابتعاد عن النفاق وعدم الكذب والخيانة والفجور في الخصام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى