كيف يشم الثعبان ؟ .. أين توجد حاسة الشم لديه
الثعابين
يعد الثعبان من الزواحف التي تتغذى على اللحوم، وهو لا يمتلك أرجلا وينتمي إلى فصيلة الحيات. يتميز جسم الثعبان بأنه أسطواني الشكل ومغطى بجلد يحتوي على قشور لامعة تحميه من الاحتكاك والجفاف، ويتغير جلد الثعابين أكثر من مرة في العام الواحد عن طريق فرك جلدها بأي سطح خشبي. لا تحتوي عيون الثعابين على جفون، بل تغطيها قشور شفافة لحمايتها، وهي تعد من الزواحف ذات الدم البارد، مما يجعلها غير قادرة على تنظيم درجة حرارة جسمها الداخلي، وبالتالي فهي غير مناسبة للعيش في الأماكن الباردة
يصل عدد أنواع الثعابين إلى 2900 نوع في جميع أنحاء العالم، ويصل عدد الأنواع السامة من الثعابين إلى 375 نوعًا، ويُعدّ ثعبان البايثون الشبكي هو أطول أنواع الثعابين حيثُ يصل طوله إلى 30 قدمًا أو نحو 9 أمتار، أمّا ثعبان بربادوس هو أقصر أنواع الثعابين حيثُ يصل طوله إلى 4 بوصات فقط أي ما يقارب 10 سم فقط، أمّا ثعبان الأناكوندا فهو أثقل أنواع الثعابين وزنًا، بعض الثعابين تضع بيوضًا، وأغلبها تلد.
أنواع الثعابين
- ثعابين الأصلة: تنتمي إلى الثعابين الضخمة والثقيلة الوزن، وتشمل أنواعًا مثل البايثون والبواء والأناكوندا، وتقتل فريستها بالضغط عليها بقوة عضلاتها العاصرة.
- تعابين العربيد: تقوم هذه الأنواع من الثعابين بقتل فرائسها باستخدام السم الموجود داخل جسمها، ويتحرك هذا السم عبر أنيابها المجوفة، وبعد قتل الفريسة، يبدأ الثعبان في التهامها. وتتنوع أطوال هذه الأنواع من الثعابين، فمنها ما لا يتجاوز بعض السنتيمترات، ومنها ما يصل طوله إلى 4 أمتار، وتشمل هذه الأنواع الكوبرا، وثعبان المرجان، والماميا
- ثعابين الحنش: تنقل هذا النوع من الثعابين السم من خلال أنيابها للفريسة خلال عملية الاستيعاب، ومع ذلك، هناك العديد من الأنواع غير الضارة، بينما تشكل بعض الأنواع خطرًا شديدًا مثل ثعبان الشجر الإفريقي والحنش والثعبان الملك وثعبان الماء وثعبان الرباط والثعبان الأسود.
- الأفعويات: تتضمن أنواع الثعابين السامة الأفعويات الحقيقية، وأفعى الحفرة، والأفعى المجلجلة، وتُعد الأفعويات من أخطر أنواع الثعابين.
حاسة الشم عند الثعبان
يتمتع الثعبان بأنف يشم الروائح التي تنتقل عن طريق الهواء، ولكن يلتقط الروائح التي تنتقل عن طريق الرطوبة باستخدام لسانه الذي يحتوي على شعبتين ويمكنه الحركة بسرعة كبيرة.
عندما يتحرك الثعبان ويخرج لسانه من فمه، يقوم بالتقاط الروائح الكيميائية من الهواء والأرض وينقلها إلى عضو آخر في الفم يسمى العضو الميكعي الأنفي أو عضو جاكبسون، حيث تنتقل الروائح عبر مستقبلات خاصة في عضو جاكبسون، ثم ترسل هذه المستقبلات رسالة حسية إلى مركز الشم في الدماغ لتحديد مصدر الروائح وتفسيرها
تم اكتشاف عضو الشم الخاص بالثعابين من قبل الطبيب الدنماركي لودفيغ في عام 1813، ولكن لم يتم فهم وظيفته إلا بعد وفاته بما يقارب 100 عام، وتم اكتشاف هذا العضو أيضا في الثدييات والزواحف
حاسة الإبصار عند الثعبان
حاسة الإبصار عند الثعابين ضعيفة جدا، وذلك يعود إلى بيئتهم المظلمة التي يعيشون فيها، حيث تعيش الثعابين عادة في جحور مظلمة. ومع ذلك، هناك بعض الأنواع التي تأقلمت على العيش في النهار، وتستطيع الثعابين رؤية الأشياء، ولكنها غير قادرة على تمييز التفاصيل. وتتميز بعض أنواع الثعابين بوجود بقعتين على جانبي الرأس، والتي تستطيع استشعار الأشعة تحت الحمراء، وتحتوي كل بقعة على منطقتين مفصولتين بغشاء، يحوي كل منهما خلايا عصبية حسية، مما يمكن الثعبان من استشعار الفريسة عن بعد. وعلى الرغم من ضعف بصر الكوبرا، فإنها قادرة على تصوير سمها بدقة على عيون الصيادين والأعداء
حاسة السمع عند الثعبان
مع أنّ الثعابين ليس لديها أذن خارجية إلا أنّها ليست صماء، وذلك لأنها تمتلك جهاز للسمع داخل الرأس مرتبط بعظام الفك، يستطيع الثعبان من خلاله الشعور بالاهتزازات، والأصوات المنخفضة، التي يحملها الهواء حيثُ يتمّ انتقل هذه الاهتزازات عبر عظام الفك إلى عظام الأذن الوسطى ثم إلى الأذن الداخلية للثعبان.
تغذية الثعابين
تعد الأفاعي من الحيوانات التي تتغذى على اللحوم، وتستخدم الأفعى الكوبرا سمها لقتل فريستها، ويتم ابتلاع معظم الأفاعي للفريسة بالكامل، في حين تلتف الأفاعي الكبيرة حول الفريسة وتخنقها ثم تبتلعها مثل الثعبان البايثون، ويقوم إنزيمات الهضم في معدة الأفعى بتحليل الفريسة وتحويلها إلى طاقة يستخدمها جسم الأفعى للقيام بجميع العمليات الحيوية.
من المتعارف عليه أن الثعابين تظل لفترة طويلة دون طعام بسبب بطء عملية الأيض لديها، كما أنها قادرة على ابتلاع فرائس كبيرة الحجم بسبب قوة عظام الفك السفلي لديها
حيثُ يتكون الفك السفلي للثعابين من قطعتين غير ملتصقتين، ولكن ترتبط عظام القطعتين برباط مرن يمكنها من الحركة والتباعد بكل السهولة إذا تتطلب الأمر ذلك، كما أنّ عظام فك الثعابين لا يوجد بينها رابط بالجمجمة لذلك فإنها تجد مرونه في الحركة مع القدرة على التهام أي فريسة مهما كان حجمها.
الثعابين والبشر
ترتبط الثعابين بالعديد من القصص والأساطير القديمة، وخاصة في الهند حيث تظهر الكوبرا في العديد من الرسومات وتلتف حول وجه الإله الهندوسي شيفا، كما يتم الاحتفال بها بطريقة وطقوس خاصة وتقدم لها العديد من القرابين.
بالإضافة إلى ذلك، للثعابين دور هام في البيئة حيث تساهم في التخلص من الفئران. ويقوم الإنسان أيضا بتربيتها كحيوانات أليفة. ومع ذلك، ليست العلاقة بين الإنسان والثعابين جيدة على الإطلاق بسبب خطورة العديد من أنواعها على حياة الإنسان، حيث توجد بعض الأنواع التي يمكن أن تقتل الإنسان بسمها في دقائق قليلة. ومع ذلك، هناك أنواع غير ضارة أيضا.
على الرغم من أن الكوبرا الهندية من الثعابين السامة وخطيرة، إلا أن الإنسان استخدمها كوسيلة للترفيه وتسلية الجماهير. يقوم الساحر الهندي بعزف المزمار أمام الكوبرا الموجودة في سلة، وعندما يبدأ العزف، تبدأ الكوبرا في الخروج من السلة والرقص. ومع ذلك، تكون الكوبرا صماء وتقوم بالحركة كاستجابة دفاعية لحركة يد الساحر والمزمار.
أقوى حاسة شم بين الحيوانات
- الدب: على الرغم من أن رأس الدب صغير الحجم بنسبة ثلث رأس الإنسان، فإنه يمتلك أقوى حاسة شم بين الحيوانات. وتعادل المنطقة المسؤولة عن حاسة الشم في دماغ الدب خمسة أضعاف حاسة الشم في دماغ الإنسان، ولذلك فإن حاسة الشم عند الدب تفوق حاسة الشم عند الإنسان بمقدار 2100 مرة. ويساعد ذلك الدب في تجنب الخطر والعثور على رفاقه ومصادر الطعام، حيث يمكنه استشعار رائحة جثث الحيوانات من مسافة تصل إلى حوالي 20 ميلا
- سمكة القرش: تتميز سمكة القرش بامتلاكها حاسة شم قوية تجعلها تشم رائحة قطرة واحدة من الدم بين 100 لتر من الماء، كما يجعل حاسة الشم لديها القادرة على تحديد فريستها من على بعد ميل، ويرجع ذلك لكبر حجم مركز الشم في دماغ سمكة القرش.