هل إفرازات الإثارة توجب الغسل
هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة
: يمر الإنسان بمراحل متعددة في الجماع، سواء كانت في مقدمتها أو في نهايتها. فمن الإثارة والشهوة إلى نهاية العملية، وهناك قواعد متعلقة بكل مرحلة من هذه المراحل والتي تختلف في بعض الأحيان. وتختلف السوائل التي تخرج أثناء الجماع من شخص لآخر، والمني والمذي من بين تلك السوائل. وأمر الله المسلمين بالاغتسال من الجنابة، وهذا يعتبر من نواهيه وأوامره لعباده، وعندما تطور العلم وأثبت أن عدم الاغتسال يؤدي إلى الإصابة بالأمراض، أصبح من الواضح أن أوامر الله ونواهيه تأتي بالخير لعباده
حكم نزول المذي
المذي هو سائل كتلته رقيقة ولونه أبيض، وملمسه لزج. يخرج عند الشعور بالشهوة، ولا يحدث بعده شعور بالفتور، وقد لا يشعر الإنسان به أثناء نزوله. يعتبر الفقهاء أنه من الإفرازات النجسة، ويتوجب على صاحبته إذا طال جسدها أو ملابسها أن تغسل ما أصابها. ولا حاجة للشخص نفسه أن يغتسل، وله تأثير على الوضوء، حيث ينقضه مثل البول .
حكم نزول المني
والمني هو سائل أصفر اللون ورقيق الكتلة، ينتج لذة عند خروجه من المهبل، ويتلاشى الشهوة بعده، وفي الرأي الراجح للعلماء، فإنه طاهر، ولكنه يتطلب الاغتسال، ويجب على المرأة أن تغتسل في هذه الحالة
يتضح من التفصيل السابق أن حكم غسل الإفرازات الجنسية يختلف بين الوجوب وعدم الوجوب، وذلك يعتمد على نوع الإفرازات التي تخرج من الشخص، وقد تم ذكر تلك الأحكام في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال العلماء
- وإذا كنتم جنبًا فتطهروا” [سورة المائدة] .
- لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ، [سورة النساء ].
- عندما سأل المقداد بن الأسود النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي، أمره بغسل العضو والوضوء.
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الماء من الماء.
- ذكر الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم خصائص مني المرأة والمذي التي تتطلب الاغتسال.
- في أحكام الغسل في المذهب الشافعي، يُحكم أن من يشتبه عليه المذي والمني مخير بين اتباع أي من الحكمين.
هل الاثارة تستوجب الغسل
غالبا ما يمكن للإنسان أن يشعر بلذة كبيرة، وتعود هذه اللذة إلى عدة أسباب متنوعة ومختلفة، وتؤثر على الجسم بطرق متعددة، سواء كان الشعور مصاحبا لإفرازات من الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة أو لم يصاحبه أي إفرازات. ومعرفة أهمية هذه الأمور وعلاقة الإثارة بالإفرازات وحدوث اللذة أمر مهم لكل مسلم، حيث يؤدي عدم التعرف على هذا الأمر إلى تعطيل أداء الواجبات أو التأثير على صحتها. لذلك، يجب على المسلم أن يعرف حالات الإثارة التي تستدعي الاغتسال لأداء الواجب الصحيح. ويجب أن نلاحظ أن الشهوة نفسها ليست سببا لوجوب الغسل، بل يجب أن يتبعها حدوث سلسلة من الأفعال التي تنتج إفرازات، ثم حدوث شهوة وأخيرا انقطاع الشهوة. في هذه الحالة، يجب على المسلم أن يغتسل. وفي حالة عدم حدوث إحدى هذه الخطوات، فإن انقطاع الأفعال الأخرى لا يجعل الغسل واجبا. فعلى سبيل المثال، إذا حدثت شهوة أو لذة دون حدوث إفرازات أو سوائل، فلا يجب الغسل، وبالمثل، إذا حدث نزول إفرازات دون وجود شهوة، فلا يجب الاغتسال أيضا.
هل يجب الغسل عند سماع كلام مثير
وفقا للشرع، يعتبر الحديث عن الشهوة والمسائل الجنسية بين غير المتزوجين حراما شرعا بكلمة واحدة. وقد يعتبر هذا نوعا من أنواع الزنا الذي ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويعاقب صاحبه بالإثم، ويؤدي إلى ارتكاب أعمال محرمة. ومع ذلك، إذا كان الحديث عن المسائل الجنسية بين شخصين متزوجين، فإنه يعتبر شرعيا ولا يوجد إثم في ذلك، ويعتبر حلالا بحسب رأي العلماء. ولكن يختلف الأمر فيما يتعلق بالأحكام التي تنتج عن هذا الحديث، هل يجب على الشخص أن يتوضأ أم لا، وفي هذا الأمر يختلف الرأي وفقا للتبعات القانونية.
يختلف الأمر بحسب الأثر الذي يترتب على الكلام، ويمكن تفصيل تلك الأمور على النحو التالي: يتوجب التفرقة بين ثلاثة أمور، هي الفرق بين المني والمذي والودي. وذلك لأن نزول المني الناتج عن الكلام في الأمور الجنسية يتطلب الاغتسال للمسلم، باعتبار أن هذا الكلام يعتبر نوعا من الاستمناء، وهو ما اتفق عليه الفقهاء. ويتأكد ذلك عند حدوث بعض الأمور التي حددها الفقهاء، وهي أن يكون السائل الناتج لزجا، ويكون بحالة من التدفق، ويحدث بالجسد رعشة قوية ناتجة عن الشعور بالإحساس باللذة. ولكن إذا وصل المني حتى العضو التناسلي ثم لم يخرج، فلا يتوجب الاغتسال في هذه الحالة
وتتعلق الحالة الأخرى بنزول المذي عند الحديث في الأمور الجنسية، ويتطلب ذلك طهارة ما اتصل به من الجسم أو الملابس ولكنه لا يستدعي الاغتسال لأنه يعتبر نجسًا، بل يجب إجراء الوضوء
هل الخيال الجنسي يوجب الغسل
أحياناً يسترسل المرء في تخيلاته ومنها الأمور الخاصة بالعلاقة بين الذكر والأنثى ، ويختلف حكم الأمر ما إذا كان الخيال بشريك شرعي كالزوج أو الزوجة ، أم بشخص أجنبي عن المتخيل ، ويرى العلماء أن الخيال إذا كان بطرف من أطراف العلاقة الزوجية الشرعية ، كأن يتخيل الزوج زوجته ، أو بالعكس أن تتخيل الزوجة زوجها فإن ذلك مما لا إثم فيه ، ولا حرج ، وإن كانوا ينصحون الطرفين بعدم الاسترسال في تلك التخيلات حفاظا على العلاقة بشكل صحي ، أما إن كانت التخيلات تقع على طرف أجنبي عن المتخيل فهنا يقع حكم الإثم عند العلماء.
فيما يتعلق بالشخص المتخيل في هذه الحالة، يختلف الأمر ويجب توضيح عدة نقاط مهمة، بما في ذلك الإجابة على الأسئلة مثل: متى يخرج الودي من الرجل، لتمييزه عن المني، وضرورة الاغتسال. الأمر نفسه ينطبق على النساء، فإذا كانت المرأة تعلم بيقين أن ما خرج منها هو مني، أي ناتج عن شهوة ولذة وفتور بعدها، فيجب عليها الاغتسال. أما إذا كانت تعلم بيقين أن السائل هو المذي، فلا يلزمها الاغتسال. وقد يتعرض الشخص، سواء كان رجلا أو امرأة، لحالة من الارتباك في التمييز بين المذي والمني، ففي هذه الحالة يمكن للشخص اتخاذ القرار الذي يبدو الأنسب من وجهة نظره. والمني هو الذي يتطلب الاغتسال، بينما يكفي الوضوء في الحالات الأخرى