أسباب وفاة بنات الرسول .. وكم أعمارهم عند وفاتهم

أسماء بنات الرسول وأسباب وفاتهم وأعمارهم

للرسول صلى الله عليه وسلم أربع بنات من زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، وهم: السيدة زينب ورقية وأم كلثوم، والسيدة فاطمة رضي الله عنهم جميعا، ولدوا قبل نزول الوحي عليه. توفيت جميع بنات الرسول صلى الله عليه وسلم قبله إلا السيدة فاطمة، وتوفيت هي أيضا في نفس العام الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو العام الحادي عشر من الهجرة. وكانت أعمار بنات الرسول عند وفاتهن لا تتجاوز الثلاثين عاما، وفيما يلي أسباب وفاتهن

السيدة زينب بنت رسول الله

زينب رضي الله عنها، هي الابنة الكبرى للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجت السيدة زينب من أبي العاص بن الربيع وهو أبن خالتها هالة، وبعد مجيء الإسلام، أسلمت السيدة زينب، وبقي زوجها على الكفر ولكنها ظلت في مكة المكرمة ولم تهاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.

حدثت غزوة بدر وكان زوجها أبو العاص يقاتل مع الكفار ضد المسلمين، وعندما انتصر المسلمون، أسر أبو العاص وأدرج في الأسرى. فحينها، قامت السيدة زينب بنت رسول الله بارتداء قلادة من أجل فداء زوجها، ولا يمكن تجاهل أن هذه القلادة كانت تعود لأمها سيدة خديجة بنت خويلد. وعندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، قال: “ارجعوا لها زوجها وما افتدته به.

هاجرت زينب وزوجها أبو العاص بعد أن أسلما، بعد فترة من هجرة النبي، وعاشا في المدينة لفترة قصيرة، وكانت لديهما ابنة تُدعى أمامة. وفي العام الثامن لللهجرة، توفيت السيدة زينب، وفي ذلك الوقت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمل ابنتها وهو يصلي، ويضعها على الأرض حين يركع.

وسبب وفاة السيدة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو مرضها الشديد حيث إنها تعرضت لوعكة صحية شديدة أثناء هجرتها من مكة إلى المدينة، ففي ذلك الحين كانت حامل، وعلم أهل قريش بهرجتها من مكة للمدينة فخرج رجال أرعبوها بقوس ورمح، فلما خافت السيدة زينب سقط حملها، وحينها عادت مرة أخرى لمكة ثم بعد شهر ذهبت المدينة، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية، فلم تلبس كثيراً حتى توفت دون أن تتجاوز الثلاثين من عمرها.

السيدة رقية بنت رسول الله

رقية هي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم وهي في سن السابعة. تزوجت من ابن أبي لهب، عتبة بن أبي لهب. وعندما نزلت الآية الكريمة `تبت يدا أبي لهب وتب`، أمر أولاده أبي لهب بطلاق رقية. والابن الثاني لأبي لهب كان مخطوبا لأم كلثوم، ابنة النبي أيضا. ففارقتهما الكرامة التي منحها الله لأبناء النبي والهوان الذي أصاب أبي لهب وزوجته أم جميل وأولاده.

بعد فترة قصيرة، أعطى الله للسيدة رقية خيرا، وخطبها عثمان بن عفان، الرجل المسلم الحقيقي ذو النسب الطيب والمال الكثير والعفة. عثمان بن عفان، المبشر بالجنة، وافق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم. وعندما رأى ابنته موافقة بحب وكرامة، تمت الزيجة المباركة. ومع ذلك، كان قريش دائما أسوأ مثال للأشخاص، حيث كانوا يكرهون هذا الزواج.

هاجر عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مع زوجته الحبيبة إلى بلاد الحبشة، وهذه الهجرة هي الأولى لهم، وذلك بسبب قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: `في الحبشة ملكٌ لا يظلم عنده أحد، فإذا خرجتمإليه حتى يجعل الله لكم فرجًا.` وفي تلك البلاد وُلدت السيدة رقية، وأطلقوا عليها اسم عبد الله.

بعد فترة عاد عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية إلى بلادهم الحبيبة، ثم هاجرا مرة أخرى من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فسُميت السيدة رقية ذات الهجرتين نسبةً إلى هجرتها مرةً إلى الحبشة ومرةً إلى المدينة.

وفي العام الثاني من الهجرة مرضت السيدة رقية مرضت شديد، حيث أصابتها الحمى، وفي هذا الحين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجهز لغزوة بدر، فجلس عثمان أبن عفان وأسامة أبن زيد ليرعوها، وعندما وصل زيد أبن الحارثة بالبشارة بفوز المسلمين في الحرب، توفيت السيدة رقية، في عمر الثانية والعشرون من عمرها، ودفنت في البقيع.

السيدة أم كلثوم ابنة رسول الله

السيدة أم كلثوم رضي الله عنها هي الابنة الثالثة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. تمت خطبتها لابن أبي لهب، ولكن الله فصل بينهما تكريما للنبي الكريم وبناته. بعد ذلك، هاجرت السيدة أم كلثوم مع أبيها وأخوتها إلى المدينة المنورة. بعد وفاة زوجة النبي رقية، تزوجت أم كلثوم من عثمان بن عفان تكريما وحبا له. ولقد أطلق عليه لقب “ذي النورين” بسبب زواجه من بنات النبي صلى الله عليه وسلم

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال لعثمان: قالت أم عياش: `يا عثمان، هذا جبريل يخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداقرقية وعلى مثل صحبتها`، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `ما زوج عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء`.

في العام التاسع من الهجرة وفي شهر شعبان، توفيت السيدة أم كلثوم رضي الله عنها. وعندما دخل رسول الله علينا ونحن نغسل ابنته أم كلثوم، قال: `اغسلنها ثلاث مرات أو خمس مرات أو أكثر من ذلك إذا رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور، فإذا انتهينا أذنوا لي`. فلما أذنا له، ألقى إلينا حقها وقال: `أشعروا إياها`.

و الرسول صلى الله عيه وسلم وهو يدفن أبنه أم كلثوم بجوار أختها رقية رضي الله عنها في البقيع كان يردد قول الله تعالى في سورة طه” مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى” صدق الله العظيم، وحين توفت السيدة أم كلثوم كان عمرها سبعة وعشرون عام.

السيدة فاطمة بنت رسول الله

فاطمة، ابنة رسول الله، هي الابنة الصغرى للرسول صلى الله عليه وسلم. وقد ولدت فاطمة رضي الله عنها قبل نزول الوحي بفترة قصيرة، وهاجرت مع والدها إلى المدينة المنورة. ثم تزوجت علي بن أبي طالب، ابن عم والدها، في العام الثاني من الهجرة. وقد قدم لها الإمام علي درعا كهدية زواج، حيث كانت تلقب بفاطمة الزهراء.

تعد السيدة فاطمة واحدة من أعظم النساء في الإسلام، إذ أنها كانت أقرب الناس إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال النبي عنها: `من النساء: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون`.

وفي العام الحادي عشر من الهجرة، وهو نفس العام الذي توفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، توفت السيدة فاطمة رصي الله عنها، في شهر رمضان حيث انتقلت إلى الرفيق الأعلى مع أحبتها، ودفنت في البقيع بجوار أخواتها، في عمر الخامسة والعشرون من عمرها، والبعض يقول أن حينها كان عمرها تسعة وعشرون عام.