قصة سيدنا هود عليه السلام مع قوم عاد
بعد الطوفان الذي حدث لقوم نوح عليه السلام لم يبقى على الأرض سوى المؤمنون الذين نجاهم الله في السفينة مع سيدنا نوح كما ذكرناها من قبل في مقاله عن قصة سيدنا نوح عليه السلام. وبعد رحيل نوح عليه السلام ،نشأت أقوام متعددة وكانوا يقوموا بعبادة الأوثان، ومن أشهر الأقوام التي قامت بعبادة الأوثان هم قوم عاد.
سنقوم فيما يلي بعرض القصة الكاملة لسيدنا هود وما حدث مع قوم عاد،
من هم قوم عاد:- – يعيشون حياة طيبة في مكان يسمى الأحقاف في شبه الجزيرة العربية، حيث أنعم الله تعالى عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، بما فيها نعمة الأرض التي يعيشون عليها، حيث كانت أراضيهم تنمو بها المحاصيل الوفيرة، وأيضا نعمة الصحة والقوة، حيث كانت أجسامهم طويلة وضخمة، فكانوا يتمتعون بالنعم التي لم تحظ بها أمم سابقة. وكان ردهم على هذه النعم الجحود والإنكار، حيث لم يعبدوا الله عز وجل، بل قاموا بعبادة الأصنام مثل قوم نوح في الماضي. ولم يكتفوا بهذا، بل قاموا بتفسيد الأرض وانتشرت بينهم العداوة والبغضاء. ومع ذلك، كانت حكمة الله عظيمة، فبالرغم من ذلك أرسل الله عليهم النبي هود ليهديهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور .
هود عليه السلام :- كان هود عليه السلام رجلا فاضلا في قومه، وكان أكثرهم فطنة. أمر الله هود عليه السلام أن يذهب برسالته إلى قوم عاد، فأطاع هود ربه وذهب إليهم، وقال لهم إنه نبي من الله وقد جاء ليهديهم. وأخبرهم أن هناك إلها واحدا للكون ولا غيره، ويجب أن يعبدوه ويتوجهوا إليه بالدعاء، طالبين منه الهداية. وأن الأصنام التي يعبدونها لا تنفع ولا تضر. فمن آمن وعمل الصالحات سيكافأه الله بالجنة، ومن كفر به فإن عقابه سيكون في النار وسيعاني من العذاب الأبدي، وحذرهم من أن يغلقوا آذانهم عن الحق ويتجاهلوا ما يقوله لئلا يصيبهم ما أصاب قوم نوح عليه السلام.
رد فعل قوم عاد على هود عليه السلام ونصائحه لهم :- اتهم بالجنون، وكان الناس يتعجبون كيف يمكنه ترك الأصنام وعبادة الذي يتحدث عنه. وقالوا له إنه طائش وسفيه، وأنه ليس نبيا، بل كاذبا.
هل يأس هود عليه السلام من ردود أفعال قوم عاد؟:لم يفقد النبي هود الأمل في إقناع قومه بالإسلام، بل على العكس قال لهم إن الله اختاره لينقل رسالتهم ويدعوهم مرارا وتكرارا دون اليأس، وطلب منهم التفكير بأفكارهم وسألهم من رفع السماء دون أعمدة، ومن خلق الشمس والقمر، ومن خلق الحيوانات، وردد باستمرار: “اعبدوا الله الواحد الأحد واستغفروه واعلموا أنكم ستبعثون بعد موتكم وتحاسبون، فمن عمل صالحا فلنفسه ومن عمل سيئا فهو من الخاسرين.
موقف قوم عاد بعد تمسك هود عليه السلام بنصيحتهم:- – قالوا له إن إحدى آلهتنا قد أثرت فيك بشكل سيء فأصبح عقلك مضطربا، وسألوه من هو الله الذي سيمدنا بالمال ويزيد في قوتنا، وعبروا عن استغرابهم من المفاهيم الغريبة التي يتحدث عنها ومعنى الحساب والجنة والنار، وكيف ستتحول أجسادنا إلى تراب؟؟!!! وعلى الرغم من ذلك ومن جميع المحاولات التي قام بها هود عليه السلام، لم يؤمن به سوى عدد قليل من الناس.
يأس هود عليه السلام :- بعدما نصح هود عليه السلام هؤلاء القوم مرارا وتكرارا وشهدهم على براءته من كفرهم والأصنام، وهددهم بالعذاب والتوعد، ردوا عليه ساخرين وقالوا له: “ما هو هذا العذاب الذي سيصيبنا إذا لم نستجب لدعوتك؟”. فرد عليهم هود عليه السلام بأن الهلاك والعذاب حق ولابد من حدوثه. ثم توجه هود عليه السلام داعيا ربه لنصرته على هؤلاء القوم الظالمين.
عقاب الله لقوم عاد:- – ممنع الله عنهم المطر فجفت الأرض ومات الزرع وأغنامهم ومواشيهم، فقال لهم هود عليه السلام إنه لن ينجيهم إلا بالإيمان بالله.
ولكنهم عندوا وقالوا لن نؤمن بك حتى إذا مُتنا من العطش. واتجهوا إلى أصنامهم طالبين منهم نزول المطر. وامتلأت السماء بالسحاب الأسود فتسائل قوم عاد بدهشة عن ماهذا السحاب ، فقال بعضهم انه سحاب سوف يمطر مطراً غزيراً، ولكن حذرهم هود عليه السلام بإنه ليس سحاباً عادياً ولكنه ريح عذاب ونقمة ستحل بكم عما قليل.
وبالفعل حلت اللعنة على قوم عاد فأشتدت الرياح وأصدرت أصواتاً مخيفة لم يسمعها قوم عاد من قبل وبدأت الرياح تحمل كل شئ في أماكن بعيدة، فقد قذفت الرياح الناس والأشجار والصخور والرمال وكل شئ، وأستمر هذا العذاب من الله لمدة 7 ليال و 8 أيام، فأهلك الله قوم عاد حتى صاروا مثل أعجاز النخل الخاوية .
فقد قال الله تعالى في سورة الحاقة : أما قوم عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها الله عليهم لمدة سبع ليال وثمانية أيام حسوما، وكان الناس في تلك الأيام يصابون بالصرع ويشبهون نخلا خاويا، فهل ترى لهم من باقية
نجا الله نبيه هود والقلة المؤمنة التي كانت معه من عذاب الله، وحدث ذلك بعد أن هدأت الرياح.
*اللهم ردنا إليك رداً جميلاً*
شاهد :
تفاصيل قصة النبي أيوب عليه السلام بالكامل
قصة النبي” العزير عليه السلام “