ادبروايات

هل رواية العطر مقتطفة من قصة حقيقية

نبذة عن رواية العطر

رواية العطر قصة قاتل” هي رواية فريدة من نوعها للكاتب الشهير باتريك سوزكيند، تم نشرها عام 1985 في دار نشر سويسرية، ولكنها حققت أرقاما قياسية في الانتشار، وأصبحت حديث الساعة بين الناس والنقاد، نظرا لتجسيدها للنفس البشرية البدائية التي لا ترتبط بالمفاهيم والأخلاق

تدور القصة حول شاب يتيم يتبع رغباته المشينة ويستخلص الروائح من أجساد الإناث، والأمر الغريب هو أنه يقتلهن لتحقيق هذه الرغبات، ويرى في فعله هذا أمرا طبيعيا يجب تحققه لتحقيق هدفه، وتطرح العديد من القراء الذين يتأملون في خيالهم السؤال: هل رواية العطر مستمدة من قصة حقيقية؟ وسنقوم بمناقشة ذلك هنا

تم ترجمة رواية العطر إلى حوالي تسعة وأربعين لغة في جميع أنحاء العالم، وبيع حوالي عشرين مليون نسخة منها حتى الآن، وتم اعتبارها واحدة من أكثر الروايات الألمانية مبيعا في القرن العشرين، كما تم إدراجها في قائمة الكتب الأكثر مبيعا لمجلة Der Spiegel الألمانية لمدة تسع سنوات على التوالي، لأنها تعرض للإنسان البدائي في تفكيره، الذي لم يتعلم كيفية الحب أو الشعور

منذ ولادته، لم يتلق أي حب من أي إنسان، وبالتالي عاش لمتابعة غرائزه التي تدفعه للقيام بها. وبسبب هذه الأفكار، تم حظر هذه الرواية في بعض الدول الغربية عند صدورها في عام 1985؛ بسبب ترويجها لأفكار غير مثالية عن البشر وكشفها لحقيقتهم

هل رواية العطر حقيقية

تتمثل واقعية هذه الرواية في تحطيم الصورة المثالية للبشر، ولكن لا يوجد دليل على أن أحداثها حقيقية، إذ تدور حول قصة فتى يتيم أعدمت أمه ليلة ولادته بسبب محاولتها قتله مباشرة بعد الولادة، حيث كانت تمارس الزنا ليلا وتبيع السمك نهارا، وكلما ولدت طفلا تقوم بقتله في لحظة الولادة ورميه بين أحشاء السمك التي ستلقى في القمامة نهاية كل يوم

تبدأ القصة بهذا المشهد الرهيب للطفل الوحيد الذي يعيش بين إخوته، حيث أغمى عليها الأم فور ولادته وكانت تخفي تعاملها السيء مع جميع أطفالها، وبعد اكتشاف الناس لحالة الطفل يعاني من الإهانة والذل والاستعباد كطفل يتيم.

الشخصية الرئيسية في الرواية هي جان بابتيست غرينويل، وهو شخصية خيالية التي صاغها الكاتب باتريك سوزكيند في هذه الرواية التاريخية الأدبية بشكل خيالي. لقد أثارت هذه الرواية صدمة بين القراء والجماهير بفضل قوة حاسة الشم لدى بطل الرواية وتأثير الروائح على حياته وأفعاله وتفكيره. تمزج الرواية بين الخيال والعبثية وتتضمن عناصر من الرعب والغموض.

مقتطفات من رواية العطر

يصف الكاتب باتريك حالة اندهاش وشغف جرنوي تجاه الروائح في حادثة غريبة قائلا: كان على وشك أن يترك هذا الحفل الممل ويعود إلى منزله عبر طريق “اللوڤر”، عندما حملته الريح شيئا صغيرا شبه غير ملحوظ، شذرة، ذرة من الرائحة الجميلة، لا، بل أقل من ذلك: كان شيئا أقرب إلى الشعور الداخلي بالجمال منه إلى الجمال الحقيقي – وكان في نفس الوقت إحساسا قويا بشيء لم يشمه من قبل

قام بتراجع باتجاه الجدار مجددا، وأغلق عينيه وفتح منخريه، وكانت الرائحة الطيبة لطيفة ورقيقة لدرجة أنه لم يستطع الإمساك بها، وكانت تتجلى ثم تختفي بفعل دخان بارود المفرقعات أو تعرقات الحشد البشري أو آلاف الروائح الأخرى المنبعثة من المدينة، إلا أنها عادت فجأة كظل، وللحظة فقط، لتعطيه لمحة رائعة ثم اختفت مرة أخرى، وكان غرنوي يعاني آلاما مريعة

للمرة الأولى، لم يكن الألم نتيجة لتعرض شخصه الجشع للإهانة، بل كان قلبه هو الذي يتألم حقا، شعورا غريبا يتولد فيه بأن هذا العبير الجميل هو المفتاح لعالم العطور الجميلة الأخرى بأكملها، وأن الإنسان لا يمكنه فهم العطور الجميلة إلا إذا فهم هذا العطر بشكل خاص، وأدرك غرنوي أن حياته ستضيع عبثا إذا لم ينجح في امتلاك هذا العطر بنفسه، فليس الهدف هو الملكية فقط، بل من أجل راحة قلبه.

اقتباسات من رواية العطر

تدور قصة هذه الرواية حول شخص غريب الأطوار يدعى جرنوي، وتستكشف عالما مختلفا من الروائح من خلال سلسلة جرائم غامضة ومخيفة، حيث يقوم الجاني بقتل الفتيات الجميلات ويؤدي ذلك إلى وفاة 25 فتاة، وبطريقة مخيفة تستطيع الرواية إنشاء عالما خياليا وواقعيا في نفس الوقت، ويمكن للقارئ أن يتعرف أكثر على أسلوب الكاتب باتريك سوزكند من خلال بعض الاقتباسات الموجودة في الرواية

  • لم يكن شكلها يهمه بأي شيء، حيث أنها لم تعد موجودة بالنسبة له كجسد، وإنما كعبقٍ بلا جسد، وهو ما حمله تحت ذراعه وأخذه معه.
  • عبق البشر كان مهما لسيان، حيث كان بإمكانه تقليده بنجاح باستخدام بدائل مختلفة، ولكن ما كان يشتهيه هو عبق البشر الحقيقي، أولئك القلة النادرين الذين يلهمون الحب، وكانوا هؤلاء ضحاياه
  • كان قلبه بمثابة قصر أرجواني في صحراء من الصخور.
  • الموهبة وحدها ليست كافية، حيث يأتي الخبرة المكتسبة بالتواضع والجهد في المقام الأول.
  • من الممكن أن يغلق البشر أعينهم أمام مشاهد العظمة والرعب والجمال، وأن يصموا أذنيهم أمام الألحان الساحرة والكلمات الحلوة، ولكنهم لا يستطيعون الهروب من رائحة العبق؛ فهي تدخل إلى أعماقهم مع كل نفس يستنشقونها
  • فجأة، أدرك أن الحب لا يمُشبع وأن الكراهية هي التي تُشبع.
  • لعبق الرائحة الطيبة قدرة على الإقنااع أقوى من الكلمات، وتضفي نورًا على العين والشعور والإرادة.
  • ما أجمل أن يكون هذا العالم موجوداً، حتى لو كان كمهرب فحسب.
  • العطر يعيش مع مرور الوقت، فله مراحل شبابه ونضجه وشيخوخته، وفقط عندما يتجاوز مراحل العمر المختلفة ويحافظ على عبيره بنفس القوة، يعتبر عطرا ناجحا
  • يستطيع البشر أن يغلقوا عيونهم أمام الأشياء العظيمة أو المروعة أو الجميلة، وأن يسدوا آذانهم أمام الألحان والكلام الجميل، ولكنهم لا يستطيعون الهروب من عبق الذكريات، لأنه يشبه الشهيق ويدخل في أعماقهم.
  • لم يكن الخوف الذي شعر به بسبب هذا الحلم مرتبطا بالاختناق بالذات البشع، ولكنه كان خوفا بسبب عدم تأكده من معرفة نفسه، وهذا الخوف الآخر الذي لا يمكن الهروب منه، ويجب على الشخص قبوله مع كل علله وأوجه الضعف فيه
  • هذا العطر ليس كأي عطور معروفة حتى الآن، فهو لا يستخدم لتعطير الجو أو الملابس أو المستحضرات التجميلية، بل هو شيء جديد تماما، عالم سحري غني يأخذ الشخص بعيدا عن الروائح السيئة ويجعله يشعر بالثراء والراحة والسعادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى