نماذج من أشعار العصر الإسلامي
ما هو العصر الإسلامي
لميزة العصر الإسلامي تواجد العديد من الشعراء المبدعين في فن الشعر. في هذا العصر، ازدادت الأشعار التي تتناول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان الشعر يكرس للدفاع عن رسول الله. تغيرت خصائص المعاني في هذا العصر، حيث تم استخدام المعاني لخدمة أهداف الإسلام وتوسيع نطاقه. ومن خصائص الشعر في العصر الإسلامي أن الأشعار كانت تستمد المعاني من القرآن الكريم.
أبرز شعراء العصر الإسلامي
قبل ظهور العصر الإسلامي، كان هناك العديد من الشعراء الماهرين، ولكن الشعراء برعوا بشكل أكبر في بداية العصر الإسلامي، ومن بينهم الشعراء الأكثر بروزًا:
- زياد التميمي
- المرار بن منقذ
- حبيب الهلالي
- خالد بن الوليد
- عروة بن حزام
- فاطمة الزهراء
- يزيد بن معاوية
- الأقرع بن معاذ
- كعب بن زهير
- حسان بن ثابت
- الزبير بن العوام
- منظور الأسدي
- جبيهاء الأشجعي
- علي بن الحسين
- السمهري العلكي
- أبو محمد الفقعسي
- مروان بن أبي حفصة
نماذج شعر من العصر الإسلامي
كان العصر الإسلامي مليئا بالأشعار التي تخدم أهدافه وتدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ولذلك كانت أشعاره ذات غايات وتأثير قوي، وفيما يلي بعض أمثلة من الشعر في العصر الإسلامي
- قد علمت قصيدة خيبر أني زبير، الزبير بن العوام
قد علمت خيبر أني زبار
قرم لقوم غير نكس فرار
ابن حماة المجد وأبن الأخيار
ياسر لا يغررك جمع الكفار
فجمعهم مثل السراب الجرار
- يا أهل أهناس، هذا الكافر (الزبير بن العوام)
أيا أهل أهناس الطغاة الكوافر
ويا عصبة الشيطان من كل غادر
أتتكم ليوث الحرب سادات قومها
على كل مشكول من الخيل ضامر
فإن لم تجيبوا سوف تلقون ذلة
ونقتل منكم كل كلب وفاجر
- لك الحمد مولانا على كل نعمة، قصيدة من خالد بن الوليد
لك الحمد مولانا على كل نعمة
وشكراً لما أوليت من سابغ النعم
مننت علينا بعد كفر وظلمة
وأنقذتنا من حندس الظلم والظلم
وأكرمتنا بالهاشمي محمد
وكشفت عنا ما نلاقي من الغمم
فتمم إله العرش ما قد ترومه
وعجل لأهل الشرك بالبؤس والنقم
وألقهم ربي سريعاً ببغيهم
بحق نبي سيد العرب والعجم
- إننا قوم لا نتوقف عن استخدام سيوفنا” – خالد بن الوليد
وإنا لقوم لا تكل لسيوفنا
من الضرب في أعناق سوق الكتائب
سيوف دخرناها لقتل عدونا
وإعزاز دين الله من كل خائب
قتلنا بها كل البطارق عنوة
جلاء لأهل الكفر من كل جانب
إلى أن ملكنا الشام قهراً وغلظة
وصلنا على أعدائنا بالقواضب
أنا خالد المقدام ليث عشيرتي
إذا همهمت أسد الوغى في المغالب
- فاطمة الزهراء كتبت قصيدة تناجي فيها أباها ورد عليها الله
يا أَبتاه أَجابَ ربّاً دعاه
يا أَبتاهُ إِلى جنّة الفردوسِ مأواهُ
يا أَبتاهُ إِلى جبريل ننعاهُ
يا أَبتاه مَن ربّه ما أدناهُ
- قصيدة تسمى `اغبر آفاق السماء وكورت` للشاعر (فاطمة الزهراء)
اِغبرّ آفاقُ السماءِ وكوّرت
شمسُ النهارِ وأظلم العصرانِ
فَالأرضُ مِن بعدِ النبيّ كئيبةٌ
أَسفاً عليه كثيرةُ الرجفانِ
فَلَيبكهِ شرقُ البلادِ وغربُها
وَليَبكهِ مضرٌ وكلّ يَماني
وَلَيبكهِ الطور المعظّمُ جوّهُ
وَالبيتُ ذو الأستارِ والأركانِ
يا خاتم الرّسلِ المبارك ضوؤه
صلّى عليكَ منزّل الفرقانِ
نَفسي فداؤكَ ما لرأسكَ مائلا
ما وسّدوك وسادة الوسنانِ
أجمل أشعار العصر الإسلامي
واحدة من أفضل قصائد العصر الإسلامي هي قصيدة بانت سعاد الرائعة للشاعر كعب بن زهير، حيث قدم فيها مدحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن أسلم وتوب من هجومه على المسلمين. وهذه هي القصيدة التي يعجب بها قلبي اليوم
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ
فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت
عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ
تَرمي الغُيوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ
إِذا تَوَقَدَتِ الحُزّانُ وَالميلُ
ضَخمٌ مُقَلَّدُها فَعَمٌ مُقَيَّدُها
في خَلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ
حَرفٌ أَخوها أَبوها مِن مُهَجَّنَةٍ
وَعَمُّها خَالُها قَوداءُ شِمليلُ
يَمشي القُرادُ عَلَيها ثُمَّ يُزلِقُهُ
مِنها لَبانٌ وَأَقرابٌ زَهاليلُ
عَيرانَةٌ قُذِفَت في اللَحمِ عَن عُرُضٍ
مِرفَقُها عَن بَناتِ الزورِ مَفتولُ
كَأَنَّ ما فاتَ عَينَيها وَمَذبَحَها
مِن خَطمِها وَمِن اللَحيَينِ بَرطيلُ
تَمُرُّ مِثلَ عَسيبِ النَخلِ ذا خُصَلٍ
في غارِزٍ لَم تَخَوَّنَهُ الأَحاليلُ
قَنواءُ في حُرَّتَيها لِلبَصيرِ بِها
عِتقٌ مُبينٌ وَفي الخَدَّينِ تَسهيلُ
تَخدي عَلى يَسَراتٍ وَهيَ لاحِقَةٌ
ذَوابِلٌ وَقعُهُنُّ الأَرضَ تَحليلُ
سُمرُ العُجاياتِ يَترُكنَ الحَصى زِيَماً
لَم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكُمِ تَنعيلُ
يَوماً يَظَلُّ بِهِ الحَرباءُ مُصطَخِماً
كَأَنَّ ضاحِيَهُ بِالنارِ مَملولُ
كَأَنَّ أَوبَ ذِراعَيها وَقَد عَرِقَت
وَقَد تَلَفَّعَ بِالقورِ العَساقيلُ
وَقالَ لِلقَومِ حاديهِم وَقَد جَعَلَت
وُرقُ الجَنادِبِ يَركُضنَ الحَصى قيلوا
شَدَّ النهارُ ذِراعاً عَيطلٍ نَصَفٍ
قامَت فَجاوَبَها نُكدٌ مَثاكيلُ
نَوّاحَةٌ رَخوَةُ الضَبعَين لَيسَ لَها
لَمّا نَعى بِكرَها الناعونَ مَعقولُ
تَفِري اللِبانَ بِكَفَّيها وَمِدرَعِها
مُشَقَّقٌ عَن تَراقيها رَعابيلُ
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ
لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال
قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم
أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ
أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ
مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً
جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ
وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً
بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ
يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما
لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ
إذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِلُّ لَهُ
أَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُ
مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً
وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُ
وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍ
مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ
لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ
تُهلل لهم عند حدود الموت