هل لحية الرجال بؤرة للبكتيريا

لحية الرجل تحمل الجراثيم

على الرغم من عدم رؤيتها أو الشعور بها، إلا أن بشرتنا مغطاة بالجراثيم، حيث يستضيف جلد الإنسان عددا كبيرا من البكتيريا، معظمها غير ضار بنا. ولكن ماذا عن شعر الوجه؟ أوضحت دراسة فيروسية نشرت في عام 2019 في European Radiology أن لحية الرجال تحتوي على جراثيم أكثر من فراء الكلاب، مما أثار جدلا حول نظافة شعر الوجه ومختلف أنواع اللحى وما إذا كانت اللحى تحتوي على جراثيم مسببة للأمراض.

اللحية تحمل الجراثيم وكذلك البشرة النظيفة

تحمل اللحى الجراثيم، بما في ذلك البكتيريا، طوال الوقت بغض النظر عن حالة الشعر على الوجه. تقول الدكتورة سارة هوجان، طبيبة أمراض الجلد ومدربة في العلوم الصحية بكلية ديفيد جيفن للطب في جامعة كاليفورنيا: “الأمر لا يختلف حقا عن ما لدينا بالفعل على بشرتنا، وأعتقد أن اللحى تحتوي على مجموعة معقدة من الميكروبات على بشرتنا، وكل شيء فيها يتغير باستمرار، وهي بيئة مكروبية معقدة للغاي.

وفقا لدراسة، يتكون الميكروبيوم الجلدي بشكل شائع من البكتيريا الهوائية مثل المكورات العنقودية والمكورات العقدية والفيروسات والخميرة وحتى العث الصغير المعروف بـ ديموديكس الذي يعيش في بصيلات الشعر أو بالقرب منها. تمت مقارنة البكتيريا البيئية لشعر الوجه لدى 408 ذكور يعملون في المستشفى في دراسة نشرت في عام 2014، لتحديد ما إذا كان أصحاب اللحى يحملون المزيد من البكتيريا

أظهرت الدراسات أن الاستعمار البكتيري في كلا المجموعتين متشابه، حيث كان انتشار المكورات العنقودية الذهبية أقل بقليل (41.2٪) في أولئك الذين يحملون شعر الوجه مقارنة بأولئك الذين كانوا حليقي الذقن (52.6٪). يجب أن نشير أيضا إلى أن حجم العينة المستخدمة في الدراسة، والتي تضم 408 رجالا، كان أكبر بكثير من حجم العينة في الدراسة الفيروسية لعام 2019 التي شملت 18 رجلا فقط

كما يمكن لهذه البكتيريا المذكورة أو أي بكتيريا أن تدخل لحية شخص ما بطريقتين ووفقاً لسوزان ويلارد الحاصلة على دكتوراه APN-c العميد المشارك للصحة العالمية في كلية روتجرز للتمريض فإن الجراثيم تصل إلى هناك بالطريقة نفسها التي تصل بها إلى أي جزء آخر من أجسامنا من خلال أيدينا وأيدي الآخرين والجراثيم المحمولة جواً تطير في اللحية.

إذا حاولت حماية نفسك من الجراثيم المنقولة في الهواء باستخدام قناع الوجه، فإن شعر وجهك يمثل مصدر قلق بالنسبة للاقنعة، وخصوصا أجهزة التنفس N95. الضيق أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن لشعر الوجه أن يجعل القناع غير فعال إذا كان الشعر لا يسمح للقناع بأن يكون مصدرا آمنا. وفقا لكلا من هوجان وويلارد، جميع الرجال الملتحين، وخصوصا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 76 عاما، لديهم أعدادا كبيرة من الميكروبات. ونظرا لأن شعر اللحية خشن وأكثر تجعدا، فإنه يجذب الأوساخ بسهولة أكبر.

كيفية تعقيم لحيتك

إذا كانت لديك لحية فلا داعي للركض وحلقها يقول ويلارد: إذا لم نطلب من الناس حلاقة رؤوسهم، فلا يجب علينا أن نجبر الرجال على حلق لحاهم، ومع ذلك، يجب التركيز على الحفاظ على نظافة اللحية وتذكير الرجال بأن اللحية النظيفة لا تعني أنها خالية من الجراثيم

يوصي هوجان بغسل اللحية بانتظام عندما تغسل شعر فروة الرأس عدة مرات في الأسبوع، وتمشيطها بانتظام لإزالة الخلايا الجلدية الميتة تحت الشعر، وتحتوي بعض أنواع غسول اللحية أو الشامبو على مواد مضادة للبكتيريا للحفاظ على نظافة اللحية

ومع ذلك، فإن ما إذا كان الشامبو مضادا للبكتيريا أم لا ليس بنفس أهمية عملية التنظيف ذاتها. وفقا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لا توجد أدلة كافية تدعم أن استخدام صابون أو منظف مضاد للبكتيريا عند غسل اليدين يكون أفضل في قتل الجراثيم مقارنة بالاستخدام العادي للمنظف. ويقول هوجان أيضا إن الأمر نفسه ينطبق على غسل اللحية، فقط تأكد من تدليك اللحية جيدا بالمنظف وشطفها جيدا للتخلص من الجراثيم.

ما هو أكثر أهميةً من الحفاظ على لحيتك نظيفة هو ممارسة النظافة الجيدة بشكلٍ عام، وخاصةً نظافة اليدين، حيث يعد غسل يديك جيداً وبشكلٍ متكرر أمراً ضروريًا للصحة الجيدة. لذا، حافظ على تركيزك الأساسي في ذلك، بالإضافة إلى إبعاد نفسك عن أولئك الذين قد يكونون مرضى.

أنواع الجراثيم التي قد تكون في لحيتك

يعد البحث حول البكتيريا الموجودة في اللحية محدودًا، ولذلك لا يوجد الكثير من المعلومات المتاحة حول التفاصيل، ولكن من الأنواع المؤكدة التي يمكن العثور عليها في اللحية تشمل المكورات العنقودية والمكورات المعوية، وذلك وفقًا لدراسة أجريت في عام 2019.

المكورات العنقودية

المكورات العنقودية هي بكتيريا شائعة توجد عادة على الجلد، ومن بينها المكورات العنقودية الذهبية التي تعتبر من أكثر الأنواع انتشارا، وعلى الرغم من أن هذه البكتيريا غير ضارة بشكل عام، فإنها يمكن أن تسبب التهابات إذا دخلت إلى الجسم من خلال جرح إذا كانت الظروف مناسبة.

ترتبط المكورات العنقودية بالعدوى الجلدية التي يمكن أن تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة مثل حالة MRSA، وإذا اخترقت بكتيريا المكورات العنقودية الجسم ووصلت إلى الرئتين، فقد تسبب التهابا في الرئة وتجرثم الدم

التسمم الدموي هو عدوى تحدث عندما تدخل بكتيريا العنقوديات إلى مجرى الدم، ويمكن أن يتطور إلى تعفن الدم الذي قد يكون مميتًا.

المكورات العقدية

معظم المكورات العنقودية التي توجد على جلدك تنتمي إلى المجموعة العنقودية ب، وهي ليست السلالة المسؤولة عن الأمراض مثل التهاب الحلق أو الحمى القرمزية. ومع ذلك، يتم نقل المجموعة ب بشكل شائع إلى الأمعاء أو الجهاز التناسلي

على الرغم من عدم تسببها في الأذى للبالغين الأصحاء، فإن بكتيريا المكورات العقدية B تشكل خطرًا على الأطفال الرضع حيث يمكن أن يصابوا بعدوى الدم أو الالتهاب الرئوي، ولذلك يجب أن تتخذ المرأة الحامل احتياطات خاصة عند التعامل مع هذه البكتيريا.

المكورات المعوية

المكورات المعوية شائعة في الجهاز الهضمي للأشخاص الأصحاء. إنها إحدى العديد من البكتيريا التي تشكل فلورا الأمعاء. في الدراسة، وجد الباحثون نوعا محددا من المكورات المعوية في اللحى وهو Enterococcus faecalis. عادة ما تكون هذه البكتيريا جزءا من ميكروبيوم الأمعاء الصحي، ولكنها قادرة أيضا على التسبب في التهابات خطيرة مثل المكورات العنقودية.

تعتبر المكورات المعوية البرازية من أهم المسببات لالتهابات المسالك البولية، إذا تمكنت البكتيريا من الدخول إلى المسالك البولية، وعدم علاج العدوى يمكن أن يؤدي إلى انتشار العدوى إلى الكلى، مثلما يحدث مع المكورات العنقودية التي تسبب أيضا التهابات الجروح وتجرثم الدم

بالإضافة إلى خطر الإصابة بالقمل، يتعرض الرجال ذوو اللحى أيضًا لخطر الإصابة بالتهاب الجلد الدهني، وهي حالة جلدية تسبب احمرارًا أو بقعًا متقشرة.

أيهما أفضل حلق اللحية أم تركها

عملية الحلاقة أو الاستمالة لن تجعل شعرك أكثر سمكا أو قويا، ومع ذلك، يمكن أن يساعد التشذيب أو الاستمالة غير المباشرة على نمو اللحية بشكل أفضل، وهناك العديد من أشكال الذقن مثل ذقن الوجه المستدير وذقن الوجه المستطيل والذقن الوجه المربع.

فوائد اللحية

• تحمي من الشمس ويمنع تلف البشرة.
• تبقيك دافئاً في الشتاء.
• تساعد المصابين بالربو ويقلل من الحساسية.
• مرطب طبيعي.
• يُمكن أن يقلل من فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية.
• تجعل الرجال يشعرون بمزيد من الجاذبية وتحسن الحياة الجنسية.
• تُعينك على ترشيد الوقت وتفادي الذهاب بشكل متكرر إلى صالونات الحلاقة.