ما أسباب استرجاع الذكريات
استرجاع الذكريات المؤلمة
على الرغم من فائدة التفكير الذاتي، إلا أن تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ضار. فالتفكير في مشاكلك وتضخيم محنتك يعزز من شعورك باليأس والإحباط. ربما تتذكر محادثة أجريتها مع رئيسك مرارا في ذهنك، وفي كل مرة تتخيل فيها المناقشة، فإنك تضغط على نفسك بسبب شيء قلته. واستعادة نفس المشهد مرارا وتكرارا تزيد من مخاوفك، أو ربما لا يمكنك التوقف عن التفكير في الألقاب التي أطلقها الآخرون عليك في طفولتك. فتلك التعليقات المؤذية تهاجم عقلك كلما التقيت بأشخاص جدد أو بقيت لوحدك لبضع دقائق، وتعيد استحضار تلك الأوقات المؤلمة، مما يقلل من ثقتك بنفسك ويزيد من اليأس الذي تشعر به.
لماذا يتذكر الإنسان الماضي
إذا كنت تميل إلى التفكير المفرط، فأنت لست وحدك؛ إنها مشكلة شائعة يواجهها معظم الناس في وقت ما. ومع ذلك، فإن الاهتمام بالأحداث السلبية والمشاعر الآلمة ليس جيدًا بالنسبة لك.
- الانغماس في التفكير السلبي يؤدي إلى مشاكل نفسية، حيث تشير الأبحاث إلى أن الاهتمام بالصعوبات والأخطاء والمشاكل التي تواجهنا يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والقلق.
- التركيز على مشاكلك يؤدي إلى استمرار مشاكل صحتك العقلية لفترة أطول، وكلما فكرت أكثر في مشاكلك زادت صعوبة استعادة صحتك النفسية.
- التفكير السلبي هو سلسلة لا يسهل كسرها مع مرور الوقت، فعادة ما يصبح استحضار الذكريات السيئة مرتبطًا بك بدرجة أنه يصعب تغيير طريقة تفكيرك.
- يمكن أن يزيد استرجاع الذكريات من التوتر العاطفي ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل تعاطي المخدرات أو اضطرابات الأكل.
التخلص من الذكريات المؤلمة
إذا كنت تميل إلى التفكير في الذكريات المؤلمة وتلوم نفسك بسبب أخطائك فالتزم بتغيير طريقة تفكيرك، فيتطلب الأمر تدريباً للتوقف عن استرجاع الذكريات والأفكار المؤلمة إن القيام ببعض التمارين النفسية سيساعدك على الشعور بتحسن والتصرف بشكل أكثر نشاط وقدرة على التصرف في الأمور والمشاكل.
تعرف على وقت حدوث ذلك
- كلما زادت شدة استدعاء الذكريات، زادت احتمالية الوقوع في دائرة سلبية صعبة الكسر.
- – “كُن على درايةٍ بعاداتِ تفكيرك، وانتبه جيدًا للأوقات التي تستمر فيها في استرجاع الأحداث المؤلمة في رأسك وإعادة سردها.
- كلما لاحظت ذلك بشكل أسرع، زادت سرعة اختيار التفكير في شيء أكثر إنتاجية.
ابحث عن الحلول
- لا يكون التفكير في مشاكلك مفيدًا ما لم تبحث بنشاط عن حلول لها، لذا يجب عليك أن تسأل نفسك إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به للتغلب على الموقف.
- ” يجب أن تتعلم من أخطائك وتحل مشاكلك حتى تستطيع المضي قدمًا.
تخصيص وقت للتفكير
- يحتاج عقلك إلى فرصة لمعالجة الأحداث التي تحدث في حياتك اليومية.
- احجز 20 دقيقة يوميًا للتفكير أو التعامل مع التوتر والقلق.
- ضع وقتًا للتفكير في جدولك عندما تشعر بالقلق أو تفكر في استرجاع الذكريات خارج هذا الوقت، وقل لنفسك `سأفكر في ذلك لاحقًا`.
- من الممكن أن يساعدك معرفة أن لديك فرصة للتفكير في موضوع مزعج في وقت لاحق على تأجيله.
- سيساعدك الالتزام بالوقت المحدد على التفكير في مشاكلك بطريقة أكثر إنتاجية، بينما يمنعك من معاقبة نفسك عن طريق استعادة ذكريات مؤلمة مرارًا وتكرارًا.
التشتيت الذهني
- في بعض الأحيان، إخبار نفسك بعدم التفكير في شيء معين قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويجعلك تفكر في الأمر أكثر.
- أفضل طريقة لتشتيت انتباهك هي البحث عن مهمة تجعلك مشغولًا، قم بممارسة التمارين الرياضية أو اتصل بصديق للحديث عن موضوع مختلف تمامًا.
- يمكن لمشروع منزلي مساعدتك على تشتيت انتباهك بشكل كبير وتجنب الذهاب بخيالك إلى ذكريات مؤلمة.
ممارسة اليقظة الذهنية
- تحتاج اليقظة إلى التمرين، لكن مع مرور الوقت يمكن أن تقلل بشكل كبير من القدرة على استرجاع الذكريات.
- الوعي بمكانك وبما تفعله يساعدك على عدم الإفراط في رد الفعل أو الانغماس في التفكير بما يجري حولك، لتصبح أكثر وعيًا.
- اليقظة هي صفة طبيعية يمتلكها الجميع ويمكن الحصول عليها في أي وقت إذا أخذنا الوقت الكافي لتقديرها.
- عند ممارسة اليقظة، نمارس فنًا في خلق مساحة لأنفسنا، بمعنى إيجاد مساحة خاصة للتفكير والتأمل ومساحة للتنفس وتحرير مساحة بيننا وبين ردود أفعالنا.
- ابحث عن مكان هادئ ومريح للجلوس، حيث يمكنك وضع قدميك على الأرض والاسترخاء.
- تشعر بأنفاسك وتتابع إحساسك بالتنفس أثناء خروجه ودخوله.
- يجب أن تكون لطيفًا مع عقلك الشارد وعدم الحكم على نفسك أو الاهتمام بالأفكار التي تجد نفسك تائهًا فيها.
كيف يستعيد دماغ الإنسان الذكريات
- منذ الأربعينيات من القرن الماضي، اعتقد العلماء أن الذكريات محفوظة داخل تجمعات من الخلايا العصبية، حيث تسمى هذه التجمعات.
- تعمل هذه الخلايا المرتبطة معًا كمجموعةاستجابة لمحفز معين، وكلما زاد عدد الخلايا العصبية المترابطة زادت قوة الترابط بينها.
- عندما يتم تحفيز محفز مستقبلي الخلايا بهذه الطريقة، فمن المحتمل أن تنشط الخلايا بالكامل.
- يقوم النشاط العصبي الجماعي بنسخ ما نختبره كذاكرة، ولا يزال العلماء يعملون على تفاصيل كيفية عمله.
- لتحويل الذاكرة القصيرة المدى إلى ذاكرة طويلة المدى، يجب تقويتها لتخزين المعلومات لفترة طويلة، وهذه العملية تسمى توحيد الذاكرة.
- تعتبر عملية توحيد الذاكرة هي عملية يتم من خلالها تحويل الخبرات المكتسبة حديثًا إلى ذاكرة طويلة المدى، ويفترض أن يتم ذلك من خلال التغيرات الهيكلية والكيميائية في الجهاز العصبي.
- التوحيد هو الطريقة التي يتم بها معالجة الذكريات عندما تكون لديك بعض الخبرات في الذاكرة القصيرة المدى ولم يتم دمجها بشكل يؤدي إلى تحولها إلى ذاكرة طويلة المدى.
- تشير هذه العملية إلى تحويل الذاكرة القصيرة المدى إلى الذاكرة الطويلة المدى من خلال عملية تضييق، حيث تعمل الخلايا العصبية في الدماغ على إنتاج بروتينات تساعد في ترابط جميع الذكريات معًا.
- تخزن الذاكرة المعلومات وتستخدم بطريقتين رئيسيتين، وهما الترميز ونقل المعلومات، ويتم تصنيف الترميز على المدى القصير والمدى الطويل.
- يحتاج نقل الذاكرة من المدى القصير إلى المدى البعيد إلى التدريب وتنظيم المعلومات.
هناك ثلاث مراحل أساسية تتشكل من خلالها الذاكرة هي:
- التشفير: يشير هذا إلى كيفية تحويل المدخلات الحسية إلى نوع من المدخلات التي يمكن تخزينها كذاكرة.
- التخزين: هذا يشير إلى كيفية الاحتفاظ بالمعلومات الحسية المشفرة التي يتم الحصول عليها من خلال حواس الجسم الخاصة بك.
- الاسترجاع: توضح هذه العبارة كيفية الوصول إلى مخازن الذاكرة الفعلية في الدماغ.
الذكريات في علم النفس
دراسة ذاكرة الإنسان كانت موضوعاً للعلم والفلسفة لآلاف السنين، وأصبحت واحدة من الموضوعات الرئيسية ذات الاهتمام في علم النفس المعرفي. وتشير الذاكرة إلى العمليات المستخدمة للحصول على المعلومات وتخزينها والاحتفاظ بها واستردادها لاحقًا.
يمتلك الإنسان القدرة على حفظ وإسترجاع المعلومات التي تعلمها أو إختبرها، ولكن هذه العملية ليست بدون عيوب، فأحيانًا ننسى أو نخطئ في تذكر الأشياء، وقد لا يتم تشفير الأشياء بشكل صحيح في الذاكرة في المرة الأولى.
يتنوّع نطاق مشاكل الذاكرة، فهي تشمل مشاكل بسيطة مثل نسيان مكان وضع مفاتيح السيارة، وتشمل أيضًا الأمراض الرئيسية مثل مرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف التي تؤثر على الحياة والقدرة على العمل.