ولاة شهدوا الفتنة الكبرى في مصر
تم فتح مصر في أيام خلافة المسلمين، عندما قاد عمرو بن العاص غزواً لمصر، وبعد ذلك تولى حكم مصر، وبعد وفاة عمر بن الخطاب نشبت الفتنة الكبرى وتولى عدد من الولاة حكم مصر .
ولاة الفتنة الكبرى
ولاية عبد الله بن أبي السرح
– عندما تولى عثمان بن عفان أمر خلافة المسلمين بعد عمر بن الخطاب ، و بعدها قام بعزل عمرو بن العاص و قام بتولية عبد الله بن سعد بن أبي السرح ، و كان ذلك في الرابعة و العشرين هجريا ، و يذكر أن سبب العزل أن عمرو بن العاص طلب عزل عبد الله عن ولاية الصعيد ، فقام عثمان بن عفان بعزل عمرو و تولية عبد الله ولاية مصر كلها .
ظهرت بعد ذلك اختلافات واضحة في سياسات كل منهما، إذ كان عبد الله يشدد في جمع الضرائب ويعامل المصريين بقسوة، وكان ذلك نتيجة احتلال الروم للإسكندرية مرة أخرى. وهنا تم إرسال عمرو بن العاص ليتولى أمر الإسكندرية وتمكن من طرد الروم. بعد ذلك، غار النوبيون على مصر وتمكنوا من طردهم، وأقاموا معاهدات بين المصريين والنوبيين .
قيس بن سعد بن عبادة
بعد أن قتل عثمان بن عفان حدثت اضطرابات في كافة الولايات المسلمة ، و كان من بينها ولاية مصر ، تلك التي شهدت عزل عبد الله بن سعد و تولية قيس بن عبادة في السابعة و الثلاثين هجريا ، و كان قيس يعرف بكونه داهية من دواهي العرب ، و قد عمل على استمالة اتباع عثمان الذين يطالبوا بدمه ، و كان على رأسهم معاوية بن حديج ، وقتها كان يرغب في أن يأمن مكرهم ، و لكن هذا الأمر ترك في نفس معاوية بن أبي سفيان علم بأنه لن يقدر على دخول مصر ، و هنا حاول أن يستميل قيس بن سعد و لكنه لم ينجح .
ولاية الأشتر النخعي
تم توليته من قبل علي بن أبي طالب، و كان ذلك في السابعة و الثلاثين هجريا ، وقتها تم إرسال الأخبار سريعا إلى معاوية بن أبي سفيان ، و قد عرف أنه ينحاز ل علي بن أبي طالب ، فضلا عن شجاعته و مقدامه ، و على الرغم من ذلك قام معاوية بإرسال شخص إلى الأشتر ليقتله عندما يصل إلى مصر ، و بالفعل قتل عن طريق سم دس له في العسل .
ولاية محمد بن أبي بكر الصديق
بعد اغتيال الأشتر النخعي، تم تعيين محمد بن أبي بكر الصديق بدلا منه من قبل علي بن أبي طالب، وذلك في السابعة والثلاثين من الهجرة. وكان محمد بن أبي بكر في الخامسة والعشرين من عمره وليس لديه الخبرة الكافية. ونظرا لقلة خبرته، لم يستمع إلى نصيحة قيس بن سعد في كيفية التعامل مع شيعة عثمان بن عفان في مصر، وذلك لتجنب الثورة عليه .
نتيجة لذلك، استغل معاوية بن أبي سفيان الفرصة للهجوم على مصر، وأرسل جيشا مكونا من ستة آلاف جندي لاستعادة مصر، ودارت معركة شديدة بين الجانبين، وانتهت المعركة لصالح محمد بن أبي بكر الصديق، وتم قتل محمد بن أبي بكر في وقت لاحق على يد معاوية بن حديج، ولكن هناك دلائل تثبت براءته من هذه الجريمة، ونظرا لكثرة الانقسامات في تلك الفترة، فقد شهدت العديد من الأحداث المتضاربة التي وقعت بعد مقتل عثمان بن عفان .