هل القولون العصبي يسبب الخوف والقلق
حقيقة الخوف والقلق بسبب القولون العصبي
القولون هو جزء من أجزاء الجهاز الهضمي في نهاية القناة الهضمية، ويعرف أيضا باسم الأمعاء الغليظة، وظيفته الأساسية هي نقل الفضلات من الأمعاء إلى المستقيم. يسبب القولون العديد من المشاكل النفسية في مراحله الأولى، ومن بين هذه المشاكل هو الخوف من الموت الذي ينجم عن التوتر والقلق النفسي، وقد يتحول التوتر إلى وسواس قهري مزعج في كثير من الأحيان، وبالتالي يجد المريض نفسه يحتاج إلى العلاج النفسي والأدوية الخاصة بعلاج الحالات النفسية والعصبية، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على حياة الفرد الذي كان يعيش حياة مستقرة ويصبح حياته مليئة بالأحزان والهموم.
إصابة المريض بالأمراض النفسية تؤثر على قدرته على التواصل والتعامل في حياته اليومية بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى ابتعاده عن الممارسات الاجتماعية وتعرضه لنوبات مرضية وكوابيس تلازمه لفترة طويلة، كما قد يؤدي ذلك إلى ترك بعض الأفراد عملهم بشكل متكرر.
تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين القلق ومتلازمة القولون العصبي (IBS)، وهي حالة تؤثر على الأمعاء الغليظة وقد تسبب حركة غير طبيعية في الأمعاء، وكذلك يعاني العديد من المصابين بمتلازمة القولون العصبي من القلق والخوف المستمر.
علاقة اضطرابات الخوف بـ القولون العصبي
تتضمن الاضطرابات الشائعة للقلق حدوث اضطراب القلق العام واضطراب الهلع أو الخوف واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب القلق الاجتماعي. والعنصر المشترك بينهم هو حدوث قلق مفرط ومستمر الذي يمكن أن يتسبب في ظهور أعراض جسدية مثل الشعور بالتعب والإرهاق الشديد وزيادة معدل ضربات القلب والتعرق. يمكن أن تؤدي هذه الأعراض جميعا إلى تعطيل القدرة على العمل بشكل طبيعي في الحياة اليومية.
يؤثر القلق على أكثر من ثلث البالغين داخل الولايات المتحدة في مرحلة ما من حياتهم، ويعد مرض القولون العصبي شائعاً حيث تتراوح نسبته بين 7٪ إلى 21٪ من سكان الولايات المتحدة الذين تم تشخيصهم به، وهناك العديد من الأفراد الذين لم يتم تشخيصهم بعد.
في هذه الفترة، لا يمكن للباحثين تقدير نسبة الأفراد الذين يعانون من الخوف والقلق ومرض القولون العصبي، ومع ذلك، تشير العديد من الدراسات إلى وجود علاقة وثيقة بين الأعراض النفسية والجسدية لمرض القولون العصبي، حيث أظهرت الأبحاث أن 41٪ من الأفراد المصابين بمرض القولون العصبي يعانون من اضطراب القلق والخوف، بينما يعاني من هذه الأعراض فقط 8٪ من الأشخاص الذين لا يعانون من مرض القولون العصبي.
ارتباط القلق بمتلازمة القولون العصبي
يوجد نظام يُعرف باسم نظام إشارات ثنائي الاتجاه بين الدماغ والأمعاء، حيث يحدث تشابك بين العقل والأمعاء فيما يُعرف أيضًا لدى العلماء باسم محور القناة الهضمية، ويُعتقد أنه قد يكون سببًا في ارتباط القلق بالقولون العصبي.
تؤدي الأفكار والمشاعر والبيئة المحيطة بنا إلى إفراز العديد من المواد الكيميائية التي تؤثر على العمليات المختلفة داخل أجسامنا. عند الشعور بالقلق، يقوم الجسم بإفراز المواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر إلى الأمعاء، مما يزيد من حساسية الأمعاء ويسبب الالتهاب، وفي النهاية يؤدي إلى حدوث آلام في البطن وتغير في بكتيريا الأمعاء واضطراب حركة الأمعاء.
وبعد أثبتت أن هناك علاقة بين القناة الهضمية الضعيفة وارتباطها بمشاكل الصحة العقلية، وذلك لأن دماغنا يعتمد على المواد الكيميائية والهرمونات التي تقوم البكتيريا بتصنيعها داخل أمعائنا، وفي الواقع يعتبر أكثر من 90٪ من السيروتونين الموجود لدينا مصنوع داخل أمعائنا،والسيروتونين عبارة عن مادة كيميائية مهمة تتحكم في مزاجنا وتساعد أيضاً في التحكم في مستويات القلق لدينا.
هل القولون العصبي يسبب الخوف من الموت
يُعَدُّ مرض القولون العصبي من الأمراض غير العضوية، وهو من الأمراض الأكثر خطورة على حياة الإنسان، ويُمْكِنُ أن يُسَبِّبَ القولون الخوف من الموت، وهُنالِكَ بَعْضُ الطُّرُق التي تُساعِدُ على التَّخْلُصِ مِنْ الخَوْفِ والقَلَقِ مِنْ مَرَضِ القولون العصبي، مَثَلًا:
- يمكن ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تساعد على الاسترخاء النفسي والعضلي، وزيادة الصلوات والتوكل على الله.
- ينبغي التعامل مع أي مشكلة يواجهها الشخص المريض بالهدوء والابتعاد عن المشاكل والغضب.
- ضرورة أخذ وقت كاف للراحة والنوم.
متلازمة القولون العصبي
يسبب القولون العصبي العديد من المشاكل في الجهاز الهضمي، ويصاب حوالي 10 إلى 15 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم بهذا المرض. وعلى الرغم من أن أعراض القولون العصبي تختلف من شخص إلى آخر، فإن مرض القولون العصبي ليس مرضا يهدد حياة المريض، إلا أنه في بعض الأحيان يتطور إلى حالة مرضية مزمنة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العديد من جوانب حياة المريض.
التشابه بين اعراض القولون العصبي واعراض القلق
تشير الدراسات إلى أن معدل الإصابة بمرض القولون العصبي يرتفع بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق والخوف واضطرابات المزاج، ويسبب القولون العصبي العديد من الأعراض المؤلمة التي قد تكون محرجة وصعبة السيطرة عليها.
أعراض القولون العصبي:
- الالام في البطن.
- الشعور بالالام متكررة في المعدة.
- قد يحدث في بعد الحالات تشنجات.
- حدوث انتفاخات وغازات زائدة في البطن.
- تعاني بعض الحالات من الإمساك، في حين يعاني البعض الآخر من الإسهال.
- تتفاوت التغييرات في أداء المعدة بين الإمساك والإسهال.
- يعتبر ارتجاع المرئ أحد أعراض البرد في القولون.
أعراض اضطراب الخوف والقلق:
- العرق المستمر.
- ارتجاف الجسم.
- حدوث الالام في الصدر.
- سرعة ضربات القلب.
نصائح لـ مريض القولون
يشعر العديد من مرضى القولون العصبي بأنهم غير قادرين على تناول أنواع مختلفة من الطعام بسبب تفاعل الجسم غير السار معها، فبعض الأطعمة يعتبرها بعضهم مثيرة لحالات القولون العصبي وتسبب مشاكل كبيرة لهم، وهناك أنواع عديدة من الأطعمة التي يأكلونها بأمان.
لذلك يجب على الأشخاص التي تعاني من متلازمة القولون العصبي، اتباع نظام صحي متوازن يتكون من وجبتين الى ثلاثة وجبات خفيفة في اليوم، ومن الضروري التأكد من أن الوجبات الغذائية لا بد أن تكون غنية بالألياف وتحتوي على نسبة قليلة من الدهون، ويجب تناول الكثير من الفاكهة والخضراوات.
لا بد من الانتباه إلى أن كل من النظام الغذائي والقولون العصبي هما شيء فردي، فما يعمل لشخص واحد مصاب بمتلازمة القولون العصبي قد لا يعمل مع شخص آخر. وبمرور الوقت، حدد أطباء التغذية الأطعمة التي تسبب مشاكل عديدة لدى الأشخاص، ولذلك اقترح خبراء التغذية حمية غذائية لمرضى القولون العصبي، أو ماذا يجب على مريض القولون أن يأكل
- يوصى بتناول جميع الخضروات بعد طهيها، باستثناء بعض الخضار مثل البروكلي والملفوف والقرنبيط التي قد تسبب الكثير من الغازات.
- تناول الفواكه بدون قشرها، ويمكن أن يعانيبعض المرضى من مشاكل كثيرة عند تناول بعض الفواكه مثل التفاح والحمضيات والبطيخ.
- يفضل زيادة تناول الألياف الغذائية في النظام الغذائي، ولكن يجب زيادة تناول الألياف ببطء، ويفضل تناول كمية كبيرة من المياه تتراوح بين 2-5 لتر في اليوم.
- يجب الانتباه لأي ردود فعل سلبية بعد تناول نوع معين من الغذاء، حيث يمكن أن يؤدي تناول ألياف النخيل إلى زيادة أعراض القولون العصبي.
- في الحالات العادية، يستطيع مرضى القولون العصبي تناول الأرز والمكرونة والخبز وبعض المقرمشات، وبإمكانهم تناول أي نوع من الحبوب بما في ذلك القمح الكامل والأبيض الخالي من الجلوتين أو ذو الجلوتين.
- يُفضل تناول مشروبات الألبان، ولكنها تسبب بعض المشاكل عند الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل سكر اللاكتوز.
- يجب تناول جميع أنواع اللحوم والدواجن والأسماك
- يفضل أيضا تناول عصير التفاح بالقرفة، لأنه يعد أفضل عصير مهدئ للقولون .