وسائل صيد الاسماك قديما
صيد الأسماك من الهوايات الممتعة التي يعشقها الكثير، ويجد العديد من صيادي الأسماك الذين يهوونها الأكثر، أنهم ينفضلون القيام برحلات عائلية والسفر للاستمتاع والترفيه والصيد بحرية. إن الصيد أيضا يعد واحدة من المهن التي تحتاج إلى الصبر والتركيز أثناء العمل، ويجب على الصياد أن يكون على دراية بجميع أنواع الأسماك الموجودة في المكان والتي يمكن صيدها. هناك تنوع في طرق صيد الأسماك ويفضل كل شخص طريقة معينة للصيد. على مر الزمن، تطورت أساليب الصيد، ومع ذلك، فإن هذه المهنة قائمة منذ العصور القديمة، حتى كانت طرق الصيد في الماضي بدائية.
أدوات الصيد المستخدمة قديما
وسائل الصيد القديمة بمحاذاة الشاطئ
في القديم كان الصيادون الموجودون في المملكة و دول الخليج يعتمدون على مهنة الصيد للعيش منها، و تعد هذه المهنة هي الأساسية في المناطق الساحلية قديما، وكانوا يستخدمون عدة وسائل قديمة في الصيد مثل الحضرة و الدغوه و السكار، و إلى يومنا هذا مازالت هذه الطرق موجودة وتستخدم مع التطورات الحديثة، و طريقة الدغوه تعتمد على ظاهرتي المد و الجزر، فعندما كان الماء يصل إلى أعلى مستوياته فكان يتم نصب أوتاد خشبية في مسافات معينة، و كان الشبك يمتد بين هذه الأوتاد و عند حدوث الجزر يرجع الماء و يبقى السمك عالق في الشبك.
أما طريقة الدغوة، فهي تشمل استخدام مركبين متصلين بشبكة كبيرة. يبحر الصيادون لمسافات تصل إلى ثلاثة كيلومترات، ثم يلتفون ويعودون، وبذلك يبقى السمك محبوسا في الشبكة. عند الوصول إلى الشاطئ، يجرون الشبكة بواسطة ثلاثة رجال لجذبها إلى اليابسة واستخراج السمك منها. كانت المراكب المستخدمة في هذه الطريقة تكون قوارب صغيرة تعمل بالتجديف. في الوقت الحاضر، يتم استخدام الدغوة مع مراكب حديثة قادرة على الإبحار لمسافات أعمق بكثير، حيث يتم مد الشبكة بين المركبين لتصل إلى طول يبلغ 400 متر، وبذلك يتم جمع كمية أكبر من الأسماك .
وسائل صيد قديمة في منتصف البحر
من بين الطرق الشهيرة التي ما زالت مستخدمة حتى الآن تعتبر طريقة القراقير، حيث يتم صنعها من سعف النخيل وتوضع فيها قطع من الأسماك وأنواع مختلفة من الطحالب، وتضاف إليها بعض الأحجار لمنعها من الطفو. ثم يلقى القراقير في الماء ويترك لمدة أسبوع أو عشرة أيام، وبعد ذلك يتم جمع الأسماك التي تجمعت فيها. تمكن هذه الطريقة من صيد جميع أنواع الأسماك الموجودة في قعر البحر، ويستطيع الأشخاص المقيمون على السواحل اختيار الأماكن المناسبة لرمي القراقير، وكذلك التمييز بين أماكن تواجد مجموعات الأسماك الجيدة.
في الماضي كان يتم تحديد الأماكن التي يتم فيها رمي القراقير، ويمكن لكل صياد تحديد هذه الأماكن عن طريق النجوم. وفي الوقت الحالي، يتم تحديد هذه الأماكن باستخدام طرق الملاحة الحديثة، ومع التطورات الحديثة، يتم استخدام القرقور المعدني الذي يتميز بحجمه الكبير ويصل إلى عمق 4 أمتار، مما يسمح بجمع أكبر عدد ممكن من الأسماك، ومن بينها الأسماك القاعية التي يمكن جمعها باستخدام القراقير، مثل الشعري والجيش والبدح والمهور والسكال وغيرها الكثير.
تطور وسائل الصيد
من أشهر الطرق الحديثة طريقة الحلاج و هذه الطريقة خاصة الأسماك الموجودة على السطح، أو الأسماك المهاجرة مثل الكنعد و القبقاب فعندما تكون الأسماك موجودة على السطح في أسراب، فيلقي الصيادون الشبك حولها بطرق دائرية بحيث يحاصرونها و يتم صيدها، و تختلف أنواع الشباك التي تستخدم في الصيد على حسب اختلاف أماكن الصيد و اختلاف أنواع الأسماك أيضا، فتوجد شباك السيالة التي تستخدم على السواحل و هي تكون على شكل دائرة كبيرة و يوضح على أطرافها بعض الأثقال التي تصنع من الرصاص، و يتم قذفها في المياه الضحلة فتتجمع فيها الأسماك و تشد بعد ذلك بواسطة خيط مثبت في المنتصف.
أما شبكة الجاروف، فهي طولها عشرين ياردة وتحتوي على عيون قطر العين الواحدة فيها نصف بوصة. يتم وضعها في المياه الضحلة على شكل سلسلة، وعندما يضرب الصيادون على المياه، تدفع الأسماك داخل الشبكة. تعمل هذه الشبكة على صيد نفس الأسماك التي يتم صيدها بواسطة شبكة السيالة. أما شبكة العشاري، فهي شبكة كبيرة وضخمة يبلغ طولها مائة وثلاثون مترا، وعرضها ثلاث قواميس وتحتوي على عيون قطر العين فيها خمسة بوصات. يستخدم هذا النوع من الشباك مع المياه الباردة والعميقة، وتلقى في الليل ومن ثم يتم جمعها في وقت الفجر.