صحة

المضادات الحيوية و الام الحلق والحنجرة

ألم الحلق والتهابات الحنجرة من أكثر الأمراض شيوعا وكذلك واحدة من الأمراض المعروفة والشائعة. دواؤها معروف للجميع. عند حدوث التهابات في الحلق والحنجرة، يتسرع كل من الطبيب والمريض في وصف المضادات الحيوية، اعتقادا منهم أن العدوى البكتيرية هي التي تسبب التهابات الحلق كأحد أعراض المواد السامة التي تفرزها الجسم. ولكن هذا الاعتقاد السائد ليس صحيحا تماما. في بعض الأحيان، يكون التهاب الحلق والحنجرة بحاجة شديدة إلى المضاد الحيوي، ولكن في معظم الأوقات، تكون العدوى فيروسية ولا تحتاج إلى استخدام المضادات الحيوية على الإطلاق. تم نشر هذه المقالة في الجريدة الطبية الأمريكية “Journal of The American Medical Association” وأكدت أن ألم الحنجرة والتهابات الحلق هي في الأساس عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي العلوي ولا تحتاج إلى المضادات الحيوية. وأن عدد قليل جدا من حالات التهاب الحلق، تتراوح من 5 إلى 17٪ فقط، يكون لديهم عدوى بكتيرية، وفي هذه الحالة يحتاجون إلى المضادات الحيوية مثل الإريثرومايسين والبنسيللين وغيرها من المضادات الحيوية التي يوصي بها الطبيب ..

◄ تحليل النتائج : قام الباحثون بجمع بيانات مختلفة لأكثر من 2244 زيارة للطبيب سنويا على مدار عشر سنوات سابقة، وجميعها تعاني من التهابات في الحلق والحنجرة وتتابع الفحص والعلاج. وقد وجدوا أن الأطباء صرفوا المضادات الحيوية لأكثر من 73% من الحالات التي يزورونها. في الولايات المتحدة، بلغ عدد الزائرين للأطباء الذين يعانون من التهابات في الحلق 67 مليون زيارة سنويا، وتبين أن 68% من الأدوية التي تم صرفها لهم هي مضادات حيوية، ولكنها غير ضرورية لعلاج ألم الحلق. فقد وجدوا أن الأطباء يصفون المضادات الحيوية من عائلة الماكروليدات مثل الأزيثرومايسين والكلاريثرومايسين، وأيضا المضادات الحيوية واسعة المجال من عائلة الكينولون مثل السيبروفلوكساسين والأوفلوكساسين. وبالطبع، فشلت معظم العلاجات الموصوفة في علاج المرضى لأنهم يعانون من عدوى فيروسية لا تحتاج إلى المضاد الحيوي، بل تزداد سوءا وتسبب للمريض التعرض للعدوى البكتيرية نتيجة عدم علاج الفيروسات واستخدام الأدوية الخاطئة .

◄ الخلاصة : في نهاية المقال الذي نشر في Journal of The American Medical Association، أكد الباحثون على ضرورة فحص الأطباء للمرضى الذين يعانون من التهابات في الحلق بشكل جيد ومعرفة مصدر العدوى، ما إذا كانت فيروسية أو بكتيرية، قبل وصف الدواء. وفي حالة كونها فيروسية، لا يحتاج الأمر إلى علاج، ويمكن استخدام أقراص مطهرة للحلق تحتوي على النعناع ومواد طبيعية أخرى مطهرة، وعلاج الحالة بالراحة وشرب السوائل الساخنة حتى يتم الشفاء. أما في حالة كون العدوى بكتيرية، بعد الفحص الدقيق والتأكد من مصدر العدوى، يتم وصف مضادات حيوية بسيطة مثل البنسيللين في المقام الأول. وإذا كان لدى المريض حساسية تجاه البنسيللين، يتم استخدام الاريثرومايسين بدلا منه. ولكن يجب تجنب استخدام المضادات الحيوية الحديثة والقوية التي قد تسبب ضررا للمريض وهو غير مطلوب، مثل الماكروليدات والكينولون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى