هل من الممكن أن يكره الابن والده ؟.. وماهي الأسباب
نفور الأبناء من الآباء
ندرك جميعا أن الآباء يحملون حبا غير مشروطا لأطفالهم ويرغبون في أن يشعروا أطفالهم بنفس الحب تجاههم. إنهم يهتمون بالاحتياجات ويكافحون من أجل سعادتهم ويدعمونهم في كل ما يلزمهم.
يمكن للآباء أن يتعلموا عادات وسلوكيات سامة تؤدي إلى ارتكاب أخطاء غير مجدية لأطفالهم، وتؤثر بشكل متفاوت عليهم حسب سلوك الطفل واستجابته، مما يؤدي إلى شعور الأطفال بمشاعر مختلفة تجاه والدهم، على الرغم من احترامهم له، وربما يمكن أن يكرهوهم.
أسباب كره الابن لأبيه
تحتوي هذه القائمة على عشرة صفات للآباء السامين التي يكرهها الأطفال أكثر من غيرها، والتي يمكن أن تتسبب في تشوههم النفسي.
1- التلاعب بالطفل
إنه سلوك مريض وغريب جدا، وربما لم تسمع عنه من قبل. يشبه التلاعب بدمية بلا وعي، وهناك الكثير من الآباء الذين يتلاعبون بأبنائهم بدون وعي أو بوعي، وبهذه الطريقة يؤذون أطفالهم. يكتشفون نقاط ضعف أطفالهم ويستغلونها ضدهم لتحقيق ما يرغبون فيه، مثل المساومة والضغط النفسي غير المباشر، لتحقيق رغباتهم دون بذل جهد لإقناعهم.
2- الإساءة الجسدية واللفظية
هناك آباء يسيئون معاملة أطفالهم بشكل مباشر من خلال الضرب بدرجات مختلفة من الشدة والعنف، وبأشكال مختلفة، حيث يتعامل بعض الآباء بالضرب كطريقة أساسية للتعامل، ويستخدم آخرون توابل حارة بشكل متكرر لملء فم الطفل، ويوجد آباء عنيفون لدرجة حرق يد أطفالهم بتسخين سكين أو ملعقة كطريقة للتأديب، والمشكلة الكبرى هي استمرارية الضرب دائما، وفي بعض الأحيان تسمع عن أب يضرب أطفاله حتى يصل إلى كسر عظامهم أو تسبب في كدمات يصل بها الحال لبتر الجزء المصاب.
قد يعتقد البعض أن تلك الحوادث مبالغ فيها ولا تمت للحقيقة بصلة، ولكن بالأسف تعكس واقعا مؤلما يعانيه الكثير من الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء، وغالبا ما تكون آثار الإساءة على جسد الطفل واضحة كعلامات الكدمات والجروح، ويتساءل الآن الكثيرون: هل يمكن للطفل الذي يتعرض للإيذاء من قبل والده أن يحبه؟ بالطبع لن تكون مشاعره مثل مشاعر الطفل الذي يتلقى الحنان والرعاية دون تعرض للإساءة الجسدية.
ولكن العنف الموجه من الأباء ليس بالضرورة أن يكون من خلال العنف الجسدي، فكثير من الآباء الذين يرفضون العنف الجسدي يستخدمون العنف اللفظي والصراخ والسب والترهيب والصوت المرتفع والإساءة بالنظرات التي تعني الحقير والتقليل من شأن الطفل والإهانة العلنية أمام أصحابه والعائلة، وبالطبع ينتج عن هذا السلوك المتكرر تراكمات في نفس الطفل تصل لخلق مشاكل خطيرة للغاية في احترام الطفل لذاته وصورتهم عن أنفسهم وكسر وضعف ثقتهم بأنفسهم.
تمنع جميع هذه المشكلات الأطفال من التوافق مع حياتهم ومحيطهم ومشاعرهم تجاه الحياة والمستقبل. يمكن أن يؤدي ذلك في بعض الأطفال إلى فقدان الشعور بالأمان ومشكلات نفسية عميقة تعيق تطورهم النفسي الصحيح، وهذا وصف سريع وغير دقيق للأذى النفسي الذي يسببه العنف الذي يمارسه الآباء على الأبناء، لأن الأمر أعمق بكثير من ذلك.
يحتاج الأمر من الآباء إلى الاطلاع على كتب وأبحاث متخصصة أو التواصل المباشر مع طبيب نفسي متخصص في علاج الأطفال لشرح الأثر السلبي والأبعاد العميقة له والإجابة على جميع التساؤلات، ولكن بالنسبة للتساؤل الأكثر شيوعا في أذهان الآباء وهو كيف يختلف تفاعل أطفالهم مع طريقة تربيتهم وتوجيههم على الرغم من أنهم يتبعون نفس الأسلوب؟ والإجابة بإختصار هي أن السبب يكمن في اختلاف شخصيات الأطفال ومدى حساسيتهم، مما يؤدي إلى تفاعلات مختلفة وتسبب أضرارا يصعب نسيانها.
3- زيادة المودة تجاه الإخوة
عند وجود طفلين أو أكثر في الأسرة، فمن المتوقع أن يشعر الأخوة بالحسد لأن الطفل يمكن أن يعتقد أن الوالدين يحبون أخيه أكثر، وفي هذه الحالات يقول الآباء إنهم يحبون أطفالهم بالتساوي، ولكن في بعض الأحيان دون وعي يميل الآباء إلى طفل معين من بينهم ربما يكون هو الأكثر طاعة.
عندما يحدث هذا يشعر الطفل الآخر بأنه مهجور ويعتقد أنه غير مرغوب ولا أحد يحبه أو يشعر بالحقد والغيرة من أخيه، يحدث هذا عندما يكون أحدهما أكثر تفضيلًا من الآخر لأي سبب من الأسباب، وغي أسر كثيرة تجد لديهم أيضًا أن هناك طفل مفضل لا يرتكب أي خطأ على الإطلاق ويكون الآخر هو المسؤول عن كل ما يحدث.
4- الإفراط في الحماية
يتمتع جميع الأطفال تقريبًا بحماية من آبائهم، ولكن في بعض الأحيان يكون هذا الحماية مفرطًا، والحقيقة هي أنه لا يحب أي طفل والده يسأل دائمًا عن كل ما يفعله أو كيف يفعله ويفرض سيطرته على التفاصيل.
غالبا ما نمنع أطفالنا من القيام بأشياء يرغبون فيها دون إبداء أسباب واضحة، والسبب الحقيقي يكون الخوف من حصول أذى لهم. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الحماية الزائدة إلى سلب حرية الأطفال، وهذا خاطئ لأن الحرية أمر أساسي لتنمية نموهم النفسي السليم. ويقال إن كل شيء يخرج عن نطاقه يتحول إلى شيء سلبي.
5- المتطلبًات الكثيرة
يرغب جميع الآباء بتفوق أبنائهم في جميع المجالات ويتحول الأمر إلى منافسة كبيرة، وغالبًا ما يجبر الآباء أطفالهم على التفوق في كل شيء بما في ذلك ما لا يحبونه، والنتيجة العكسية هي أن الضغط الذي يفرضه الوالدان يسبب الخوف في نفس الطفل.
6- التسلط وعدم التسامح
عادةً ما يكون الآباء صارمين جدًا مع أطفالهم، وقد تتجاوز صرامتهم حدود ما يستطيع الأطفال تحمله. يُطلب من الأطفال اتباع قواعد معينة وتطبيقها، وإذا لم يفعلوا ذلك يتم توبيخهم أو معاقبتهم. وقد يؤدي التوبيخ المتكرر إلى انعدام الأمان لدى الأطفال.
7- كسر القدوة
إذا تم انتقاد المثل الأعلى، فقد تنكسر فكرة أن الأب كائن مثالي، ولا ينصح الآباء بمحاولة إظهار أخطاء بعضهم البعض أمام الأطفال.
في العلاقات الشخصية التي تتميز بالتواصل الفعال، وخاصة بين الأب والابن، فإن التعليم الصحيح لهما يعد أمرًا مهمًا جدًا، حيث يتجنب بعض الآباء الحديث مع أطفالهم، ولكن يجب عليهم ألا يفكروا فقط في متى وكيفية الحديث معهم، بل يجب أن يكونوا أيضًا جيدي الاستماع إلى أطفالهم.
9- عرض أحلامك على أطفالك
غالبًا ما يفرض الآباء أحلامهم على أطفالهم حتى لو كان الأطفال لا يريدون تحقيقها، ويتخذ الآباء القرارات المناسبة لتحقيق هذه الأحلام، بغض النظر عن رغبات الأطفال.
على سبيل المثال، إذا لم يستطع الأب أن يحقق حلمه في أن يصبح طبيبًا على الرغم من محاولته، فسيجبر ابنه على متابعة هذا الحلم وتحقيقه، حتى لو كان يرغب الابن في أن يصبح لاعب كرة سلة.
10- لا يكون الأب مثالاً لما يفعله
من أهم الأسباب التي تجعل الأطفال يكرهون والديهم هو اختلاف أفعالهم وتوجيهاتهم. بلا شك، في وقت ما من حياتك، وجدت أحد والديك يفعل شيئا علموك ألا تفعله، مثل الشجار أو الكذب، وحتى عدم الوفاء بالوعود.