اطعمة تسبب الحساسية عند الاطفال
أسباب الحساسية
تتمثل السبب الرئيسي للإصابة بحساسية الطعام في انتهاك الآلية الأساسية لعملية الهضم، ويُطلق عليها في لغة الخبراء تحمُّل الطعام، ومن الناحية البيولوجية، يتمثل ذلك في السماح للمواد الطبيعية بالتسلل إلى تركيبة الطعام داخل الجسم.
ومن جهة أخرى، هذا النظام يوفر حاجزا قويا يمنع تسرب هذه المواد إلى الجسم وتهديد سلامته الوراثية، ويتحرك هذا الآلية بواسطة الجهاز المناعي، ونظرا لأهميتها البالغة لسلامتنا الحياتية، يتكون هذا النظام في الأسبوع السابع من الحمل وتطور الجنين في الرحم.
أطعمة مسببة للحساسية
هناك أطعمة تسبب الحساسية أكثر من غيرها مثل:
- حساسية الحليب .
- حساسية البيض.
- حساسية منتجات القمح.
- حساسية السمك.
- حساسية الصويا.
- حساسية المأكولات البحرية.
- حساسية الفول السوداني.
- حساسية المكسرات.
الأطعمة التي تسبب الحساسية الغذائية للأطفال
يمكن أن تتطور الحساسية تجاه الطعام عند تناول مجموعة متنوعة من المواد الغذائية التي تحتوي على صفات تثير الحساسية. تعتبر البروتينات الموجودة في الطعام الحيواني من المسببات المحتملة للحساسية.
وعلى وجه الخصوص، تشمل هذه الأطعمة تركيبا يختلف عن البروتينات البشرية، مثل بروتينات الأنسجة العضلية للقشريات والأسماك وبيض الدجاج وحليب الثدييات. يجب تجنب هذه الأطعمة بشكل خاص في السنة الأولى من عمر الطفل وحتى السنة الثالثة.
تحتوي الحليب الحيواني كالحليب البقري والماعز على أكثر من 200 نوع من البروتينات التي تسبب الحساسية لدى الأطفال، ولذلك لا ينصح باعتبار وجود نوع من الحليب أخف من غيره.
والأطعمة النباتية تحتوي أيضاً على عدد من الخصائص التي تسبب الحساسية، ويمكن معرفة إذا كان النبات يحتوي على خصائص تسبب الحساسية أم لا من خلال أكتشاف وجود ما يلقب “بروتينات وقاية النباتات”، تلك المادة تقدر على تكسير مادة تسمى الكيتين الحشرية، تحمي النباتات من الفطريات والميكروبات.
عندما تتم تخزين الخضروات والفواكه بشكل غير صحيح، يزداد تركيز المواد التي تسبب النكهة المرة فيها، ولكن عند قطع الجزء الفاسد في الفاكهة، يقل التركيز الذي يُسبب النكهة المرة قليلًا.
قد يعتقد البعض أنه يمكن حماية الطفل من الحساسية الغذائية تجاه نوع معين عن طريق طهيه أو اختيار نوع معالج كيميائي، ولكن الدراسات أثبتت فشل المحاولات لتقليل الخصائص المسببة للحساسية بهذه الطرق.
فعلى سبيل المثال: أثناء إنتاج حليب الأطفال بالطريقة الصناعية، وذلك بسبب البسترة والتجفيف والمؤثرات الأخرى، يقلل ذلك من خصائص بروتين الحليب المسببة للحساسية، ولكن المفاجأة هي أنه بمجرد تخفيفه بالماء فإنه يستعيد خصائص الحساسية.
قد تؤدي عمليات المعالجة الحرارية الطويلة إلى زيادة كبيرة في الخصائص التي تسبب حساسية البروتين، مما يؤدي إلى اتحاد البروتين الموجود في اللبن مع السكر.
يعتبر هذا الاتحاد عبارة عن مركب كيميائي قوي قادر على تسبب الحساسية بشكل كبير، ويحدث ذلك عند إعداد الحليب المكثف المحلى المفضل للأطفال، وكذلك عند التخزين لفترة طويلة تفوق الفترة المكتوبة على العلبة.
هناك أطعمة لا تفقد خواصها المسببة للحساسية مهما تمامًا مهما تم طهيها بأشكال مختلفة، أو عندما يتم هضمها في المعدة، ويمكن أن تسبب الحساسية حتى لو تم تناولها بشكل صغير، ويمكن أن تظهر آثارها بشكل مباشر وسريع.
تحتوي بعض الأطعمة مثل منتجات الأسماك والبيض والمكسرات والعسل والفراولة والشوكولاتة والحمضيات على مسببات الحساسية الملزمة، ولذلك يجب إزالتها من نظام غذاء الطفل.
حماية الرضع من الحساسية الغذائية عند الأطفال
يكون الطفل أكثر عرضة لحساسية الطعام خلال أشهره الأولى، ولكن في حال تلقيه الرضاعة الطبيعية فإنه لن يتعرض لهذه الخطورة، حيث أن حليب الأم يحتوي على كمية قليلة من المواد المسببة للحساسية ويتميز بخصائص مضادة للحساسية بكمية كبيرة.
تسبب التغذية الاصطناعية المبكرة للأطفال حدوث اختراق في الجسم بسبب البروتينات التي تحمل خواص تسبب الحساسية لدى الأطفال، وتحدث الحساسية الغذائية بشكل سريع للأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بها.
وتحدث نفس التأثير السلبي عند إدخال الأطعمة التكميلية بكميات كبيرة أو غير عقلانية بشكل مبكر، وخاصة إذا كانت تلك الأطعمة تحتوي على مكونات ذات حساسية شديدة.
علاج حساسية الطعام
بالإضافة إلى تناول الدواء، يجب على الأم اتباع التعليمات الخاصة بنظام غذائي وقائي للطفل، علمًا بأن لكل طفل نظام غذائي مختلف، لذلك يجب عدم الاعتماد على النصائح غير المتخصصة. ومع ذلك، هناك قواعد عامة يجب على الأم اتباعها لضمان فعالية العلاج والوقاية
- في السنة الأولى للطفل، يجب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية بشكل كامل ولفترة لا تقل عن 6 أشهر، وفي حال حدوث حساسية من لبن الأم – وهي حالات نادرة – يتم تنظيم نظام غذائي خاص للأم يكون مضاداً للحساسية.
- إن توقيت إدخال الأطعمة المكملة وتسلسلها في غاية الأهمية بالنسبة للأطفال المصابون بالحساسية الغذائية، التسلسل يعني من البسيط للمعقد، ولذلك يفضل البداية بالخضراوات فمسببات الحساسية بها أقل من التي توجد في الحبوب، ويفضل أن يكون الخضار مهروساً وعبارة عن نوع واحد فقط، دون إضافة الملح والسكر، فهما السُمان الأبيضان.
- يمكن إضافة الخضروات للطفل اعتبارًا من عمر 5 أشهر، ثم إضافة بعض الحبوب مثل الأرز، ومن المهم مراعاة درجة حساسية الطفل، ويجب أن يكون الخليط الأول خاليًا من الجلوتين.
- ويتم تقديم اللحوم للأطفال المصابة بالحساسية في وقت محدد بداية من عمر 7 أو 8 شهور، لأنها تحتوي على ما يساعد الجهاز المناعي على التطور، مثل البروتين والحديد والزنك، وبالطبع يجب أختيار نوع اللحم الذي يحتوي على قليل من مسببات الحساسية، مثل لحم الأرنب ولحم البقر والديك الرومي.
- عند وجود حساسية غذائية لدى الأطفال، يتم حظر بعض أنواع الأطعمة عنهم، مما يؤدي إلى حرمانهم من بعض العناصر الغذائية الهامة لنموهم. لذلك، يجب تقديم الخلطات الغذائية العلاجية للأطفال بكميات كافية لحمايتهم من نقص المعادن والفيتامينات.
- يُعتبر العديد من المواد الحافظة المستخدمة في الأطعمة من أسباب حساسية الأطفال للأكل، وتوجد بكثرة في المنتجات الصناعية، لذا يجب تجنُب إطعام الأطفال من نفس طبق العائلة، حتى لا يتعرضوا لخطر الإصابة بالمرض، وذلك لأن جهاز الهضم والمناعة للأطفال الصغار لا يتحمل مثل هذه المواد الحافظة.
- إذا كان هناك حاجة لتناول منتجات صناعية، وتريدين حماية طفلك من الأمراض، فيجب مراعاة تناوله للأطعمة المخصصة للأطفال وتنتج في بيئة نظيفة.
- يجب على الأم الالتزام الصارم بتجنب الأطعمة الممنوعة لطفلها المصاب بالحساسية الغذائية، والتقيد بتعليمات الطبيب ومدة النظام الغذائي العلاجي، وتدرك الأم أن هذا الأمر يتطلب جهدا وصبرا، ولكن الالتزام التام يؤدي إلى شفاء الطفل وتقليل العبء والألم على الأم والطفل.
علامات وأعراض الحساسية عند الأطفال
يجب مراقبة تأثير الأطعمة التي تتناولها الأم على الطفل، حيث يعاني واحد من كل 17 طفلًا من حساسية الطعام، وتشمل الأعراض الشائعة لحساسية الطعام:
- تورم العينين والشفتين.
- سيلان بالأنف واحمرار العينين والعطس.
- حكة وبقع جلدية تميل للاحمرار.
- الإسهال أو القيئ.
يمكن أن تكون الأعراض شديدة لدى البعض وخفيفة لدى البعض الآخر، فبعض الأطفال يمكن أن يعانوا من ضيق في التنفس وآلام في البطن وغيرها.