هل الحب حلال أم حرام
الحب أصل من أصول الإسلام
يعتبر الحب من صفات الله العظيمة، فإن الله سبحانه وتعالى يحب عباده الصالحين وبالتأكيد يتلقى هؤلاء العباد نفس الحب النابع من الإيمان. ودعانا الله تعالى لنتحاب فيما بيننا، ويتضمن الحب في الإسلام الحب المباح والحب المحرم
إذا كان الحب بين رجل وامرأة يتم بناءً على القواعد الشرعية في الإسلام، فإنه ليس حرام وفقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس: (لم ير للمتحابين مثل النكاح)،
ونظراً لذلك، فإن الحل الوحيد للحب في الإسلام هو الزواج، وأي حب آخر بين الرجال والنساء يعتبر غير مقبول شرعاً. فالزواج يحمي كلا الفتى والفتاة، وبالتالي يجب عليهم التسريع بالزواج .
ما هو الحب
خلق الله القلب لنا وجعل له نصيبًا من الحب في الحياة الدنيا، ومن الممكن أن تشعر بالحب إذا التقيت بشخص يجذب روحك إليه ، وتريد رؤيته كل يوم وتسعى للزواج منه
إن اللغة هي وسيلة التواصل بين البشر، ولا يمكنك التعامل مع شخص لا تحبه. والحب، عزيزي القارئ، ليس مقتصرًا فقط على حب الجنسين الرجل والمرأة، بل يمكن أن يشمل حب كل من يقدم لك معروفًا، وحب الأبوين، وحب الأولاد، وحب الأصدقاء، وحب الله ورسوله .
يعتمد التفسير العلمي للحب على اختلاف نسب معينة في الهرمونات الجنسية التي تؤثر بشكل كبير في الحب، وتتنوع مراحل الحب التي تنتهي بالتشويش في الفرق بين الحب والعشق
أنواع الحب
و بالطبع سوف تتعدّد أنواع الحُب بين الناس فيما يلي :-
- و سائر الأقارب: ينبعث بشكل طبيعي حب الأب والأم داخلنا، وهذا الحب البسيط يأتي بسبب كل ما قدمه الوالدين لنا طوال حياتنا .
- يحب المؤمنون والعلماء والصالحون، وبالطبع يوجد عدد لا بأس به من العلماء والمؤمنين والصالحين من حولنا، على سبيل المثال الشيخ متولي الشعراوي، وسوف يشعر الإنسان بالمحبة تجاههم بشكل تلقائي نظرًا للعلم والإرشاد الذي يقدمونه في مجال الدين والدنيا .
- يعتبر حب العبد لربه من أنقى أنواع الحب في الوجود، فالله سبحانه وتعالى يحب عباده ويطلب منهم أن يعيدوا هذا الحب له
- مَحبّة الزّوجة و الأولاد: تتأسس الحياة الزوجية في الدين الإسلامي على المودة والرحمة، إذ يسكن الزوج مع زوجته ويشعر بالأمان والراحة بجانبها، وبالطبع يزداد حبه لها مع العشرة وتواجد الأولاد
- الحبّ بين الفتيان و الفتيات : وهو نوع من الحب المحرم في ديننا الحنيف، باستثناء الاستثناءات المشروعة والقواعد الرسمية
شروط الحب في الإسلام
عند سماع كلمة الحب، يتبادر إلى الأذهان الحب الذي يحدث بين الشباب والفتيات في المدارس والجامعات والمعاهد ومواقع التواصل الاجتماعي وأماكن العمل وغيرها من الأماكن التي قد تشهد قصص حب بين الشباب والفتيات،
على الرغم من أنه ليس محرما تماما أن يكون لدى امرأة مشاعر تجاه رجل تعرف عنه وتعرف عن مواصفاته ومناصبه وتتمنى الزواج منه، أو أن يعجب شخص بفتاة رآها وسمع عنها وعن صفاتها. إلا أنه محرم تماما وجود أي علاقة أو تواصل بين رجل وامرأة، سواء كان ذلك عن طريق الاتصال أو النظرة أو الهمسة أو الكلمة أو اللقاء أو أي شكل آخر .
و تكمن الحرمة التي يحرمها الله في الأفعال فقط الناتجة عن ذلك الحب و ليست في الحب نفسه ، لأن هذه الأفعال من الممكن أن تودي بهم إلى التهلكة أو أرتكبا المحرمات مثل الزنا و العياذ بالله . و على أثر ذلك ، فيمكننا تقسيم الحب إلى قسمين رئيسين لتوضيح طبيعة الحب المقبول شرعا . و هما
ما لا يستطيع القلب رده
الحب البرئ هو الذي يقتصر فقط على النظر من مسافة أو متابعة الأخبار بطريقة غير مباشرة، وهو حب غير مشروط وغير آثم، ولا يعاقب الله فيه لأنه خارج عن إرادتك، وغالبًا ما يؤدي إلى الزواج
و كان النّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم يطلب من ربّه أن يُسامحه على ميل القلب الذي لا يملكه الإنسان ، فقد رُوِي عن السّيدة عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- يُقسّم فيعدل، و يقول: (اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ). فميل القلب الغير مقصود لا ملامة فيه و لا عقاب .
كان القلب فيه آثما ومختارا للحب
وهو ذلك الحب الذي يبدأ بكلمات عن الحب والغزل والمراسلات المحرمة، وأحيانا ينتج أيضا عن التواصل الوثيق والخاص، والخاصة ليست مقتصرة على المكان فقط، بل يمكن أن تكون أيضا خلوة في محادثة هاتفية أو محادثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
هذا النوع من الحب يدمر البيوت ويفسد المجتمعات، ويسبب العداوة والبغضاء بين الناس، سواء كان ذلك باللقاء المباشر، أو عبر الاتصال بالهاتف، أو باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة مثل فيسبوك وواتساب وغيرها كما ذكرنا من قبل .
ادلة تحريم الحب الذي يتبعه افعال محرمة في الاسلام
لا شك أن ديننا الحنيف حثنا على اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية لرفع مستوى المجتمع، فإن الله لم يحرم شيئًا إلا لأن له شرًا علينا. فالأفعال التي تنبع من الحب المحرم هي أفعال آثمة، وخطورتها تكمن في إثارة المشاعر التي يمكن أن تؤدي إلى الشهوة الجنسية ومن ثم الزنا .
لذلك نهى الله عن هذا النوع من الحب وحث على الزواج السريع للشباب والفتيات لتجنب الوقوع في الخطايا الكبيرة في الحياة، وهناك دلائل من الكتاب والسنة تؤكد ذلك
- قال النبي محمد صلّى الله عليه و سلّم-: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما).
- قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).
- قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، فإنه لا محالة أن يدرك ذلك، فزنى العين النظر، وزنى اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
- قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه النّاس)، فالأثم هنا عزيزي القارئ لن يتماشى مع النّفس إطلاقا ، فما لا يمكنك البوح به أمام الناس ، فهو محرم ، و ما تخجل أن تتحدث عنه فهو محرم أيضا ، كما أن النّفس المؤمنة تُنكِرُه وتَكرَهُه . و على ذلك فإن التي تحب من هو ليس حلالا لها ، فبالطبع لن تستطيع أظهار ذلك للناس .