وادي السلام في العراق أكبر مقبرة في العالم

وادي السلام هو موقع عراقي يقع في مدينة النجف، وهو يحوي على عدد كبير جدا من المقابر، وهو أكبر موقع للدفن في العالم، إذ يحتوي على حوالي 6 ملايين مقبرة. لذلك، فقد تم تسجيله ضمن التراث العالمي. في السطور التالية سوف نستعرض جميع المعلومات عن وادي السلام.

وادي السلام أكبر مقبرة في العالم

وادي السلام يحتوي على ما يقدر بنحو 6 ملايين مقبرة من مقابر المسلمين، ولذا فقد نال على شهرة واسعة بين الشيعة على الأخص، الذين أرادوا أن يتم دفنهم هناك لتكون تلك المقبرة شاهدة على مثواهم الأخير، وحتى يكونوا بجوار الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وقد اعتاد المارون التوقف في الوادي وقراءة الفاتحة لكل من دفن هناك، حيث تضم المقبرة الكثير من الشخصيات العلمية والدينية والسياسية والاجتماعية من طائفة الشيعة، كما تحتوي المقبرة على نوعين من المدافن، فتوجد قبور يبلغ ارتفاعها 80 سم، ونوع آخر يسمى السراديب ويصل عمقها إلى حوالي خمسة إلى ثمانية أمتار تحت الأرض.

سبب التسمية

يطلق على هذا المكان اسم وادي السلام لأن كلمة وادي تعني المفرج بين الجبال والأكام والتلال وهو مسلك للسيل أو منفذ، وكلمة السلام هي اسم من أسماء الله العزيز الجليل وتعني التعري من الآفات الظاهرة والباطنة، وبعض المصادر ذكرت أن سبب تسمية المكان بهذا الاسم يعود إلى سيدنا جبرائيل الذي سماه بهذا الاسم وقصده أن من يدفن فيه يسلم من عذاب القبر.

تاريخ مقبرة وادي السلام

يعتبر موقع مقبرة وادي السلام موقعا تاريخيا يستخدم منذ أكثر من 1400 عام ، وهو موقع تراث عالمي مدرج في اليونسكو ، وتشير الإحصاءات إلى أنه خلال حرب العراق تم دفن 200-300 شخص يوميا فيها ، وفي عام 2010 انخفض عدد الموتى الذين يدفنون هناك إلى 100 شخص يوميا ، أي ما يقرب من 500000 جنازة سنويا. وفي عام 2014 ، تم الإبلاغ عن تجاوز المقبرة حدود محافظة النجف وسرقة بعض الأراضي المجاورة لها.

موقع مقبرة وادي السلام الجغرافي

تقع المقبرة في محافظة النجف الأشرف والتي تتبع دولة العراق، حيث يحدها من الجنوب مرقد الإمام علي بن أبي طالب، لذلك سمي هذا الشارع باسم علي بن أبي طالب، ويحدها من الشرق طريق النجف الذي يمتد باتجاه كربلاء، ويحدها من الشمال حي المهندسين، أما من الجانب الغربي فيحدها بحر النجف القديم.

الجذور التاريخية لمقبرة وادي السلام

ذكرت الروايات الدينية أن هذه المقبرة كانت موجودة منذ عصور الإسلام، وكانت تستخدم لدفن الموتى. ومع ذلك، ذكرت بعض الروايات الدينية والتاريخية أنها كانت موقعا لسجود الملائكة لآدم عليه السلام. وفقا لعلي بن أبي طالب، قال: عندما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم، سجدوا على ظهر الكوفة. وتذكرت بعض الروايات أنها تستخدم كمقبرة لعدد من الأنبياء.

المدفونون بمقبرة وادي السلام

يقال في بعض الروايات أن مقبرة وادي السلام تحتوي على مواضع دفن لشخصيات هامة من الأنبياء، مثل قبور الأنبياء هود وصالح وآدم ونوح، وتحتوي أيضا على قبور لملوك وشيوخ وسياسيين وعلماء وفقراء وأغنياء، دون أي اختلاف بين قبورهم جميعا في مكان واحد.

تقاليد الشيعة

يذكر في بعض الكتب الشيعية أن سيدنا إبراهيم عليه السلام اشترى وادي السلام وأن الإمام علي بن أبي طالب وصفها بأنها جنة صغيرة، وعلى هذا يؤمن معظم أتباع الشيعة أن الإمام علي سيشفع للموتى عن طريق ترحيل روحهم من الدنيا إلى الآخرة، ولذلك يتم دفن الموتى بطقوس دينية في المقابر، وتشمل هذه الطقوس

يتم غسل جسد الميت وتكفينه قبل دفنه في المقبرة.

يتم إقامة صلاة الجنازة في ضريح الإمام علي، وبعد ذلك يتم تدوير الجنازة حول الضريح ثلاث مرات.

تتم تلاوة بعض الآيات القرآنية خلال عملية الدفن.

الفئات المدفونة بمقبرة وادي السلام

لم يتقتصر الدفن في مقبرة وادي السلام على عرق أو طائفة محددة، بل تجد فيها دفن المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والأجانب وغيرهم، ولكن يمكن أن نقول إن طائفة الشيعة هم الأكثر دفنا بها لأجل التقرب من قبر الإمام علي بن أبي طالب.