الام والطفل

هل تشعر الأم بنفخ الروح في الجنين

متى تنفخ الروح في الجنين

تبدأ جميع الثدييات حياتها كجنين، ويعتبر دخول الروح في الجنين من الناحية الدينية بداية الكيان الإنساني، ووفقا لعلماء الشريعة والفقهاء المسلمين، وهم الوحيدون الذين لديهم أسس كتابية واضحة إلى حد ما، فإن الروح تدخل الجنين بعد حوالي 120 يوما، أي بعد أربعة أشهر من الحمل

وفي مراحل تطور الجنين ، يتم وضعه في مكان راحة وهو الرحم ويكون مثبتا بشكل قوي في بطانة الرحم ، وأولا يتم تجميع الحيوانات المنوية داخل البويضة في شكل تجلط من الدم المتجمد ، ثم من هذا التجلط يتكون كتلة جنينية ، ثم يتشكل من ذلك الجنين كتلة عظمية وقد قال سبحانه وتعالى `وكسونا العظام باللحم` ، ثم أخيرا نطوره إلى كائن خلق آخر عن طريق نفخ روح بشرية فيه ، فتبارك الله أعظم الخالقين

وفيه حديث عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “كل واحد منكم مكوّن في بطن الأم أربعين يوماً ثم يصير جلطة من الدم الغليظ لفترة مماثلة ثم قطعة من اللحم لفترة مماثلة ثم يرسل الله ملاكا أمره بكتابة أربعة أشياء يؤمر بكتابة أعماله ومعيشته وتاريخ وفاته وهل يكون مباركا أم شقيقا ثم نفخ فيه الروح”(صحيح البخاري)

يعلمنا الجزء الثاني من الحديث أن ما يميز النفس البشرية عن الروح الحيوانية هو أن الله يحتفظ بسجلات عن سلوك البشر، وأن البشر يتبعون طرقا عديدة لكسب رزقهم، مدركين مسبقا أنهم سيموتون، على الرغم من أن الله وحده يعرف متى بالضبط وما إذا كان سينتهي بهم المطاف في الجنة أم النار

لمعرفة متى ينتعش الروح في الجنين، عندما يصل عمر الجنين إلى حوالي 120 يوما أي بعد 4 أشهر، يصبح إنسانا حيا. في هذه المرحلة، تكتمل جميع تمايز الأعضاء ويكتسب الطفل شكل الجسم البشري، والأهم من ذلك، بعد دخول الروح الجسد، يصبح الجنين إنسانا حقيقيا ولا يمكن قتله إلا إذا تسبب في خطر على الأم.

هل تشعر الأم بنفخ الروح في الجنين

قال الشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله

تتميز حياة الحيوانات بالحواس والحركة الإرادية، في حين يتميز نمو وتغذية النباتات بحياتها

فهمنا أن الحياة الحيوانية تتميز بنفخ الروح فيها، بينما الحياة النباتية لا تنفخ الروح، ولكن حياة الجنين في رحم الأم مثل حياة النباتات في النمو والتغذية والحركة اللا إرادية كحركة بعض النباتات، ولكن بعد نفخ الروح فيها، قد تصبح حركاتها إرادية كحركات الحيوانات

تدل الحركات اللاإرادية على نمو الجنين، ولكنها لا تدل على نفخ الروح فيه، وهذا يختلف عن الحركات الإرادية التي لا تحدث إلا بعد نفخ الروح في جسد الجنين

كما لا علاقة بين دقات قلب الجنين واختلاف العلماء في وقت نفخ الروح فيه لأن دقات قلب الجنين تبدأ في اليوم الثاني والعشرين بعد الحمل، وقال الذين يختلفون في وقت نفخ الروح في الجنين حيث يقولوا إن نفخ الروح فيه في اليوم الأربعين أو بعده وهذا يؤكد عن كون نبضات قلب الجنين حركة لا إرادية تدل على النمو لا على وجود الروح، كما يقرر العلماء والأطباء أن الجنين يعيش بالحركات الإرادية فقط.

حكم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح

اتفق فقهاء المذاهب الإسلامية السنية على تحريم قتل الجنين بعد نفخ الروح فيه أي بعد 120 يوماً من الحمل ولا يجوز قتلها بأي حال من الأحوال إلا إذا كان استمرار الحمل يؤدي إلى موت الأم، والاختلاف بين الفقهاء له علاقة بالإجهاض في فترة ما قبل نفخ الروح في الجنين وبعد نفخ الروح اتفق الفقهاء على أن الجنين قد صار إنساناً وروحاً لها كرامة واجبة الاحترام قال الله تعالى “وإننا كرمنا بني آدم” [الإسراء]

يعني التفسير أنه إذا قتل أي شخص شخصًا غير انتقامي أو لتحقيق مصلحة شخصية، فسيكون مثل قتل الجميع، وإذا أنقذ أي شخص حياة، فسيكون مثل إنقاذ حياة كل البشر

ذكر فقيه المالكي ابن الجزي في القوانين الفقهية أن العلماء اتفقوا على تحريم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه، وأنه إذا تشكلت النطفة في الرحم فإن التدخل فيها حرام، وأنه يعتبر قتلاً للنفس بإجماع العلماء، ويزداد سوءاً إذا نفخت فيها الروح

يزداد قوة النهي مع اقتراب وقت نفخ الروح في الجنين، لأنها جريمة. وإذا اكتسب الجنين شكلا بشريا ولمسه القابلات، فيجب حمايته بشكل كامل. وذكر المؤلف في `البحر الرائق` أن بعض سمات الجنين تدل على أنه طفل، وأنه لا يجوز التدخل فيه إذا بدأت معالمه تتضح بعد التمييز بينها وبين العلقة والدم، لأنها تعتبر روحا، ولا شك أن حرمة الروح محفوظة بالاتفاق والأدلة الشرعية

وبهذا يتضح لنا أن الإجهاض بعد نفخ الروح بالجنين جريمة لا يجوز ارتكابها إلا في حالات الضرورة القصوى والمؤكدة وليس عند الضرورة فقط أي عند الضرورة وثبت ان هذا يعني الحالات التي قد يعرض فيها الحفاظ على الجنين حياة الأم للخطر مع العلم أنه مع تقدم الطب الحديث والإمكانيات العلمية المتاحة اليوم وأصبحت عمليات الإجهاض التي يتم إجراؤها لإنقاذ حياة الأم نادرة جدًا.

مراحل نمو الجنين في القرآن الكريم

الواقع هو أن النص القرآني الذي شرحه الفقهاء كان يخاطب الناس بالمعلومات المتوفرة ليظهر لهم قدرة الله، وليس ليمنحهم معلومات في علم الأجنة، وأكد القرآن الكريم أن الجنين يتكون بسبب النطفة المختلطة بين نطفة الرجل وبيضة المرأة، وقال تعالى “إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا” [الإنسان: 2]، كما بين أنه يتحول من مرحلة إلى أخرى بقوله “ما لكم لا ترجون لله وقارا، وقد خلقكم أطوارا” [نوح: 13، 14]، ولم يكن جنينا قزما كما اشتهر في الماضي، وخاصة عند نزول القرآن الكريم، وبعد مئات السنين.

يبين القرآن الكريم أن جنس الجنين يتحدد بناءً على نوع نطفة الرجل، كما أوضح الله تعالى في قوله الكريم: `وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى.`

وهذا لم يعرف إلا بعد اكتشاف المجهر الإلكتروني في بداية القرن العشرين، وأشار القرآن الكريم إلى أن غدد الذكر الجنسية المنتجة للخصيتين تنشأ من منطقة الظهر “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ” [الأعراف: 172]

وهكذا، يوضح القرآن الكريم بدقة وترتيب مختلف مراحل نمو الجنين، مثل المرحلة الأولى للنطفة ثم العلقة والمضغة والعظام والعضلات والإنشاء الآخر والمخاض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى