هل مرض التيفوئيد معدي
تعد حمى التيفوئيد مرضا معدا يطلق عليه أيضا اسم الحمى التيفية والحمى التيفونية. يحدث هذا المرض نتيجة تناول أنواع معينة من السلمونيلا الملوثة للطعام والشراب. إنه من أقدم الأمراض التي أصابت الإنسان على وجه الأرض، وقد أثبت العلماء على وجود إصابة الإنسان بحمى التيفوئيد. يعد هذا المرض مماثلا لشلل الأطفال وكان من الصعب السيطرة عليه بسبب الفقر وظروف الحرب والفوضى التي كانت منتشرة في جميع أنحاء العالم. هناك أيضا أكثر من ألف نوع من البكتيريا التي تسبب هذا المرض. يعد النظافة ووجود نظام صحي أعداء رئيسيين لهذا المرض، ولا يزال يعتبر مرضا خطيرا جدا في الدول الفقيرة
بعد تناول الطعام الملوث، تخترق بكتيريا السالمونيلا الأمعاء الدقيقة وتدخل الدم بواسطة كرات الدم البيضاء للكبد والطحال والنخاع، وتبدأ في التكاثر في الأعضاء وتعود مرة أخرى إلى التدفق الدموي، ويظهر الحمى والحرارة خلال هذه المرحلة وتستطيع اكتشاف المرض من خلال مزرعة البراز، يعد هذا المرض وفقا لمنظمة الصحة العالمية من أخطر الأمراض، حيث يتسبب في وفاة 600,000 حالة سنويا خاصة في جنوب شرق آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية والوسطى.
تظهر أعراض المرض في عدة مراحل:
في المرحلة الأولى : تظهر الأعراض على شكل ارتفاع في درجة الحرارة والحمى بشدة تصل إلى 39-40 درجة مئوية، وترافق ذلك الصداع الحاد والإرهاق والضعف، ويشعر المريض بالاحتقان في الحلق ويعاني من آلام في البطن والإسهال والإمساك والطفح الجلدي، وعادة ما يظهر الإسهال عند الأطفال والإمساك الحاد عند الكبار، وفي الأسبوع الثاني من الإصابة تظهر البقع الحمراء على الصدر والبطن .
في المرحلة الثانية: في حال عدم تلقي الشخص العلاج المناسب، سوف يدخل المرحلة الثانية من المرض، والتي تتميز بأعراض حادة جدا، مثل الحمى المستمرة، وفقدان الوزن الكبير، وانتفاخ البطن، والإسهال أو الإمساك الحاد جدا .
في المرحلة الثالثة: يعاني المريض من حمى شديدة وإعياء وتعب كامل وإغلاق جزئي للعينين، وتكون المضاعفات مهددة للحياة.
في المرحلة الرابعة: يحدث تحسن نسبي في الحالة مع تدريجي انخفاض درجة الحرارة، وتعود إلى المعدل الطبيعي بعد مرور 10 أيام من الإصابة، وتختفي الأعراض بعد أسبوع من اختفاء السخونية .
كيفية العدوى بحمى التيفود : السبب الذي يؤدي إلى إصابة الإنسان بالمرض هو وجود بكتيريا السلمونيلا، وهي المسؤولة عن العدوى الخطيرة التي تصيب الأمعاء، وتنتقل من خلال الطعام والشراب الملوث، أو من خلال الاتصال المباشر بالإنسان المريض بالعدوى، لأنها من الأمراض المعدية. وتتواجد العدوى في البلدان الفقيرة بسبب شرب الماء الملوث وغياب أنظمة الصرف الصحي، كما يمكن نقل المرض عند السفر إلى بلدان تنتشر فيها المرض عبر البراز، حيث تتواجد البكتيريا في البراز أو البول التابع للشخص المصاب، ويتم انتقالها إلى الشخص السليم في حالة تناوله الطعام دون غسل يديه أو دخوله إلى دورة المياه التي يدخل إليها المصاب .
لذلك ينتقل المرض عن طريق الفم أو بشكل مباشر عن طريق يد الشخص الملوثة بالبراز أو البول و الحاملين للمرض أو بشكل غير مباشر عن طريق الماء أو الحليب أو شتى منتجات الألبان ، بعد تلقي العلاج المناسب بالمضادات الحيوية فإن عدد أو نسبة بسيطة من الأفراد تتماثل للشفاء و البعض الأخر يظل حامل البكتيريا داخل الأمعاء أو المثانة لأعوام كثيرة يطلق عليهم حاملي المرض المزمن وتخرج البكتيريا مع البراز و يعرضوا الآخرين للعدوى بالرغم من أن علامات المرض ليست ظاهرة عليهم عادة ما يؤكد التشخيص الإصابة من عدمها عبر مزرعة الدم أو أيه أنسجة أو سوائل أخرى بالدم يتم أخذ العينات من الدم أو البول أو نخاع العظم و يتم وضعها في وسيط يشجع على نمو البكتيريا و يتم فحص المزرعة تحت الميكروسكوب و تكون مزرعة نخاع العظام هي أكثر الأنواع حساسية لاكتشاف المرض
ما هي مضاعفات المرض : تعد إحدى تداعيات المرض هي حدوث نزيف أو ثقب في الأمعاء، ويمكن اكتشافه بسبب انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، ويسبب الثقب في الأمعاء تسرب المحتويات إلى تجويف البطن، وبالتالي ظهور آلام بطنية حادة والغثيان والقيء والتسمم الدموي، وتحتاج الحالة إلى العناية الطبية، كما يمكن أن يؤدي المرض إلى تعرض البنكرياس للالتهاب والإصابة بالتهاب الكلى والمثانة والعمود الفقري والسوائل المحيطة بالمخ والأغشية والحمى الشوكية والتهاب الرئة والتهاب عضلة القلب .
العلاج : يتم استخدام المضادات الحيوية كوسيلة فعالة لعلاج حمى التيفود. ومع ذلك، الوقاية دائما أفضل من العلاج. يجب الحرص دائما على النظافة الشخصية ونظافة الطعام والشراب، وتطهير دورات المياه، وأخذ التطعيمات الوقائية اللازمة عند السفر إلى بلد ينتشر فيه المرض .