هل تعلم ” لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم “
يعتبر شهر رمضان المبارك شهر نزول القرآن الكريم، ويتميز بالصيام والقيام. وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام شهر رمضان، فقال: `شهر كتب الله عليكم صيامه وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه`.
لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم
صلاة التراويح هي عبادة مؤداها المسلمون في جميع أنحاء العالم في كل ليلة من ليالي شهر رمضان للاستفادة من فضل هذه الصلاة العظيمة، وهي سنة مؤكدة، حيث حثنا النبي عليه الصلاة والسلام على القيام بصلاة التراويح في ليالي رمضان، إيمانا واحتسابا بأجرها عند المولى عز وجل، ويمتد وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء حتى صلاة الفجر.
تعني التراويح جمع ترويحة، وتعني في اللغة إيصال الراحة، ويقال إنها سميت بهذا الاسم لأن الناس كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات من الصلاة، ويتم الاستراحة بين كل ركعتين.
صلاة التراويح كم ركعة
وبالنسبة لعدد ركعات صلاة التراويح، فقد ورد في السنة النبوية عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ لم يزيد صلاة الليل عن إحدى عشر ركعة في شهر رمضان أو غيره، وقد وردت كيفية صلاة التراويح في الحديث الشريف بأنها صلاة مثنى مثنى، وعندما يحين وقت الصلاة الفجر، يؤتر بركعة واحدة .
أصل جمع الناس على صلاة التراويح كان في عهد النبي صلى الله عليه، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة، الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضي الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد، فإنه لم يخف على مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يدل هذا على أن النبي عليه الصلاة والسلام قد صلى التراويح في جماعة لمدة ثلاثة أيام، ولكنه كان يقيم الليل طويلاً كما أمره الله عز وجل في سورة المزمل، وخشي أن يشعر الناس بالتعب والإرهاق من صلاة التراويح في الجماعة، لذلك امتنع عن صلاة التراويح في الجماعة.
كان أول من جمع الناس لصلاة التراويح جماعة بعد النبي عليه الصلاة والسلام هو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وعندما جمع سيدنا عمر الناس، اختار أبي بن كعب رضي الله عنه ليكون إماما للصلاة التراويح، وصلى أبي رضي الله عنه التراويح 23 ركعة. ومن غير المشروع أن ننكر على المصلين زيادة في عدد ركعات التراويح، فالأمر في ذلك مسموح.
إذا حضر شخص الجماعة ولم يتمكن من إكمال الصلاة حتى الوتر، فلا حرج في أن يكتفي بالصلاة ويصلي الوتر عند العودة إلى منزله، أو يكمل الركعات عشرة أو عشرون ثم يوتر.
ومن زاد فهو جائز، وإذا زاد بعض الأئمة الركعات على ثلاثة وعشرين ركعة فهو جائز، لكن الأفضل أن نصلي كما صلى حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، ويجوز للإمام أيضًا أن ينقص عدد ركعات التراويح عن إحدى عشرة ركعة إذا كان ذلك أصلح للجماعة، وإذا كان ذلك سيحقق الخشوع في الصلاة، لأن هذا هو الأصل في الصلاة.
أما بالنسبة لعدد ركعات صلاة التراويح الأدنى، فهي ركعة الوتر، وذلك استنادا إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام: `الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس ركعات فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث ركعات فليفعل، ومن أحب أن يوتر بركعة واحدة فليفعل`، وهذا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم صلاة التراويح في جماعة
الأصل في صلاة النوافل هو عدم جمعها، لكن في الشرع هناك بعض النوافل التي يمكن جمعها، مثل صلاة الخسوف والكسوف، وأيضا صلاة التراويح. وهذا هو الفرق بين التراويح وقيام الليل.
كما ذكر، صلى النبي عليه الصلاة والسلام صلاة الجماعة لثلاث ليال أو أربعة فقط، وفي السنة الثانية أو الثالثة من ولاية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، دخل أمير المؤمنين المسجد ليجد الناس يصلون بشكل فردي، فجمعهم على إمام واحد وهما أبو بن كعب وتميم بن أوس، على الرغم من أنه كان يصلي مع الناس الفروض، إلا أنه لم يصل معهم وذهب لبعض الأعمال، وعندما عاد وجد الناس يصلون في جماعة خلف إمام واحد، فأحب أن يشير إلى البدعة الحسنة.
يفضل أن يصلي الإنسان مع الناس في الجماعة، خاصة في الشهر الكريم، وأن ينتظر حتى ينتهي الإمام. فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أن من صلى مع الإمام حتى ينصرف يكتب له قيام ليلة. وإذا كان المسلم يصلي في مسجد يوجد فيه امامان، فينتظر حتى ينتهي الوتر من أيا من الإمامين لكتابة قيام الليل كاملا له، ولكن يسمح له بترك الوتر في الجماعة لكي يصلي في منزله في أواخر الليل.
فضل صلاة التراويح
يرتبط شهر رمضان المبارك بالصيام وقراءة القرآن وقيام الليل، ويعد الصيام وقراءة القرآن شفيعين للعبد يوم القيامة، كما يغفر الصيام وقيام الليل ذنوب العبد الماضية.
ومن فوائد أداء صلاة التراويح هو أن المصلي يستحق مكانة الصديقين والشهداء. وقد أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، ما رأيك إذا كنت قد شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسوله، وأديت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمت ليله، فمن أنا؟ قال النبي: “أنت من الصديقين والشهداء.
من فوائد صلاة التراويح أن صلاة خلف الإمام حتى ينتهي حتى لو كانت نصف ساعة، يحسب كأنه صلى قيام الليل بأكمله، وبذلك يكسب المصلي حسنات كأنه صلى من العشاء إلى الفجر، وصلاة التراويح في جماعة هي كنز من الحسنات.
الموقع الصحيح لدعاء القنوت في التراويح
يتم الدعاء في صلاة التراويح، والسنة أن يتم القنوت قبل الركوع، ولكن تبين أن بعض الصحابة كانوا يقنتون بعد الركوع، لذا لا يوجد مانع من القنوت قبل أو بعد الركوع.
أفضل أدعية صلاة التراويح
يعتبر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أحد أفضل الأذكار التي يمكن قولها في صلاة التراويح، حيث كان يقول في ركوعه وسجوده “يا سبحانك ربنا، وبحمدك يا الله، اغفر لي”. ومن بين الأدعية التي يمكن قولها في صلاة التراويح هو دعاء القنوت، الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب حفيده الحسن بن علي رضي الله عنه منه أن يعلمه دعاءا يدعو به في صلاته. فقال صلى الله عليه وسلم: “اللهم اهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت، واصرف عني شر ما قضيت، وارزقني خيرا مما رزقت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، ولا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعالي
يفضل أن نسأل الله الفردوس الأعلى، كما أمرنا به النبي عليه الصلاة والسلام.
في دعاء صلاة التراويح، يجوز للإمام أن يبكي متأثراً بالقرآن والدعاء، ولكن لا يفضل أن يرفع الإمام صوته بالبكاء ليبكي المصلين خلفه، لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك.
ويجب أيضا أن يكون صوت الإمام معتدلا، حتى لا يرفع صوته بصراخ، لأن ذلك يؤثر على الخشوع، ويجب ألا يكون هادئا جدا حتى لا يسمعه المصلين. ولا يجوز أيضا أن يطول في دعاء القنوت، حتى لا يصبح الدعاء أطول من الصلاة نفسها.