هل يمكن أن يسبب الهاتف الذكي العمى المؤقت
أصبح الأمر شائعا أن تستيقظ في الليل أو في الصباح الباكر ، وأول ماتبحث عنه وتصل إليه يداك هو هاتفك الذكي ، لإلقاء نظرة على ما يحدث في العالم أو متابعة الجديد في السوشيال ميديا وتفعل ذلك بعين واحدة مفتوحة واحدة مغلقة ، تأخذ نظرة من هنا ومن هناك ومن ثم تدفن رأسك في وسادتك .
بعد تسجيل الدخول ومتابعة أخبار الأصدقاء والعائلة وتصفح الأخبار والأسهم وأسعار العملات، يمكن أن تصاب بالعمى في العين التي كانت تركز على الهاتف، وهذا ما يسمى بظاهرة العمى الذكي العابر .
تشخيص العمى المؤقت
وفقًا لتقرير نشر في مجلة نيو إنجلند الطبية، تم تشخيص حالتين فقط من النساء (وهي عينة صغيرة جدًا للتأكد) بوجود ضعف في الرؤية أو عمى قصير المدى ناجم عن استخدام هواتفهن الذكية في الظلام بعين واحدة .
اشتكت هاتان الحالتان لأطبائهما من العمى المؤقت أو ضعف البصر لعدة أشهر، ولم تكشف مجموعة متنوعة من الفحوصات الطبية عن أي سبب يفسر هذه المشكلة، مع عدم وجود أعراض مقدمة أو أي شيء يكشف عن سببها. في النهاية، طلبت النساء المساعدة من مجموعة من أخصائيي العيون في لندن، الذين تمكنوا من تشخيص الحالة بسرعة كبيرة بعد الاطلاع على عاداتهم اليومية .
قال د/جوردون في مستشفى Moorfield في لندن : أنا ببساطة طلبت منهم ، ماذا كانوا يفعلون بالضبط عندما حدث هذا ؟ ، وبعدما تم أخذ إجاباتهم والتمحيص فيها ، تم كتابة التقرير التالي : ” كشفت المتابعة و التاريخ بالتفصيل أن هذه الأعراض لم تحدث إلا بعد عدة دقائق من مشاهدة شاشة الهاتف الذكي في الظلام أثناء الاستلقاء على السرير . “
تفسير الباحثين لهذا العمى المؤقت
هذا ما يعتقد الباحثون أنه يحدث ، عندما يتم النظر إلى الهاتف الذكي بعين واحدة ، تصبح العين الأولى متكيّفة بالضوء ، بينما تبقى العين الأخرى مظلمة ، هذا ما يسمى ” التبييض التفاضلي للصورة الضوئية ” ، وبمجرد عودة كلتا العينين إلى الظلام ، يبدو أن العين المكيّفة بالضوء تتعمّى عندما تتكيّف وترجع مرة أخرى لتلائم العين المكيّفة المظلمة ، إنها عملية تسمى scotopicوالتي تعني الرؤية في الضوء الخافت .
يعتقد الباحثون أن العمى المؤقت لا يسبب ضررا دائما، ويمكن إصلاحه بسهولة، ولكن يجب تجنب النظر إلى هاتفك الذكي بكلتا العينين في المرة القادمة .
يأتي هذا البحث بعد سلسلة من الدراسات التي تحدثت عن سبب جعل النظر إلى الهاتف الذكي قبل النوم يؤثر على القدرة على النوم، فربما حان الوقت للعودة إلى الكتب المطبوعة وترك هذه التقنية في وقت متأخر من الليل .