حيوانات

هل تعلم ” كم سنة تعيش السلحفاة ؟ “

تعد السلحفاء من الحيوانات المثيرة للدهشة، حيث عند التأمل في شكلها وصفاتها تجد الكثير من الأشياء المثيرة، حيث يوجد أكثر من 230 نوعاً مختلفاً منها ويتم تصنيف تلك الأنواع وتوزيعها على 13 أو 14 عائلة مختفلة من أنواع الزواحف ، بالإضافة إلى عمرها الطويل، وتعد السلاحف من الزواحف ذوات الدم البارد.

جدول المحتويات

السلحفاة

السلاحف من الفقاريات، ولها قوقعة على ظهرها تعمل كدرع لحمايتها، ولا يمكن فصل هذه القوقعة عن جسم السلاحفة لأنها جزء من هيكلها العظمي المؤلف من عدة عظام وغضاريف، وتحمي الأعضاء الداخلية للسلاحفة. كما أن السلاحف لا يمكنها الخروج من هذه القوقعة. ولا يوجد لدى السلاحف أسنان، وهناك نوعان من السلاحف

 السلاحف البرية

توجد هذه السلاحف في عدة مناطق في العالم، حيث تتواجد في المناطق الدافئة والغابات المطيرة الاستوائية والصحاري وغيرها من الأماكن. كما تتواجد أيضا في قارة آسيا وأوروبا والعديد من الجزر مثل مدغشقر وغيرها، وأيضا في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية. يوجد أكثر من 50 نوعا من هذه السلاحف البرية في تلك المناطق.

تعيش هذا النوع من السلاحف لفترة تقارب عمر الإنسان، وبعضها يعيش لأكثر من مئة وخمسين عاما. تحتاج السلاحف إلى كمية كافية من الطعام للنمو والتطور السريع، حيث يرتبط نموها تماما بنوع الأطعمة التي تتناولها. وهذا ما يميز السلاحف بعضها عن بعض، فعند توفير الأطعمة المناسبة لها، يساعد ذلك كثيرا في زيادة سرعة نموها مقارنة بالسلاحف الأخرى في الصحاري التي لا تحصل على كمية كافية من الطعام والماء.

تتمتع السلاحف البرية بصفة فريدة وهي أن قوقعتها تتألف من جزئين، الجزء العلوي المسمى بالدرع العظمي ويتألف من الفقرات والقفص الصدري، أما الجزء السفلي فيتألف من الحيزوم، ويربط هذان الجزئين بعضهما بالآخر بواسطة رابط عظمي، ويتميز ذكر السلحفاة البرية بعنق أطول من الإناث، وكذلك بمخالب وذيل أطول من الإناث، وتتميز الإناث بأنها أكبر حجما مقارنة بالذكور.

أما بالنسبة لتكاثرها فتقوم الأنثى بوضع بيضها في حفرة تحفرها بنفسها وتترك هذه البيوض لفترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربع شهور حتى تفقس وبعد أن تخرج صغارها من البيض يكون معها كيس غذائي وذلك لتغذيتها وذلك لأنها تكون غير قادرة على تناول الأطعمة الصلبة لفترة معينة وترجع هذه المدة ما بين ثلاثة أيام إلى أسبوع أو أكثر، وتعتني الأنثى بصغارها ثمانين يوماً أو أكثر.

السلاحف البحرية 

وترجع عمر السلاحف البحرية على هذا الكوكب إلى أكثر من مئة مليون سنة، فهى من الكائنات المعمرة على الأرض، وتطورت هذا النوع من السلاحف بمرور الزمن خلال العيش في المياه العذبة حيث استطاعت مجابهة التغيرات البيئة للأرض على مر السنين في حين لم تستطع أنواع آخرى مثل الديناصورات بأنواعها المختلفة وتمتلك هذه السلاحف زعانف أمامية ساعدتها على التكيف على العيش فى البحار والمحيطات وتمتاز أيضاً بقوقعتها الإنسيابية والتي تمكنها من السباحة سريعاً وطويلاً وذلك يمكنها من الهجرة في مواسم هجرتها.

وتتميز السلاحف البحرية بعمرها الطويل حيث يصل عمر معظمها إلى مئة عام أو أكثر وتمتزها بوصولها إلى الأعماق الكبيرة التي قد تصل إلى 1300 متر تحت الماء وقدرتها على الإحتفاظ بالأوكسجين طويلاً، أما مولدها فتتجه إناث السلاحف إلى الشاطىء لتضع بيضها هناك خلال ساعات الليل وعادة ما تضع السلاحف بيضها في نفس الشاطىء التي تضع فيه أول مرة فهي لا تغير مكانها، وذلك باستخدام أحد  زعانفها الأمامية في حفر حفرة ووضع البيض بها وتضع عدداً من البيض يتراوح ما بين 50 إلى 200 بيضة كل مرة يحدث فيها عملية تخصيب والتي تكون كل عامين أو أربع أعوام.

يحتاج البيض إلى مدة تتراوح بين 45 إلى 75 يوما للفقس بعد أن يغطى ويغمر بالرمل، ويتم تحديد نوع الجنين بطريقة غريبة حيث تكون درجة الحرارة التي يتعرض لها البيض العامل الأساسي في تحديد نوعه، فعلى سبيل المثال تحتاج الإناث إلى درجة حرارة عالية بينما تحتاج الذكور إلى درجة حرارة أقل من الإناث، ولكن دور درجة الحرارة لا يقتصر على ذلك فهي تؤثر أيضا على خروج الأجنة من البيض، فإذا انخفضت درجة الحرارة أقل من 24 درجة مئوية أو ارتفعت أكثر من 32 درجة مئوية، فسيؤدي ذلك إلى عدم فقس البيض وموت الأجنة.

بعد أن يفقس البيض في المساء أو الصباح الباكر تتجه السلاحف الصغيرة إلى البحر أو المحيط  ولا يُرى أياً منهم إلا بعد مرحلة النضوج الجنسي والتي تكون ما بين عشرة إلى خمسين عاماً من عمر السلحفاء وتسمى المرحلة مند بداية خروج السلاحف إلى وصولها للنضوج الجنسي باسم ” السنوات الضائعة”، وبما أن السلاحف لا تمتلك أسناناً فلدى هذا النوع فماً يشبه المنقار ليساعد تلك السلاحف للحصول على الطعام ويكون طعام السلاحف الكبيرة هو الأسماك والقشريات أما السلاحف الخضراء فتأكل الأعشاب البحرية ونوع أخر يأكل قنديل البحر.

عمر السلاحف

بعد كل ما ذكرناه سابقاً يتضح جلياً أن السلاحف تعمر كثيراً وتعد من أكثر الحيوانات الموجوة على سطح الأرض بإمكانها التكيف والتأقلم من ظروف البيئة المختلفة فقد عاشر نوع من هذه السلاحف الديناصورات ويعيش معنا الآن ومن الممكن أن يكمل مسيرة حياته بعدنا أيضاً، ومن جهة آخرى قد لا يمكننا حساب العمر الفعلى للسلاحف فذلك يحتاج لدراسات عميقة وطويلة عليها غير أن هناك الكثير من الدراسات على عمر السلاحف غير موثوقة ولا يعتد بها وذلك لتعارضها مع أنواع تلك السلاحف وطرق معيشتها حيث على حسب كل نوع من السلاحف يكون لها عمر افتراضي معين مثل:

  • سلاحف ألدبرا (Aldabra): تعيش لفترة تزيد عن 60 عامًا في حدائق الحيوان.
  • السلاحف البحرية: تعيش من 60 إلى 70 عاماً.
  • السلاحفة الصندوقية بأمريكا: تعيش أكثر من ثلاثين عاماً.
  • سلاحف الغالاباغوس: يعيشون في حديقة الحيوان لأكثر من 60 عامًا.

تعد سلحفاء جوناثان من أطول السلاحف عمرا في العالم. إنها سلاحف برية تعيش على الجزر، وتعيش جوناثان في جزيرة سانت هيلينا. بدأت حياتها في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وقد تمت معاملتها بعناية ورعاية كاملة على مر السنين من خلال نظام غذائي متكامل ورعاية بيطرية، وهذا مستمر حتى يومنا هذا. على الرغم من قدرة السلاحف على التكيف، فإن بعضها مهدد بالانقراض في الوقت الحاضر ويحتاج الكثير منها إلى العناية.

أسباب تكيف السلاحف مع البيئة وطول عمرها

وبالنظر إلى طول عمر السلاحف، أجرت بعض الدراسات للتعرف على أسباب هذا الأمر وكيف يمكن للسلاحف العيش طويلاً، وأشار العلماءإلى الأسباب التالية:

  • لجوء السلاحف للتنفس اللاهوائي في بعض الأوقات: تحتوي دماغ السلاحف وقلوبها على جينات معينة تعمل على حماية الجسم من الآثار الضارة لعدم توفر الأوكسجين.
  • التمثيل الغذائي البطيء للسلاحف: يساعد ذلك بشكل كبير في تقليل أمراض الشيخوخة والتعامل معها بشكل فعال في الكائنات الحية، بالإضافة إلى أن ذلك يساعدها على البقاء بدون ماء أو غذاء لفترات طويلة.
  • البيات الشتوي: تُميز السلاحف بقدرتها على الدخول في وضع السكون للجسم، مشابهًا للبيات الشتوي عند بعض الحيوانات، وتقوم السلاحف بذلك عند تعرضها لدرجات حرارة عالية جدًا أو منخفضة جدًا، وتستطيع السلاحف المائية القيام بذلك أيضًا، بالإضافة إلى قدرتها على العيش بدون الحاجة للأوكسجين لفترات طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى