هل خروج المذي ينقض الصوم

المذي هو سائل جسمي رقيق ولزج يتم إفرازه عند الإثارة الجنسية أو التفكير في الجنس أو خلال العلاقة الزوجية. يخرج على شكل قطرات من العضو الذكري، وقد لا يشعر الشخص بخروجه. يعمل المذي على تنظيف قناة الإحليل من بقايا البول والبكتيريا، مما يساعد على انزلاق القضيب. ومع ذلك، فإنه يشكل خطر نقل الأمراض الجنسية. هناك تباين في آراء العلماء بشأن مدى تأثير خروج المذي على صيام الشخص .

رأي المذاهب المختلفة والعلماء في حكم المذي: رأي أصحاب المذهب الحنبلي يقول بأن نزول المذي من الرجل، إذا كان سببه التقبيل أو اللمس أو غير ذلك، فإنه يفطر، ولكن إذا كان سببه تكرار النظر فلا يفطر. بينما ذهب أصحاب المذهب الشافعي والحنفي إلى أن نزول المذي لا يفطر مطلقا، وأن المفسد للصيام هو خروج المني. وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع أنه لا دليل على هذه المسألة، لأن المذي دون المني لا يسبب الشهوة .

قال الإمام النووي في كتابه المجموع: `المذي هو سائل أبيض رقيق ولزج يخرج عند حدوث الشهوة، ولا يحس به الشخص ولا يصاحبه تعب، وقد يكون غير محسوس عند خروجه. ويشترك الرجل والمرأة في هذا السائل.` وتذكر في فتاوى اللجنة الدائمة للفتاوى الفرق بين المذي والمني، حيث يكون المني سائل أبيض غليظ عند الرجل وسائل أصفر رقيق عند المرأة. أما المذي فهو سائل أصفر رقيق ولزج يخرج مع التلاعب الجنسي أو التذكر الجنسي والشهوة. وهناك اختلاف في آراء العلماء بخصوص جواز الصيام عند خروج المني .

يعتقد ابن تيمية أن المذي يبطل الصيام، ويتفق معه الإمام أحمد في هذا الرأي. أما أصحاب المذهب المالكي، فيرون أن المذي يفسد الصيام. وقد وضح الشيخ ابن باز هذه المسألة، حيث قال: “لا يبطل خروج المذي الصوم، وهذا هو الرأي الصحيح عند أكثر العلماء، سواء كان ذلك بسبب تقبيل الزوجة أو مشاهدة بعض الأفلام أو غير ذلك مما يثير الشهوة. ومع ذلك، فإنه لا يجوز للمسلم مشاهدة الأفلام الخليعة أو الاستماع إلى الأغاني التي حرمها الله، أو اللعب بالألعاب المحرمة. ويبطل خروج المني الصوم، سواء حدث بسبب المباشرة أو التقبيل أو التنظر المتكرر أو غير ذلك من الأسباب التي تثير الشهوة، مثل الاستمناء وما شابه ذلك. وأما الاحتلام والتفكير، فلا يبطلان الصوم حتى لو خرج مني بسببهما.

وافق العلماء الذين قالوا إن المذي يفطر بضرورة التكفير بالقضاء أو الكفارة والاستغفار والتوبة إذا كان يتعمد الاستمناء ويعلم بحرمة الصيام ومنع المحرمات، ووافق العلماء الذين قالوا إن المذي لا يفطر على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله عز وجل تجاوز عن أمتي ما وسوست في صدورها ما لم تعمل أو تتكلم”، لذا لا يستطيع الإنسان التحكم به عند بداية الشهوة، لذلك خفف الشرع عز وجل حكمة في باب الطهارة، فأوجب في المذي الوضوء ولم يوجب الغسل، ولذلك فرق الفقهاء بينهما في حكم الحج وغيره، فإذا نزل المذي أثناء الصيام يكمل الصائم الصوم، وصومه صحيح، وينبغي على الصائم الابتعاد عن جميع مصادر الشهوات وعدم مشاهدة الأفلام أو المناظر، وعند وقوع النظر عليها دون قصد يجب الاستغفار ..