ادبكتب

أشهر كتب الامام مالك

 من هو الامام مالك

أبو عبدالله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر انس بن الحارث بن عينات الاصبحي المدني، وهو ثاني الأئمة الأربعة وصاحب المذهب المالكي، كما أنه أمام دار الهجرة، وقد اشتهر الإمام مالك بحفظه للأحاديث النبوية وغزارة علمه، مما جعل العديد من العلماء يثنون عليه مثل الإمام الشافعي، حيث قال عنه: `إذا ذكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد التابعين`.

يذكر أن جد الإمام مالك هو واحد من أبرز تابعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مالك بن أنس. ووالد جده هو أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو مالك الذي شارك في جميع الغزوات. ومن هنا جاء علم الإمام مالك وحفظه للأحداث النبوية، إذ عاش مع أكثر من 300 تابعي لرسول الله. واعتمد في فتاواه على مصادر تشريعية متنوعة، تشمل القرآن الكريم والسنة النبوية وأعمال أهل المدينة والإجماع والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة والعادات والتقاليد والاستصحاب والذرائ.

كان الإمام مالك معروفا بذاكرته القوية وذكاءه، حيث بدأ بتعلم وحفظ القرآن الكريم، ثم الأحاديث النبوية الشريفة، وكان يركز على حضور دروس العلم عند العلماء والفقهاء. اكتسب المعرفة من تسعمائة شيخ، واشتهر بمهارته وتفوقه في العلم حتى أصبح معلما في سن مبكرة، حيث لم يتجاوز سن السابعة عشرة عندما حصل على شهادة من سبعين شيخا مشهورا عالما. قرر الإمام مالك اختيار مكان خاص للجلوس والدراسة، وكان هذا المكان هو نفس المكان الذي جلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعده كان مكانا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

من أشهر كتب الامام مالك

تميزت مؤلفات الإمام مالك بن أنس بمحتواها الموثوق به من علوم القرآن والسنة النبوية والأحكام الإسلامية، وأشهر مؤلفاته كتاب الموطأ ومن بعده كتاب المدونة الكبرى، وسنتناولهم فيما يلي:

كتاب الموطأ

يعد كتاب الموطأ من أشهر كتب الحديث بسبب تكوينه وترتيبه ومحتواه من الأحاديث والفقه، وكان من أوائل الكتب النبوية الشريفة. وهو مرجع هام للعلماء المسلمين الذين قاموا بشرحه، وقد وصل عدد الشروح عليه إلى عشرة، ويأتي ترتيبه بعد الصحيحين.

وقد بدأ الامام مالك بن أنس في تأليف كتاب الموطأ عندما طلب منه الخليفة ابو جعفر المنصور تقديم كتاب  مجموع فيه كل الأمور التي اجتمعت عليها الأمة الإسلامية والصحابة – اوسط الأمور – من أجل تجنب شدائد عبد الله بن عمر ، وشواذ بن مسعود ، ورخص بن عباس ، حيث مكث على تأليف وتصنيفها أربعين عاما ،ويعد هذا الكتاب مرجعا للمسلمين في أمور دينهم ، وقد امتلك كتاب الموطأ مكانة كبيرة في الأمور التشريعية والفقهية عند كثير من أهل العلم ، فنجد اقوال عديدة من العلماء المسلمين عن “الموطأ” مثل :

  • قول الإمام الشافعي: يعد موطأ مالك أنفع من كتب غيره، فلا يوجد على الأرض كتاب بعد كتاب الله عز وجل أنفع منه، وإذا جاء الأثر من كتاب مالك فهو الثريا.
  • قول ابن مهدي: قال: “لا أعلم من بعد القرآن علمًا أصح من موطأ مالك”.
  • وقول الامام أحمد بن حنبل : “ما أحسنه لمن تَديَّن به”

تم تأليف كتاب الموطأ، الذي يحتوي على الأحاديث النبوية الشريفة التي رواها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفتاوى التابعين له، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم. وأطلق على الكتاب اسم “الموطأ” نسبة إلى أنه جاء لتسهيل الأمور الدينية للمسلمين ومواكبة علماء المدينة المنورة لكتاب الإمام مالك، ووافقوا عليه. والدليل على ذلك هو قول الإمام مالك: “عرضت كتابي هذا على سبعين فقيها من فقهاء المدينة، وكلهم أثنوا عليه، فسميته الموطأ.

ويضم كتاب الموطأ 1270 حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ،منهم ستمائة حديث مسند ، ومائتي اثنان وعشرون حديث مرسل ،وستمائة وثلاث عشرة حديث موقوف ، ومائتي خمس وثمانين حديث من قال التابعين ، وجدير بالذكر أن عدد الأحاديث المذكورة قد يختلف بسبب تباين روايات الموطأ عن الامام مالك.

المدونة الكبرى

كتاب المدونة الكبرى أو الأم، هو أحد أشهر مؤلفات الإمام مالك بعد كتاب الموطأ، ويعد من أهم مصادر الفقه المالكي، حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد كتاب الموطأ، وتعد المدونة مقدمة مهمة لغيرها من الدواوين، وتكون مفيدة بعد الأصل الأول، حيث تقارن بما جاء بعدها، وتعتمد عليها في الفتوى والقضاء والأحكام.

وتتضمن المدونة الكبرى ؛ الأسئلة من الشيخ سحنون عندما رحل إليه الامام مالك من القيروان ، من أجل تصحيح رواية أسد بن الفرات التي رواها  بدوره عن بن القاسم ، ويحكي هذا ، بن القاسم ، وبعد ذلك يقوم الشيخ سحنون بتصحيح رواية أسد بن الفرات ، وتهذيبها ، وتكوينها ، وتبويبها فضلا عن إضافة اجتهادات الفقهاء المالكية الكبار إليها.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى