هل يزيد الكافيين او يعالج نوبة الشقيقة
نبذة عن الكافيين ونوبة الشقيقة
الكافيين يمكن أن يكون علاجا أو محفزا لنوبات الشقيقة، ورغم أن الأمر يبدو غريبا في البداية، إلا أن الأبحاث تؤكد أنه يمكن أن يكون محفزا للشقيقة، ولذلك من الضروري معرفة ما هي المحفزات الخاصة بكل شخص على حدة.
أسباب نوبة الشقيقة
عادة ما يتعامل الأشخاص المصابون بالشقيقة مع صداع متكرر، نابض وقد يكون شديدا، ويستمر هذا الصداع لفترة تتراوح بين بضع ساعات وحوالي 3 أيام، وقد يتضمن أحيانا أعراضا مثل الحساسية للضوء والصوت، الغثيان والقيء.
سبب نوبة الشقيقة غير معروف، ومع ذلك يمكن أن يكون ناتجا عن التغيرات المؤقتة في المواد الكيميائية والأعصاب والأوعية الدموية في الدماغ .
عندما يحاول الباحثون استكشاف سبب الشقيقة، اكتشفوا أنها يمكن أن تحدث بسبب العديد من المحفزات، وتشمل هذه المحفزات مهيجات الصداع النصفي
- التوتر
- التغيرات في النوم
- التجفاف
- الحمية
- الروائح القوية
- الأضواء الساطعة
- التغيرات في الطقس
- الهرمونات
قد تؤدي الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة في بعض الأحيان إلى زيادة عدد النوبات إذا تم استخدامها لأكثر من 10 أيام في الشهر.
هل يمكن أن يخفف الكافيين من نوبات الشقيقة
العديد من الأدوية المستخدمة لعلاج الصداع، مثل الأكسدرين والميدول، تحتوي على الكافيين، وذلك لأن الكافيين يقلل من الشعور بالألم من خلال تأثيره على مستقبلات الأدينوزين، والتي تؤثر على إشارات الألم في الدماغ.
على الرغم من استمرار الأبحاث حول العلاقة بين الكافيين والشقيقة، يُعتقد أن الأدينوزين يتصل بالعمليات الفسيولوجية المرتبطة بالشقيقة، وقد يساعد الكافيين على تقليل الألم المرتبط بنوبات الشقيقة من خلالتأثير على مستقبلات الأدينوزين.
مستوى الاستهلاك اليومي للكافيين وتكرار تناوله يؤثر بشكل كبير على الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها من الكافيين.
هل يمكن أن يحرض الكافيين نوبات الشقيقة
على الرغم من أن الكافيين يمكن أن يخفف من نوبات الصداع، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية، مثل الصداع الذي ينتج عن استخدام كميات كبيرة من الكافيين، والذي يحدث عند تناول جرعات زائدة من أدوية الصداع التي تحتوي على الكافيين في الشهر الواحد
العامل الآخر هو انسحاب الكافيين، يمكن للدماغ أن يطور اعتماد أو إدمان للكافيين في حال شربه بشكل منتظم، وعند عدم الحصول على الكافيين ليوم ما، أو عدم الحصول على الكمية اليومية التي يحصل الشخص عليها عادةً، يمكن أن تظهر عليه أعراض الانسحاب، واحدة من أعراض الانسحاب هي الصداع، الذي قد يتحول إلى نوبة شقيقة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الكافيين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالصداع النصفي المزمن، وهو نوع من الصداع الذي يستمر لعدة أيام في الشهر.
فيما يتعلق بتأثير الكافيين على نوبات الصداع النصفي، أظهرت الدراسات أن هناك طريقتين رئيسيتين يمكن أن يؤدي فيها الإفراط في تناول الكافيين إلى تأثيرات فيزيولوجية سلبية:
- قد يؤثر تناول الكافيين سلبًا على امتصاص المغنيسيوم، وهي مادة غذائية مفيدة لعلاج الاضطرابات المزمنة مثل الشقيقة.
- تعمل القهوة كمدر للبول عند تناولها بكميات كبيرة، مما يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، والجفاف هو عامل محفز للصداع النصفي.
يمكن أن تكون كمية قليلة من الكافيين الموجودة في أدوية الصداع أو كوب من القهوة مقبولة، ولكن استخدام كميات كبيرة من الكافيين يمكن أن يحفز نوبة الصداع، ويمكن أن يعود ذلك إلى الانسحاب من الكافيين، وسوء امتصل المغنيسيوم، أو التجفاف.
هل يرتبط الصداع بأعراض انسحاب الكافيين
في حال ظهور الصداع بعد بضعة ساعات من آخر كوب من الكافيين أو في حال ظهور الصداع بعد نسيان شرب كوب القهوة أو مشروب الطاقة، فإن هذا دليل على أن نوبة الشقيقة مرتبطة بنقص كمية الكافيين، عادةً تظهر أعراض الصداع المرتبط بانسحاب الكافيين في منتصف النهار إلى وقت متأخر في الصباح، لأن الكثير من الناس يبدأون يومهم بشرب كوب من القهوة.
يمكن أن تكون أعراض الصداع المرتبط بانسحاب الكافيين مختلفة عن نوبة الشقيقة، ويمكن أن يكون الصداع خفيفًا أو معتدلًا، ولا يتميز الصداع المرتبط بانسحاب الكافيين بنفس مزايا صداع الشقيقة.
الكافيين يمكن أن يرتبط بصداع فرط استعمال الأدوية
تعرّف الجمعية الدولية للصداع صداع الإفراط في استخدام الأدوية على أنه صداع يستمر لمدة 15 يومًا أو أكثر في الشهر لدى الأشخاص المصابين بالصداع الأولي مثل الشقيقة، ويحدث بسبب استخدام الأدوية للصداع بشكل مفرط ومنتظم لمدة أكثر من ثلاثة أشهر.
تتضمن الأدوية التي يرتبط استخدامها بإساءة استخدام الأدوية مسكنات الألم التي تحتوي على الأسبرين والكافيين وغيرها.
لا يقتصر الصداع المرتبط بفرط استهلاك الأدوية على الأدوية التي تحتوي على الكافيين فقط، حيث إن مستويات الكافيين التي تتراوح بين 100 إلى 200 ملغ يوميًا تكفي لتسبب الصداع المرتبط بهذه المشكلة.
الكافيين كعامل خطر لنوبات الشقيقة
لا يوجد دليل على أن استهلاك كميات كبيرة من الكافيين يعتبر عاملاً خطرًا لتطور الشقيقة المزمنة، وتحدث الشقيقة المزمنة عندما يعاني الشخص من صداع يتصف بمواصفات الشقيقة لمدة 15 يومًا أو أكثر.
يتوقع أن تصيب الشقيقة المزمنة حوالي 1 إلى 2% من عدد السكان العام وحوالي 8% تقريبًا من الأشخاص المصابين بالشقيقة، ويتحول حوالي 3% من الأشخاص المصابين بنوبات الشقيقة إلى الإصابة بالشقيقة المزمنة كل عام.
كيفية العلاج والوقاية من نوبات الشقيقة
لا يوجد علاج للشقيقة، ولكن هناك بعض العلاجات التي يمكن استخدامها لتخفيف الأعراض
هذه العلاجات تتضمن:
- تشمل مسكنات الألم العديد من الأدوية بدون وصفة طبية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين
- تُعد التريبتان من الأدوية التي تؤثر على التغيرات في الدماغ التي قد يكون لها دور في تسبب الشقيقة
- الأدوية المضادة للقيء هي الأدوية التي يتم استخدامها لتخفيف الشعور بالغثيان.
خلال نوبة الشقيقة، يجد العديد من الأشخاص أن النوم أو الاستلقاء في غرفة مظلمة يمكن أن يساعد على تخفيف نوبة الشقيقة.
كيفية الوقاية من الشقيقة
إذا لاحظ الشخص وجود سبب واضح للصداع النصفي، مثل التوتر أو بعض أنواع الطعام، فإن تجنب هذا العامل المحرض يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالصداع النصفي.
يمكن للشخص إجراء بعض التغييرات في نمط حياته، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام و• الحصول على قدر كافٍ من النوم والتغذية السليمة وشرب كميات كافية من الماء وتقليل استهلاك الكافيين والكحول.
إذا كانت الشقيقة قوية أو إذا حاول الشخص الابتعاد عن المحفزات الشائعة للشقيقة دون جدوى، فإن الطبيب يمكنه وصف بعض الأدوية التي تساعد على الوقاية من هجمات الشقيقة.
تحتوي الأدوية المستخدمة لمنع نوبات الشقيقة على توبيراميت المضاد للنوبات وبروبرانولول المستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يستغرق الأمر بضعة أسابيع لتحسن أعراض الشقيقة.
إذا كنت من محبي القهوة، يمكنك محاولة تقليل كوب واحد من القهوة يوميًا، أو شرب مزيج القهوة نصف كافيين ونصف قهوة منزوعة الكافيين. يمكن أن يساعد الانتقال ببطء إلى القهوة المنزوعة الكافيين على مدى أسابيع في تقليل محتوى القهوة والحد من أعراض الانسحاب.