نظرية التطور النفسي الاجتماعي عند اريك اريكسون
هناك العديد من النظريات التي تبنّت فكرة طبيعة النفس الإنسانية، وتم تعريف أساس هذه النظريات على يد سيجموند فرويد وتلامذته فيما بعد .
نظرية اريك
– يعتبر العالم اريك اريكسون من أهم علماء النفس الذين تخصصوا في علم النفس التطوري ، حيث قام بالعديد من الدراسات عن ( الأنا ) ، و كان ذلك على يد العالم سيجموند فرويد و ابنته التي عرفت باسم آنا .
– بعدها هاجر إلى نيويورك و بدأ في تطبيق التحليلات النفسية ، و لكنه اصطدم بعدم قدرته على ذلك ، فقد اعتمدت نظرية فرويد على أن كل المشاكل النفسية تتعلق بالجنس ، إلا أن اريكسون عند تطبيقه لما تعلمه ، وجد أن أغلب المرضى الذين تعاملوا معه ليست لديهم أية مكبوتات جنسية ، و أن مشاكلهم تدور حول محاور اجتماعية و حياتية .
مراحل النمو النفسي
اعتمد اريكسون في تحليلاته النفسية على أسس اجتماعية ، و قام بتقسيم مراحل عمر الإنسان بطريقة تختلف تماما عن تلك المراحل التي اعتمد عليها فرويد في تطبيقه ، فمثلا اعتمد على تقسيم عمر الإنسان للرضيع و الطفل في عمر المشي و الطفل قبل دخول المدرسة ، و كذلك مرحلة المدرسة و المراهقة و الشباب و الكهولة و ما فوق الشيخوخة .
مراحل التطور الاجتماعي
المرحلة الأولى
يصف فرويد مرحلة الرضيع بأنها مرحلة حسية فموية، وتتميز بتكوين الثقة دون القدرة على فصلها، كما يصف الرضيع بأنه مرتبط بأمه فقط .
فيما يتعلق باريكسون، كان يرى أن المرحلة الرضعية تتأثر بشكل واضح بالعالم الخارجي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الانسحابية التي تظهر فيما بعد على شكل الاكتئاب أو الذهان. ومع ذلك، إذا تم الاهتمام بالرضيع خلال هذه المرحلة، فإنه سيبقى مرتبطا بالأمل ويستخدم البكاء لتلبية احتياجاته .
المرحلة الثانية
تلك المرحلة التي اسماها فرويد بالمرحلة الشرجية والتي تستمر حتى أربع سنوات، هي المرحلة التي يتعلم فيها الإنسان الاستمتاع بالذاتية واكتشاف العالم من حوله .
في هذه المرحلة، يتم ربط الطفل بوالديه والنظر إلى العالم الخارجي من خلالهما .
بالنسبة لأريكسون، كان يعتقد أن وضع الطفل تحت المزيد من القيود والقواعد الصارمة في هذه المرحلة يزيد من شعوره بالخجل في كل مرة يفشل فيها في التصرف بالشكل المطلوب، وهذا ما أسماه أريكسون السلوك القهري، والذي يتطور فيما بعد إلى وضع لوساوس القهري .
– تم ذكر هذه النظرية التي تشير إلى أن الطفل الذي لا يتعرض للتقييد في هذه المرحلة يتحول فيما بعد إلى شخص مندفع، ومن ضمن نتائج هذه النظرية هو ضرورة الوسطية في التعامل مع الطفل .
المرحلة الثالثة
– و هذه المرحلة هي ما أسماها فرويد بحركة الأعضاء الجنسية ، و التي تستمر حتى ست سنوات ، و قد قال فرويد أن هذه المرحلة هي التي يبدأ فيها الطفل في الشعور بالذنب .
في مرحلة اريكسون، يرتبط الطفل بكافة أفراد أسرته ويتطور شعوره بالذنب، ومن المهم الموازنة في التعامل مع الطفل بين العقاب والثواب حتى لا يتحول لشخصية معادية للمجتمع، وهذا مشابه لرؤية فرويد في نفس المرحلة .
المرحلة الرابعة
و هذه المرحلة هي تلك المرحلة التي أسماها فرويد بالكمون ، و لاتي تكمن في تجنب الشعور بالدونية ، في حين أن اريكسون وجد أن هذه المرحلة هي أساس تكوين علاقات اجتماعية كبيرة ، و أن الشئ الوحيد الذي يشعر الطفل بالدونية هو أن يكون محطا للتمييز تحت أي شكل من الأشكال أو يعاني من العنصرية .