نظرية ابن خلدون
– كان ابن خلدون من مفكري المسلمين في القرن الرابع عشر، ولد في تونس الحالية، وكتب العديد من المواضيع، بما في ذلك صعود وانحدار الأمم، وله العديد من الكتابات حول الاقتصاد والفوائض الاقتصادية والسياسات الاقتصادية الموجهة.
ابن خلدون و تحليل الاقتصاد
: “وضع ابن خلدون تحليلا منهجيا لأداء الاقتصاد وأهمية التكنولوجيا والتخصص والتجارة الخارجية في الفائض الاقتصادي، ودور الحكومة وسياساتها في زيادة الإنتاج والعمالة، وناقش أيضا مشكلة فرض الضرائب المثلى والحد الأدنى للخدمات الحكومية والحوافز والإطار المؤسسي والقانون والنظام والتوقعات والإنتاج ونظرية القيمة. ويعد ابن خلدون الخبير الاقتصادي الأول، مع وجود فائض اقتصادي في متناول اليد، والذي قدم تفسيرا بيولوجيا لصعود الأمم وسقوطها.
ابن خلدون و الحديث عن الدولة
بما أن للدولة وظائف هامة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للأمة، يجب توضيح دور الدولة وطبيعتها لتعزيز رفاهية المجتمع. بالنسبة لابن خلدون، يتمثل دور الدولة في إرساء القانون والنظام لتسهيل الأنشطة الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطبيق حقوق الملكية وحماية طرق التجارة وضمان الأمن والسلام ضروريان لأي مجتمع متحضر يرغب في المشاركة في التجارة والإنتاج. وسيزداد الفائض الاقتصادي عندما تتبنى السياسات الحكومية الأنشطة الاقتصادية. ويجب أن تستخدم الحكومة الحد الأدنى من هذا الفائض من خلال فرض الضرائب لتوفير الخدمات العامة الأساسية والأشغال العامة الضرورية.
التخصص والفائض الاقتصادي
تناول ابن خلدون الاقتصاد وعلم الاجتماع والعلوم السياسية وغيرها من المواضيع لفهم سلوك الإنسان وتاريخه، وأشار إلى أن التخصص هو المصدر الرئيسي للفائض الاقتصادي، قبل ثلاثة قرون تقريبا من آدم سميث. بالنسبة لابن خلدون، عندما تكون هناك بيئة مواتية للتخصص، يتم تشجيع صاحب المشروع على زيادة التجارة والإنتاج. يحدث التخصص في مكان يمكن للشخص أن يحقق ثوابا لجهوده، ومن خلال الاهتمام بالقانون والنظام، يصبح التخصص وظيفة السكان والتجارة والإنتاج مع حد أدنى من الضرائب.
نظرية العرض والطلب
مرة أخرى قبل عصره، افترض ابن خلدون أن العرض والطلب يحددان أسعار السلع والخدمات، وعندما يكون المنتج نادرا ومطلوبا، يرتفع سعره. يقوم التاجر بشراء البضائع `حيث تكون رخيصة` ووفيرة، ويبيعها `بسعر مرتفع` حيث تكون نادرة. طبعا، عندما يكون المنتج متوفرا، يكون سعره منخفضا، وبالتالي فإن سعر الغذاء يكون منخفضا.
السياسة النقدية
يدافع ابن خلدون عن سياسة نقدية مستقرة، ويخشى أن يؤدي تخفيض قيمة العملة من أجل بناء القصور وتمويل الجيوش المرتزقة إلى تسبب التضخم وفقدان السكان الثقة في العملة، وهذه التطورات غير عادلة كسياسة عليا للمجتمع، ويجب حماية القوة الشرائية للمال كمسألة عدالة .
– اقترحت وكالة نقدية مستقلة تحت رئاسة رجل يخاف الله لمنع الحكام “بلا خوف” من التلاعب في قيمة المال وتقليل قيمة العملة، وذلك استنادا إلى فكرة ابن خلدون. اتبع بنك إنجلترا والبنك الألماني في ألمانيا الغربية سياسات نقدية مستقلة نسبيا للحفاظ على تضخم منخفض وتوفير عملة مستقرة للاقتصادات.