هل الانفعال يؤثر على الجنين
إن انفعالات المرأة تؤثر على الجنين ، كما يمكن أن تؤثر على النسل ، ولكن قديما لم يكن من الواضح بالضبط مدى أهمية تلك النتائج بالنسبة للبشر ، وفي السنوات ال 15 الماضية أوضحت الأبحاث على الأمهات والأطفال أن الحالة العاطفية للمرأة الحامل وخاصة الإجهاد والقلق والاكتئاب يمكن أن تغير من نمو طفلها مع عواقب طويلة الأمد.
إن ضعف الرفاهية العاطفية للأم نتيجة إلى للإهمال أو الإساءة يزيد من خطر إصابة طفلها بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل الكأبة ، واضطراب نقص اليقظة وفرط النشاط ، والقلق أو غيرها من الحالات ، حيث إن الصحة العقلية للمرأة هي جزء لا يتجزأ من بيئة جنينها ، كما توضح مجموعة من الأدلة المزدهرة أن الصحة النفسية للمرأة الحامل يمكن أن تؤثر على صحة طفلها ، فقد تشكل الحالة العقلية للأم دماغ جنينها النامي.
تأثير الانفعالات على الجنين
فالجنين ليس معزولا عن العالم المحيط به، بل يشعر ويتأثر بكل شيء، وتؤثر مشاعر الأم عليه، ويتساءل العديد من الأمهات عما إذا كان الزعل يمكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين أم لا، وتظهر نتائج تأثير المشاعر المتعددة على الجنين على النحو التالي
تأثير الضغط والتوتر
عندما يتعلق الأمر بالإجهاد ، فإن علماء النفس في كثير من الأحيان يقومون بتأكيد أن القليل منه جدا جيد ، حيث إن الدماغ البشري يتطلب إجهادًا كافًا ، ولكن ليس ساحقًا ، لتعزيز التطور العصبي الأمثل قبل الولادة وبعدها ، وكمية قليلة من الإجهاد تساعدنا على العمل على النحو الأمثل في معظم الحالات ، أما التعرض للكثير من الإجهاد ليس جيداً ، لأنه يمكن أن يساهم في الاضطرابات العاطفية والأمراض الجسدية للجنين ، كما أن بعض التوتر أثناء الحمل أمر طبيعي ، تمامًا كما هو الحال في أوقات الحياة الأخرى ، ولكن إذا أصبح التوتر مستمرًا ، فقد تستمر التأثيرات عليك وعلى طفلك.
أظهرت الدراسات أن النساء الحوامل اللواتي يتمتعن بصحة عقلية جيدة وحصلن على تعليم جيد، وكان الحمل ذو خطورة منخفضة، أن أطفالهن كانوا أصحاء. عند قياس مستوى التوتر والقلق والاكتئاب لدى الأمهات في منتصف الحمل، وعند اختبار نمو الأطفال بعد ستة أسابيع وثمانية عشرة شهرا، تبين أن الأطفال الذين أمهاتهم يعانين من مستويات ضيق خفيفة إلى معتدلة كانوا أكثر تقدما بدنيا وعقليا. أشارت دراسة أخرى إلى أن نمو أدمغة الأطفال استفاد من ضغط خفيف قبل الولادة، وكانت نضوجها أسرع قليلا، مع اتصال أعصاب أسرع بين الخلايا.
ومع ذلك ، يمكن أن يكون الإجهاد الزائد ضارا جدا ، عندما تكون المرأة متوترة ، يتحول جسمها تلقائيا إلى وضع القتال أو الهروب ، ويفرز كمية كبيرة من الكورتيزول وهرمونات التوتر الأخرى ، وهذه هي نفس الهرمونات التي تزيد عند وجود خطر ، وتستعد هذه الهرمونات للجري من خلال توفير وقود للعضلات وزيادة نبضات القلب ، وإذا تعاملت مع التوتر وتقدمت ، فإن استجابتك للضغط ستتلاشى ويعود جسمك إلى التوازن.
وفي الدراسات التي تمت على النساء الحوامل، تم تعريف الإجهاد الشديد على أنه يشمل المواقف التالية: فقدان أحد أحبائهن، والحروب، والكوارث الكبرى مثل الزلازل أو الفيضانات أو الحرائق أو الهجمات الإرهابية، والعنف بين الأشخاص. وقد تم ربط هذه الضغوط بحدوث الإجهاض في وقت لاحق، أو انخفاض وزن الرضع عند الولادة. أما الإجهاد المستمر مثل الفقر والتشرد والعنصرية والتمييز، فقد يؤدي أيضا إلى انخفاض وزن الرضع عند الولادة، وكذلك إلى مشاكل جسدية ونفسية في وقت لاحق. فالأطفال الذين عانت أمهاتهم من هذه المستويات السامة من الإجهاد أثناء الحمل، يعرضون إحصائيا لمشاكل في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، والتهيج، ومشاكل النوم في السنوات الثلاث الأولى من حياتهم. كما أنهم أكثر عرضة لمشاكل النمو التي قد تساهم في اختلافات طفيفة في نمو الدماغ وتؤدي إلى مشاكل سلوكية لدى الطفل، بما في ذلك المسائل المعرفية والسلوكية والاجتماعية والعاطفية والصحية التي تشير إلى التغيرات العصبية التطورية التي تحدث في مرحلة المراهقة والبلو.
الإجهاد يمكن أن يؤثر على تنظيم الجهاز المناعي ، وهذا يؤثر أيضا على التطور العصبي والسلوكي في الجنين ، حيث إن البروتينات الالتهابية المعروفة باسم السيتوكينات تتأثر ،و يبدو أنها تؤثر على كيفية نمو الخلايا العصبية وأشكال الاتصالات ، وأيضا الخلايا العصبية المسؤولة عن البقاء على قيد الحياة وكيفية التطور.
تأثير العصبيّة على الجنين
تتناول الدراسات والتقارير العديد من الآثار السلبية التي يمكن أن تؤثر على الجنين نتيجة للظروف العصبية والقلق والتوتر التي تعاني منها المرأة الحامل، وتشمل هذه الآثار السلبية ما يلي
تسبب المشاعر النفسية السلبية التي تعاني منها المرأة أضرارًا كبيرة على الرحم، حيث يمكن أن تتسبب هذه الآثار السلبية في تقلصات شديدة في الرحم، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى الإجهاض وفقدان الجنين.
تتمثل المشاكل التي قد تحدث أثناء الولادة في عدم انتظام واضطراب في تقلصات الرحم، وتصلب عنق الرحم مما يمنع مرور الجنين، وبالتالي قد تحدث مضاعفات بعد الولادة.
ينخفض إنتاج الحليب ، لذلك لا يستطيع الأطفال حديثو الولادة الحصول على ما يكفي من حليب الثدي ، وذلك لأن الأم تعاني من أمراض نفسية وعصبية وحالات مختلفة ، ويصبح نشاط الجنين ونموه غير متوازن ، حيث لا يعيش الجنين في عزلة ، بل يتأثر ببيئة الأم وبيئتها ، وينعكس ذلك سلباً أو إيجاباً.
يزن الجنين أقل من الوزن الطبيعي بسبب نقص السوائل حوله، وكذلك بسبب حركة الجنين المتكررة في الرحم، نتيجة مرور هرمونات التوتر عبر رحم الأم لتصل إلى الجنين، مما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة.
تشير الدراسات إلى أن الأجنة المعرضة للقلق والتوتر أكثر عرضة للإصابة بضعف العقل مقارنةً بالأجنة في الظروف العادية، ويزداد بشكل كبير احتمال بكاء الأطفال العصبيين وقلة النوم، وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من القلق والضغط النفسي في الرحم، فإن نموهم الفكري يكون بطيئًا جدًا.
تسمم الحمل الذي ينجم عن ارتفاع ضغط الدم بسبب هرمونات التوتر.
نصائح للتخلص من الانفعالات
نظرًا لتأثير الظروف النفسية على الجنين، يجب على المرأة الحامل أن تكون حذرة للغاية وتتبع التوصيات التالية
- يجب عليك التحدث مع طبيبك حول سبب شعورك بالتوتر، حيث يمكنكما العمل معاً على إيجاد حلول، مثل التأمل أو اليوجا قبل الولادة أو العلاج الحديث بالكلام
- على الرغم من عدم قدرتك على الغناء، يمكنك ممارسة الغناء لأن الموسيقى تساعد في التحكم في مستويات الكورتيزول، مما يساعد على تهدئة عقلك
- ينبغي للمرأة أن تأخذ قسطًا من الراحة، وتستحم في حمام ساخن، وتشرب كوبًا من الشاي، وتقرأ قدر المستطاع لأن ذلك يساعد على الاسترخاء، ويمكن للمرأة أن تبحث عن معلومات حول الحمل ورعاية الجنين
- بالإضافة إلى فوائدها الصحية للجسم والحوامل، يمكن للتمارين تقوية العظام في منطقة الحوض وبالتالي تعزيز الولادة، لذا يجب الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تساعد على تحسين الاسترخاء والراحة وتهدئة الأعصاب
- ممارسة اليوغا لها فوائد عديدة، منها تقوية الظهر والتخلص من آلام الجسم، بالإضافة إلى اكتساب الهدوء والاستقرار العقلي.