هل بول الرضيع طاهر ؟ .. ومن اي انواع النجاسة يعتبر
هل بول الرضيع نجس
يعتبر بول الطفل نجسا وغير طاهر منذ ولادته حتى نهاية حياته، ولكن تم التخفيف في تطهيره حيث لا يلزم غسله، وينفذ هذا الأمر في حق الطفل الذي لم يتناول الطعام، أما الجارية التي لم تتناول الطعام فيجب أن يتم تطهير بولها كأي نجاسة أخرى ويعتبر هذا من درجات النجاسة المخففة.
فقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين الذكر والأنثى في حديث شريف عن أبي السمح، رضي الله عنه، حيث قال: `يغسل من بول الجارية، ويرش من بول الغلام`. وقد رواه أبو داود والنسائي، ونقل البيهقي عن البخاري أن هذا الحديث حسن. يتضح من هذا الحديث فرقا بين بول الغلام وبول الجارية أي الأنثى. فالغلام يكتفي بالرش بالماء فقط، ولا يحتاج إلى الغسل أو العصر. أما بول الجارية فيحتاج إلى الغسل. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله الأوجه التي تبين التفرقة بين الصبي والصبية كما يلي:
- تفريق بول البنت والولد هو من محاسن الشريعة ودليل على حكمتها الكاملة، حيث أن الرجال والنساء يحملون الأولاد بشكل متساوٍ ولكن يمكن أن يكون التعرض لبول الذكور أكثر، مما يجعل الغسل أكثر تعقيدًا وصعوبةً.
- الوجه الثاني يتمثل في أن بول الأولاد لا ينزل في مكان واحد، بل يكون منتشرًا بشكل متفرق، مما يجعل من الصعب غسل كل المناطق التي أصابته، إلا عند مقارنته ببول الفتيات.
- الجانب الالثالث من الأمر يتجلى في أن بول الفتيات يكون أقل حرارة من بول الأولاد، مما يؤدي إلى تخفيف نتانة البول، بينما يكون بول الأولاد أكثر حرارة وجفافًا، مما يجعله أكثر ارتكازًا وتركيزًا، وهذا يعود إلى تأثير الحرارة على الجسم والتأثير على نسبة الرطوبة في بول الفتيات.
بول الصبي الرضيع من درجات النجاسة
إن بول الصبي الرضيع من درجات النجاسة ولكنه مخفف، والتخفيف هنا يكون في تطهير هذا البول وهذا التخفيف لا يدل على أنه غير نجسًا، بل هو من درجات النجاسة وهذا الأمر بالإجماع كما تم نقله من النووي ولم يخالفه إلا داود الظاهري، وإن بول الصبي الرضيع من النجاسة المخففة لدرجات النجاسة، نستطيع القول أن تطهير النجاسة تكون على أقسام ثلاثة وهي:
- الجزء الأول هو النجاسة الكبيرة التي تستدعي الغسل سبع مرات، ونبدأ باستخدام التراب. ومن أمثلة هذه النجاسة هي عندما يلوث الكلب إناء، قال أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات». وفي رواية مسلم: «أولهن بالتراب». وعن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ولغ الكلب في الإناء، فاغسلوه سبع مرات، واغسلوا الثامنة بالتراب».
- النجاسة المخففة هي نجاسة تعامل مثل نجاسة بول الرضيع الذي لم يأكل الطعام، ويمكن فيها التخلص منها بنضح الماء ورش مكان النجاسة دون الحاجة إلى غسلها وعصرها.
- القسم الثالث هو النجاسة المتوسطة، وهي تشبه باقي النجاسات التي يجب غسلها، وقد ذكر أبو هريرة رضي الله عنه هذا الأمر في قصة الأعرابي الذي تبول في المسجد، وهذا الحديث متفق عليه.
نجاسة بول الصبي الرضيع الذي لم يأكل الطعام
إذا لم يتناول الرضيع الطعام، فإنه يعتبر نجسًا ولكن نجاسته مخففة، ويمكن إزالة هذه النجاسة بالرش والنضح. ولكن إذا بدأ الطفل في تناول الطعام بشكل منتظم، فيجب غسله، وسنوضح هذا الأمر بشكل أكبر
- طالما لم يتغذ الطفل على غير حليب الأم ويتغذى منه فقط ويرضع، فإن بوله يعتبر نجاسة خفيفة ويكفي رشه ونضحه.
- في حالة تعرض ثوب الصبي لنجاسة، ثم ارتدى ثوبًا آخرًا نظيفًا، فإن النجاسة تنتقل إلى الثوب الجديد عند لمسه إذا كان الثوب الجديد رطبًا.
- إذا كان رطوبته خفيفة، فإنه لا يؤثر على الثوب الذي يلامسه ولا يتسبب في تلويثه.
- إذا كانت الرطوبة واضحة، ستنجس الملابس التي تلامسها، وبالتالي يتكون هذه الملابس نجسة، لذلك يجب غسل أي جزء من الملابس الطاهرة الذي أتى في اتصال بالنجاسة بالماء.
يجب ملاحظة أن أشعة الشمس وحدها لا تكفي لإزالة النجاسة، لذلك يجب غسلها بالماء فقط. فعندما كان النبي عليه الصلاة والسلام يتعرض لبول الصبي، كان يغسله بالماء، أما إذا كان الطفل حديث الولادة فيمكن إزالة البول عن طريق رش الماء عليه دون الحاجة إلى فركه أو غسله.
دليل حكم بول الرضيع
من الأدلة التي ذكرت في السنة النبوية أن بول الرضيع يعتبر نجسًا ولكنه يمكن تخفيفه بالماء
- عن عائشة رضي الله عنها، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان رسول الله يجلب الأطفال ويمرغ رأسهم في الماء ويلعب معهم، فأحضر له طفل فتبول عليه، فدعا بالماء وتبعه بول الطفل، وفي رواية لمسلم: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بطفل رضيع.
- ذكرت أم قيس بنت محصن رضي الله عنها أنها أتت الرسول صلى الله عليه وسلم بابنها الذي لم يأكل الطعام، فوضعته في حجره، ثم بكى الطفل. فلم يزد النبي عليه السلام سوى أن نضح بالماء له.
حكم بول الرضيع الذي يتغذى باللبن الصناعي
إن تبول الرضيع الذي يتغذى على الحليب الصناعي يعتبر نجاسة مخففة، ويتم رشه وتنظيفه بالماء. يشير هذا إلى أن الرضيع الذي يعتمد على الحليب سواء كان من الثدي الأم أو حليب مجفف، لم يتم إدخال أي شيء آخر في معدته. فقد يتم إعطاء الرضيع أدوية أو تحنيكه منذ ولادته، ولكن هذا لا يؤثر على تبوله ويظل في فئة “النجاسة المخففة”، ويتم فقط رشه بالماء. أشار ابن حجر إلى أنه عندما يقال “لم يأكل الطعام”، يعني أنه لا يتناول سوى الحليب، بالإضافة إلى تمر يستخدم للتحنيك والعسل الذي يتم تناوله للعلاج. وعندما يبدأ في تناول الطعام كما ذكرنا سابقا في هذا المقال، فإن تبوله يصبح مشابها لتبول الكبار ويجب غسله.
النوم على فراش به بول جاف
يتساءل الكثيرون عما إذا كان النوم على فراش به بول جاف يسبب النجاسة أم لا، ويوضح علماء الدين والفقهاء أنه إذا كان البول جافا تماما فلا ينتقل النجاسة عند لمسه أو الجلوس عليه، ولا يحتاج إلى غسل الثياب، ولكن ذلك لا يعني أن الفراش طاهر، بل يظل أثر النجاسة عليه، دون أن ينتقل النجاسة ذاتها.
يجب التنويه هنا أنه في الحالات التالية سينتقل التلوث عند استخدام فراش به نجاسة:
- في حال كان الفراش رطبًا وتم جلوس عليه، ينتقل النجاسة إليك.
- إذا كان الفراش جافا ولامست اليد النجاسة وهي مبللة بالماء، فإن النجاسة ستنتقل أيضا، ويجب غسل اليد وتغيير الملابس لأن النجاسة تنتقل عن طريق الرطوبة.