أهمية التفاوض في الحياة المهنية
مفهوم التفاوض في العمل المهني
التفاوض المهني هو أسلوب يستخدمه الموظف في موقع العمل من أجل التقليل والتخفيف من التعرض لأي نوع من الصراعات مع غيره من الموظفين والعملاء داخل بيئة العمل الواحد. يسمح هذا الأسلوب في العمل للموظف بالقدرة على خلق وبناء اتفاقيات عمل مختلفة من خلال العمل المهني الجماعي التعاوني، وذلك يعتمد على قدرة الموظف على إقناع الآخرين بأدائه المهني في العمل.
يقتصر مفهوم التفاوض على الأسلوب الذي يتحلى به الموظف، وهذا الأسلوب يجعله مميزا ويساعده على حل جميع مشكلاته وصراعاته المهنية بشكل مميز. إذا لم يتوفر هذا الأسلوب لدى الموظف منذ البداية، فإنه يوجد مجموعة من الظروف التي تجبره على التعامل بهذا الأسلوب مع العملاء، حيث يعتبر مبدأ التفاوض الحل الأمثل الذي يضمن للطرفين الوصول إلى نقطة الإرضاء.
مبدأ التفاوض يضمن للموظف الذكي الوصول إلى اتفاقيات العمل المثالية، التي تساعده على النجاح في وظيفته وتحقيق الأهداف المطلوبة، ويقوم مبدأ التفاوض على إقناع الطرف الآخر بوجهة نظر الموظف دون الحاجة إلى تجاهل وجهة نظر العميل في نفس الوقت، لذلك تعتبر هي الحل الأمثل في العديد من المواقف المختلفة.
مهارات الإقناع
يجب على الموظف تعلم مجموعة من المهارات المهنية والنقاط الهامة، بما في ذلك مهارات التفاوض والاقناع والتأثير، والتي يجب أن يدرسها ويتعلم كيفية التعامل معها، لأن هذه المهارات مهمة جدا وتلعب دورا كبيرا في صنع موظف ناجح قادر على التغلب على صعوبات الحياة المهنية، وتشمل هذه المهارات
- امتلاك مهارات التفاوض
يجب على الموظف أن يتمتع بالقدرة على إقامة علاقات مهنية موثوقة وأن يكون لديه مهارات التفاوض الفعالة التي يمكن الاعتماد عليها، ويتعين على جميع الموظفين تعلم كيفية التعامل مع شخصيات مختلفة وأيضا أن يتمتعوا بالقدرة على الإقناع ومواكبة جميع وجهات النظر المختلفة.
- مهارات التحدث
يجب على الموظف أن يكون على دراية بأهمية التفاوض في الحياة المهنية، حيث أن التفاوض يعد من المهارات الأساسية للتوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين، ويساعد على التعامل مع المشاكل التي قد تواجه الموظف خلال تطبيق هذا المبدأ، وينبغي أن يتعلم الموظف كيفية تقبل الآراء المختلفة والتفاوض بشكل ناجح مع العملاء.
- امتلاك القدرة على التفاوض والإقناع
الموظف يجب أن يتبع مبدأ أن العميل دائما على حق، أي أن هدفه الأساسي هو إرضاء العميل وتلبية جميع متطلباته بالكامل، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يعمل الموظف من أجله، لذلك يجب على جميع الموظفين أن يولوا اهتمامًا كبيرًا لهذا الأمر ويعملوا جاهدين على تحقيق ذلك.
- اللين لكي لا ينفض الناس من حولك
يجب على الموظف العمل على تفادي حدوث أي مشكلة مع العملاء، وتجنب تلك المشاكل التي تحدث عادة بسبب عدم التوصل إلى حل وسط بين الطرفين، والذي يؤدي إلى عدم ممارسة الموظف لمبدأ التفاوض، وهذا المبدأ هومن أهم مبادئ العمل الأساسية.
خطوات مهارات التفاوض في الحياة المهنية
عند الحديث عن أهمية التفاوض في الحياة المهنية، يجب ذكر المهارات التي يجب أن يتحلى بها الموظف بشكل عام لتطبيق مبدأ التفاوض، وفي الوقت ذاته نجاح الموظف في تحقيق أهدافه بطريقة مباشرة ومؤكدة، وهذه المهارات تشمل
- أولاً: يجب التخطيط الجيد، ومن المهم أن يتحلى الإنسان بالصبر لتحقيق أهدافه. فالنجاح لا يأتي فورا، ويجب على الموظف وضع خطة محكمة ومدروسة جيدا لضمان تحقيق الهدف المرغوب. تحقيق الهدف يتطلب خطوات محددة تؤدي بنا إلى نهاية الطريق، لذا يجب الانتباه جيدا إلى مرحلة التخطيط.
- ثانياً: يجب أن يتحلى الشخص بجميع الأخلاقيات المهنية المختلفة الجيدة، وهناك العديد من هذه الأخلاقيات والصفات المتنوعة، مثل الصدق والأمانة، والتحلي بهذه الصفات الحميدة بشكل عام يضمن نجاح الموظف في عمله واستمراريته فيه. وذلك لأن الأخلاقيات السيئة تؤدي إلى الضياع وتجرف صاحبها للخسارة. لذا، يعتبر التحلي بهذه الأخلاقيات من المهارات الأساسية التي يجب على الموظف أن يتحلى بها.
- ثالثاً: مهارة الاتصال المهني، تعد هذه المهارة مكتسبة إلى حد ما، ويمكن لكل موظف أن يسعى لاكتساب القدرة على التواصل بجميع أشكاله، سواء كان ذلك التواصل مع الآخرين أو مع زملائه في العمل، ويشمل ذلك أيضا التواصل مع جميع الأطراف المهنية في حياته، حيث تعتبر المهارة التواصلية من أهم المهارات المهنية التي يجب أن يتمتع بها الموظف بشكل جيد.
عوامل وشروط نجاح الإقناع
- يجب دراسة الموضوع اولاً وكذلك العميل.
- الاستعداد لتلقي أي نوع من الأسئلة.
- عدم المبالغة في الحديث والالتزام بالأمانة.
- المصداقية والجاذبية في الحوار والاستماع إلى العميل بشكل جيد.
- مهارة القدرة علي إقناع الآخرين بالأدلة.
مراحل التفاوض في الحياة المهنية
يتضمن مبدأ التفاوض العديد من المراحل والخطوات المختلفة التي يجب على كل موظف دراستها بعناية والتعرف على كيفية التعامل في كل مرحلة منها حتى يتم الوصول إلى المرحلة التالية وترتيبها بشكل مناسب لتحقيق الهدف النهائي وهو تطبيق مبدأ التفاوض
- مرحلة الاستكشاف Exploration
المرحلة الأولى هي مرحلة التجهيز، حيث يتم في هذه المرحلة تجهيز الجانبين وتجهيز الموضوع الذي سيتم التفاوض فيه ودراسته وإعداده للوصول إلى المرحلة التالية، وتعتبر هذه المرحلة أحد أهم مراحل تقنيات المقابلة والتفاوض.
- تقديم العروض والمقترحات في مرحلة البيع
في هذه المرحلة، يتم عقد اجتماع للتفاوض بين الطرفين، حيث يتم طرح الأفكار المقترحة والحلول، ويشرح كل طرف وجهة نظره الخاصة.
- مرحلة المساومة Bargaining
هي مرحلة التفاوض للوصول إلى أفضل قرار مهني، حيث أنه هذه المرحلة تكون نتيجة للمرحلة السابقة لها بل ومترتبة عليها أيضاً، ففي هذه المرحلة يتم الوصول إلى الحل المرضى للطرفين وفي نفس الوقت يكون مقنع وأيضاً مناسب للجميع ويهدف إلى تحقيق كل ما هو جيد في العمل عمومًا، والجدير بالذكر أن هذه المرحلة تعتبر الأهم التي ينبغي أن يتم الاستعداد الجيد لها من خلال الخطوات السابقة.
- التوصل إلى اتفاق أو تسوية
تصل الطرفان إلى هذه المرحلة بعد اتباع الخطوات السابقة، حيث يشعر الموظف والعميل بالرضا، وهذا هو الهدف من التفاوض، أي أن يتم إقناع الطرف الآخر بوجهة نظر مختلفة وتحقيق هدف الموظف في نفس الوقت.
- مرحلة إقرار الاتفاق Ratifying
المرحلة الخامسة والأخيرة هي مرحلة تنفيذ القرار المهني النهائي. في هذه المرحلة، يتم تطبيق ما تم الاتفاق عليه من قبل الطرفين وفقا للخطوات السابقة. ببساطة، هذه هي المرحلة التي يتم فيها تنفيذ ما تم التوصل إليه من خلال المفاوضات بين الطرفين. على الرغم من أهمية هذه المرحلة وضرورة الاهتمام بتفاصيلها ودراستها بدقة، في النهاية يتم التوصل إلى حل للمشكلة المتنازع عليها وتحقيق رضا الطرفين. وبالتالي، تكون هذه هي النتيجة المرجوة لمبدأ التفاوض.
شروط التفاوض الناجح
- لا بد من تحديد الهدف.
- يجبالحفاظ على تحقيق أكبر قيمة ممكنة من العقد.
- تحديد الحد الأدنى لقبول العلاقة والوصول إلى مفاوضات.
- يتطلب التوازن بين الواجبات والالتزامات، وكذلك التوازن بين المكاسب والخسائر المتوقعة.