اسلاميات

هل الذنب يمنع الرزق ؟.. ” موانع الرزق التي يمكن تفاديها “

هل الذنب يمنع الرزق 

يتمنى الناس ويرجون من ربهم الرزق الوفير، ويسعون لزيادة رزقهم بالأسباب الدنيوية والدينية رغبة في زيادة وسعة الرزق، ولكن هل يمكن أن يمنع الذنب الرزق

يرون علماء الدين أن الرزق بيد الله وقدره وليست دائما تمنع عن الناس بذنوبهم، قد تكون سببا أو لا تكون، فليس شرطا، ولكن من المؤكد أن كلما زادت الذنوب والمعاصي للمسلم كانت سببا في منع الرزق، فهي طريقة من طرق ردع المسلمين ليتوبوا ويعودوا لخالقهم ويكون جزاؤهم الجنة، أما غير المسلم فيكفيه عقاب الحرمان من الجنة

الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن ثوبان ‏قال ‏ :قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن العبد يحرم الرزق بالذنب الذي يقع فيه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر` 

موانع الرزق التي يمكن تفاديها

هناك أسباب عديدة لعدم التوفيق وعوائق في الرزق، والتي تؤثر على الخير والرزق بكافة معانيه. ومن تلك الأسباب

  • تجاهل الأخذ بالأسباب والاعتماد على القدر 

يعتقد بعض الناس أنه ليس هناك حاجة للعمل إذا كان الرزق بيد الله، وبالتالي يتركون الأسباب ولا يعملون، ويمكن أن يكون ذلك بسبب الكسل أو الإهمال أو عدم فهم أهمية الأسباب في تحقيق الرزق.

  • أكل الحرام أو ما فيه شُبْهة  

أكل المال الحرام يشمل أكل مال الناس، والرشوة، والربا، والسرقة، وغيرها من طرق الكسب الحرام التي تتعارض مع شرع الإسلام وتمنع رضا الله

  • كفر النعم وازدراء عطايا الله، حتى وإن كانت قليلة 

يركز كثير من الناس على ما يفتقدونه ويحتاجونه، وما حُرِموا منه، ويتجاهلون النعم والهبات والمنح التي أعطاها الله لهم. ومن عوامل منع الرزق عن العباد هو نكران نعمة الله عليهم، وتقليل ما يعطيهم الله، وتقليل قيمته، والنظر إلى عطايا الله بالاستصغار والتقليل.

  • البخل والشح

البخل والشح من أسوأ الصفات التي يمكن أن تتصف بها الإنسان، وهي صفة ذميمة. وقد قال الله سبحانه وتعالى {ومن يوق شح نفسه فأولٰئك هم المفلحون} [الحشر: 9]. والشح أسوأ من البخل {وأما من بخل واستغنىٰ * وكذب بالحسنىٰ * فسنيسره للعسرىٰ * وما يغني عنه ماله إذا تردىٰ} [الليل: 8-11]

يظهر الله تعالى في الآية رقم 180 من سورة آل عمران مدى سوء الشح والبخل، حيث يقول: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم، بل هو شر لهم، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة، ولله ميراث السماوات والأرض، والله بما تعملون خبير}.

  • القيام بالأعمال الشِّركيَّة

تعد الأعمال الشركية واحدة من الأسباب التي تحرم الرزق عن العباد، ومن الأعمال الشركية الدعاء لغير الله والتوسل بالعباد وذبح الأضاحي لغير الله وتعليق التمائم وكل ما يشبهها، والتعلق بغير الله، لأن الشرك هو ظلم عظيم

القرآن الكريم نور وهدى ودليل البشر للجنة بتعاليمه وأحكامه والإعراض عن القرآن الكريم وكلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم هو سبب في منع الرزق، فالرزق يزيد بذكر الله وقراءة القرآن الكريم، ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].

  • عدم الرجوع بالفضل في الرزق إلى الرازق الكريم

كل الخير بيد الله سبحانه وتعالى والرزق من عنده لأنه هو الرزاق ولكن الناس كثير ما تنسى او تغتر بنعم الله فينسب الشخص لنفسه الفضل فيقول هذا الرزق بسبب اجتهادي أو بسبب ذكائي أو بسبب مهارتي أو بسبب أني محظوظ وغيرها من الأسباب التي يمكن للإنسان أن يرجع لها الرزق سوى الله سبحانه وتعالى.

  • الانشغال عن الفرائض بطلب الرزق

قد يشغل الناس بطلب الرزق والعمل، ويأخذ ذلك وقتهم وحياتهم، فينسون أداء الفرائض ويهملونها. ترى الشخص يهمل صلاة الوقت بحجة العمل، ويتجاهل صلاة الفجر بحجة الاستيقاظ المبكر للعمل، على الرغم من أنه قد يستيقظ لأمر آخر. كما يتجاهل فريضة الحج بحجة العمل، وتنشغل المرأة عن رعاية بيتها وعملها بحجة العمل

  • ترك إخراج الزكاة

يعد تجاهل فرض الزكاة من بين أسباب حرمان الرزق، حيث إن الزكاة هي حق الفقير في المال الذي منّ الله به على الناس، ومن يتجاهل فرض الله من الفروض فسيتم معاقبته على ذلك.

  • الذنوب والمعاصي

تعد الذنوب والمعاصي من أهم أسباب موانع الرزق حيث تبعد الإنسان عن ربه فتحجب نعمه، ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 160، 161].

كيفية تفادي موانع الرزق

يمكن تفادي موانع الرزق، ولكن هذا الأمر ليس سهلا، فهو يحتاج إلى مجاهدة النفس والتقرب إلى الله والاستعانة به والاستمرار في الدعاء. ويجب على المسلم مجاهدة نفسه لتجنب المعاصي والذنوب والابتعاد عن المال الحرام وتعلم العلم الشرعي الصحيح لتجنب أنواع الشرك المختلفة. كما يجب عليه تجنب آثار الذنوب والمعاصي على الرزق وحياته، ويمكن تفادي موانع الرزق باتباع بعض النصائح

  • يتمثل الالتزام في الدعاء للرزق والاستمرار في ذلك باستمرار
  • الالتزام بالطاعات وبالأخص التصدق على الفقراء.
  • يتم الالتزام بالفروض الخمس والفروض الصلاة الخاصة الأخرى.
  • تجنب الكبر والغرور والإشادة بالله وحده سبحانه وتعالى
  • الابتعاد عن الذنوب والمعاصي.
  • الحرص على أداء الزكاة.
  • عدم الانشغال بالرزق عن الفرائض والعبادات.
  • تجنب اسباب منع الرزق  .
  • التمسك بالاستغفار يحمل فوائد عظيمة في تحقيق الأماني والرغبات، وذلك بفضله الكبير

يؤكد العلماء أن الاستمرار في الأعمال الصالحة يؤدي إلى تحسين حال العبد، ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة النحل: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}، ويظهر من الآية أن العمل الصالح يجعل حياة الإنسان سعيدة، سواء كان ذكرا أو أنثى، وسيحصل المؤمنون على أجر حسن عندما يعملون الخير، وهو عبارة عن تحسن في حالتهم

آيات الرزق في القرآن الكريم

ذكر الرزق في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع مختلفة، ومن الآيات التي تحدث عن ذلك:

  • فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا * یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا * وَیُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰ⁠لࣲ وَبَنِینَ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا﴾ [نوح].
  • إِنَّ ٱللَّهَ یَرۡزُقُ مَن یَشَاۤءُ بِغَیۡرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران].
  • يسعى الله إلى جزاء الأعمال الحسنة التي يقومون بها، وزيادة فضلهم، وهو الذي يرزق من يشاء بدون حساب. (سورة النور).
  • الله هو الرازق ذو القوة المتينة. [الذاريات].
  • يمد الله بالرزق من يشاء من عباده ويحدد له الحصة المناسبة، فإن الله يعلم كل شيء. (سورة العنكبوت: 62).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى