هل الحشيش يذهب العقل مثل الخمر
ما هو الحشيش
الحشيش أو القنب، ويعرف باسم (Cannabis Sativa) أو (Cannabis Indica)، هو نبات بري من أسرة نبات القنب، وينمو في جميع أنحاء العالم منذ القدم، وقد تم استخدام هذا النبات على مر السنين للعديد من الأغراض، فمثلا يتم استخدامه للأغراض الطبية أو كمخدر عند التدخين
ويتم تناول الحشيش عن طريق تجفيف أوراقه ثم يتم خلطها مع المادة الصمغية للتبغ ويتم تدخينها كسجائر (spliff) عن طريق استنشاق الدخان بقوة مع القيام بحبس النفس في الرئتين لبضع ثواني، ثم يخرج الزفير مختلطًا بالدخان، أو من الممكن أن يتم تناوله الجليون البيبه أو ما يسمى بالأركيلة، ومن الممكن تناوله في الشاي أو مخلوط مع بعض الأطعمة.
عند تناول الحشيش، يمتص الدوران الدموية أكثر من نصف المركبات الكيميائية التي تؤثر على الجانب النفسي للإنسان، ويتم تخزين هذه المركبات تدريجيا في الأنسجة الدهنية. يتم فصل هذه المركبات في البول باستمرار، حتى بعد التوقف عن تناول الحشيش، ويمكن اكتشاف تعاطي الشخص للحشيش من خلال تحليل بوله، حتى لو توقف عن تناوله، ويستغرق وجوده في البول حتى 56 يوما
هل الحشيش يذهب العقل مثل الخمر
يشترك الحشيش والخمر في العديد من الخصائص، حيث يؤثران على العقل بشكل مشابه، لكن تختلف درجة التأثير بينهما حسب الكمية ودرجة التركيز. عند تناول الحشيش، تمتص الدورة الدموية أكثر من نصف مكوناته الكيميائية التي تؤثر على الإنسان، وتنتقل إلى المخ وأجزاء أخرى في الجسم، مسببة شعورا بالخدر والتشويش
ذلك يرجع إلى تأثير مركب الدلتا-9-THC على نهايات الألياف العصبية الكانابينويدية في الدماغ، مما يؤثر على الخلايا العصبية والإشارات العصبية التي تنطلق منها. ومن الأمور المدهشة أن الدماغ البشري ينتج مركبات طبيعية مشابهة لمركبات الحشيش، وتسمى هذه المركبات بالكانابينويدات الداخلية أو بالاسم الإنجليزي (endocannabinoids)
تؤثر هذه المركبات على المستقبلات الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن الشعور بالفرح والحزن والتفكير والذاكرة والتركيز والإدراك الحسي والوقت. وعلاوة على ذلك، فإن مركبات الحشيش لها تأثير على بقية أجزاء الجسم مثل الجلد والمعدة والعيون والآذان
قبل تناول الحشيش، يجب على الشخص أن يعرف جميع الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث لاحقا، مثل اضطراب الوعي والتشويش والهلوسة والوسواس والشكوك والقلق، ولكن هذه التأثيرات تختلف بين الأشخاص وتعتمد على الجرعة التي يتم تناولها وما إذا كان الشخص يتناول الحشيش لأول مرة أم ليس كذلك، وبالتالي يختلف الأثر السلبي على الشخص باختلاف حالته.
الفرق بين الخمر والحشيش
إن الفرق بين الخمر والحشيش ليس بالكبير فكلاهما يذهبان العقل ويضران الجسم، لكن من الممكن أن يختلف الفرق في مدى تأثير كل منهما على الشخص، لكن عليك أن تعلم أنه ليس شرطًا أن تمتلك الخمر او الحشيش نفس التأثير على الأشخاص، فكل شخص تختلف حالته من آخر، وذلك يرجع لعدة أسباب، لكن مما لا شك فيه أن كلاهما يضر بصحة الإنسان.
يمتلك الحشيش تأثير طويل المدى على عقل الشخص الذي يتناوله، ويكون هذا التأثير أشد وطأة بكثير من تلك التي من الممكن أن تسببها الخمر، لذلك تعتبر المقارنة بين الخمر والحشيش غير عادلة نوعًا ما، لكن ما يتفق فيه كلاهما هو أنهما مضرات بصحة الإنسان وعقله، إن لم هذا الضرر في لحظتها سيكون على المدى البعيد.
ومع ذلك، يجب أن تدرك أن نسبة إدمان الخمر أعلى من نسبة إدمان تعاطي الحشيش، وفقا لدراسة استقصائية أجريت في عام 199، قام فيها علماء الأوبئة في المعهد الوطني لتعاطي المخدرات بسؤال أكثر من 8 آلاف شخص يتعاطون الماريجوانا أو الحشيش، وكانت أعمارهم تتراوح بين 15 و 64 سنة. وأظهرت النتائج أن حوالي 9٪ من الأشخاص الذين جربوا الحشيش مرة واحدة على الأقل تم تشخيصهم بالإدمان، بينما تم تشخيص حوالي 15% من الأشخاص الذين تناولوا الكحول لأول مرة بالإدمان
حكم شرب الحشيش
يقول الشيخ ابن باز: تتحدث هذه الجملة عن التحذير من التدخين ومشتقاته، وتأكيد أنها محرمة شرعا، وذلك استنادا إلى قول الله تعالى “يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات” وأمر النبي ﷺ بقوله “أحل لكم الطيبات” عندما سأله الناس عن ما يحل لهم. وأن التدخين مضر بشدة وخبيث، ويسبب العديد من الأمراض، وهو محرم لخبثه وضرره الكبير، ويجب على المسلمين تركه وعدم استعماله أو مشتقاته. وتذكر الجملة أيضا تحريم المخدرات مثل الحشيش والأفيون والكوكايين والمورفين وغيرها لأسباب عدة
التخمير والتسكير يغيبان العقل ويغطيانه، ويعتبر كل ما يتسبب في ذلك حراما، وذلك بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربها في الآخرة) رواه مسلم. وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى قال: “بعثني النبي صلى الله عليه وسلم، أنا ومعاذ بن جبل، إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، إن شرابا يصنع بأرضنا يقال له المزر من الشعير، وشراب يقال له البتع من العسل، فقال: (كل مسكر حرام)”. وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “سمعت عمر رضي الله عنه، على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: (أما بعد، أيها الناس، إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل)”. ويعتبر الحشيش وغيره من المخدرات مثل التخمير والتسكير يغيبان العقل ويعتبران حراما
قال الحافظ ابن حجر: استنادا إلى قوله العام الذي يقول: (كل مسكر حرام)، يوضح تحريم ما يسكر، حتى لو لم يكن مشروبا، بما في ذلك الحشيشة وغيرها، ولدى النووي وغيره جزمها بأنها مسكرة، وآخرون جزموا بأنها مخدرة، وهذا يعد مكابرة؛ لأنها تسبب نفس الطرب والنشوة الذي يسببه الخمر، والإنغماس الدائم فيها. وقال الخطابي: “كل مشروب يؤدي إلى الضعف والخدر في الأعضاء والأطراف، وهو بوابة السكر، ونهى عن شربه حتى لا يتحول إلى سكر، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكل ما يؤدي إلى فقدان العقل حرام، حتى لو لم يكن يسبب النشوة والطرب، وتعاطي البنجر ، الذي لا يسكر ولا يفقد العقل، يعد مخالفا للشريعة