صحة

هل يؤثر الصرع أثناء الحمل على الجنين ؟

الصرع هو حالة مرضية مزمنة أو اضطراب مزمن أو مجموعة من الاضطرابات التي تتميز بالتكرار ولا يمكن التنبؤ بحدوثها، وتمثل نوبة الصرع خللا وظيفيا مؤقتا في الدماغ، وتنتج عن تفريغ الخلايا العصبية للكهرباء الزائدة في الدماغ. وتعاني العديد من النساء من الإصابة بالصرع، ولكن ماذا إذا كانت المرأة حاملا؟ وكيف يمكن للصرع أن يؤثر على الجنين؟ اتبعي المقالة لتعرفي على الأعراض والمخاطر والآثار .

أعراض الصرع أثناء الحمل
على الرغم من أن بعض أعراض الصرع تشبه أعراض الحمل، إلا أنه يوجد بعض الأعراض الخاصة بالصرع، ومن المهم الاطلاع عليها
– صداع الراس
– تغييرات في المزاج أو مستويات الطاقة
– دوخة
– إغماء
– ارتباك
– فقدان الذاكرة

يقدر المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NINDS) أن نسبة الأشخاص المصابين بالصرع في الولايات المتحدة تبلغ 1٪ من السكان (حوالي 2.5 مليون شخص). وتشير التقديرات إلى أن حوالي 40٪ من النساء المصابات بالصرع يعانين من نوبات متكررة خلال فترة الحمل. يعود السبب وراء ذلك إلى أن الأدوية المضادة للصرع قد تعمل بشكل مختلف أثناء الحمل، وبالتالي قد يحتاج الطبيب إلى تغيير العلاج خلال فترة الحمل. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الأمهات المصابات بالصرع من غثيان الصباح مرتين، الأولى كجزء من أعراض الحمل والثانية بسبب تناول العلاج الذي قد يسبب حالة من الغثيان حتى يتم امتصاصه الجسم .

هل تؤثر الصرع أثناء الحمل على الجنين

يحدث انقطاع مؤقت في التنفس للجنين خلال نوبة صرع توترية ارتجاجية التي تخوضها الأم، وعلى الرغم من ندرته، يمكن أن يؤدي إلى نقص الأكسجين للجنين. كما يمكن أن تتسبب نوبات التشنج التوتري الارتعاشي، التي تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى، في تباطؤ معدل ضربات قلب الجنين لمدة تصل إلى 30 دقيقة بعد النوبة، وهذا يشكل خطرا على دماغ الجنين الذي يحتاج إلى المزيد من الأكسجين. ويمكن أن يؤدي هذا النوع من المخاطر فيما بعد إلى العديد من المشاكل مثل الصدمات النفسية .

ما هي مخاطر الصرع أثناء الحمل ؟
يمكن للصرع أن يؤثر على الحمل بعدة طرق، فعند حدوث نوبات الصرع خلال الحمل، يمكن أن تحدث مضاعفات تؤثر على الطفل، مثل:
– تباطؤ معدل ضربات قلب الجنين
– الانفصال المبكر للمشيمة عن الرحم
الاجهاض بسبب الصدمة نتيجة نوبة الصرع
الولادة المبكرة

الأدوية المضادة للصرع أثناء الحمل
أحد الشواغل الرئيسية لكل الأمهات اللاتي يعانين من الصرع هو كيفية تأثير الدواء على الطفل . ومن المتوقع في حوالي 4-6% من الات النساء المصابة بالصرع أن تنجب طفلاً مع عيب خلقي نتيجة الآثار الجانبية للأدوية العلاجية المضادة للصرع ، بعضها عيوب خفيفة مثل الأصابع والأظافرالصغيرة ، والتي من المرجح أن تنمو مع طفلك. ومع ذلك، هناك المزيد من العيوب الخلقية الكبرى مثل السنة المشقوقة ، الشفة المشقوقة، وعيوب الأنبوب العصبي، وتشوهات القلب ، و يجب عليك استشارة طبيبك عن الأدوية العلاجية عندما تخططين للحمل؛ فقد يوصي الطبيب بتغيير الدواء أو تقليل الجرعات من الدواء الحالي . وتحت أي ظرف من الظروف يجب عليك التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب.

تدابير وقائية : هناك خطوات يجب اتخاذها إذا كنت تعاني من الصرع وتريدين التأكد من سلامة الحمل، ومن بينها الآتي:
ينبغي استشارة الطبيب قبل الحمل إذا كنتِ تخططين له، لأن الطبيب سيستفسر عن تاريخكِ الطبي لتحديد الحاجة إلى تغيير الأدوية الخاصة بكِ، وذلك حفاظًا على صحة الجنين .

تحدث مع طبيبك حول استخدام حمض الفوليك، حيث يمكن استخدامه قبل وأثناء الحمل لتعزيز صحة طفلك. قد تتداخل الأدوية المضادة للصرع مع مستويات حمض الفوليك في الجسم، وتنخفض هذه المستويات المنخفضة يمكن أن تسبب عيوب في الأنبوب العصبي. أظهرت الدراسات أن تناول حمض الفوليك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يقلل من خطر إصابة الجنين بشلل الحبل الشوكي. ومع ذلك، من الأهمية بمكان استشارة الطبيب قبل تناول حمض الفوليك، حيث يمكن أن يتفاعل مع بعض الأدوية المضادة، مما يقلل من فاعليتها ويزيد من احتمالية حدوث آثار جانبية.

ماذا بعد ولادة الطفل : يمكن أن يسبب المخاض والولادة ضغطًا هائلاً على جسم المرأة، مما يؤثر على صحتها ورفاهيتها. وقد أظهرت الدراسات أن الأم يمكن أن تكون أكثر عرضة لنوبات الصرع خلال اليومين الأولين بعد ولادة الطفل. وتشمل العوامل المساهمة في حدوث نوبات الصرع بعد الولادة:
–  قلة النوم
– فرط الإجهاد
– الألم جسدي
فشل / عدم قدرة النساء على تناول الأدوية
من المهم للأمهات أن يتمنحوا قسطًا من الراحة وأن يتجنبوا الإجهاد، وأن يتناولوا الأدوية المحددة لهم من قبل الطبيب، وأن يحصلوا على مساعدة من العائلة والأصدقاء، وكل هذه هي بعض الطرق للحد من التوتر لدى الأمهات.

هل يمكن للأم التي تعاني من الصرع إرضاع طفلها؟
تشجع العديد من النساء المصابات بالصرع على الرضاعة الطبيعية للأطفال نظرًا للفوائد العديدة التي يوفرها حليب الثدي للطفل. ومع ذلك، فمن المهم دائمًا التحدث مع الطبيب لتقييم فوائد الرضاعة الطبيعية مع استخدام الأم للدواء المعالج للصرع.

مقالات ذات علاقة بالصرع :
الصرع في سن المراهقة
علاج نوبات الصرع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى